د محمد محمد أبو موسى

تعد قضية الموقف من تراث الأمم وآثارها وجملة ما أبدعته من القضايا القديمة التي بدأ فيها الصراع منذ بداية الصدام الحضاري والفكري بين الأمة الإسلامية والأمم الأوروبية، ومن هنا وجدت الاختلافات الشديدة في التعامل مع التراث من قبل المفكرين، فمنهم من أراد هدم التراث والأخذ من الأمة الأوروبية، ومنهم من تمسك بتراثه ولم يفرط فيه، الدكتور محمد محمد أبو موسى من رواد هذا الاتجاه الأخير، فهو من أشد المدافعين عن التراث ومن أشد الناس حبًا وتعلقًا به.

يقول المؤلف عن سبب تأليف الكتاب "وقد رأيت أن أعرض مواقفنا المختلفة من علومنا وتراثنا ومن علوم الآخرين وتراثهم، وأن أشير إلى ما يتصل بهذه المواقف، ثم أجعل موقف علمائنا من تراث الأمم نورًا نهتدي به في يومنا وفي غدنا، وموقفهم جدير بأن ننظر فيه وأن نهتدي به، لأن أجيال علمائنا هم الذين أقاموا حضارتنا التي غلبت وسادت أزمنة متطاولة".