موشي زيدنر وجيرالد ماثيوس

يبدو أن التقدم العلمي والتكنولوجي في المجتمعات الصناعية المعاصرة، قد جلب معه الكثير من الظواهر والأمراض الحادثة، ويأتي على رأسها القلق.. القلق هو الظاهرة الأكثر شيوعًا في مجتمعاتنا المعاصرة، ورغم ذلك مازال المجتمع العلمي، رغم التقدم الكبير، عاجزًا عن الوصول لفهم كامل يخص هذه الظاهرة. ومن هنا يأتي هذا الكتاب، والذي يقدمه عالمان من أبرز المهتمين بموضوعات القلق، ليشرح لنا بشكل مبسط ودقيق كل ما يخص القلق، من النواحي الفسيولوجية والاجتماعية والمعرفية، وكيف يتم التفريق بين الخوف والقلق وغيرهما من المصطلحات الشائعة، وما هو الحد الفاصل بين القلق العادي الذي قد يساور أي أحد منا، والقلق المرضي الذي يستدعي تدخلًا علاجيًا. بل ويعرض الكتاب جانبًا مختلفًا من القلق، حيث يكون للقلق فائدة في سياقات معينة، مثل التنافس الرياضي والاختبارات الدراسية، ولكن بشرط أن يكون هذا القلق دافعًا للإنتاج والعمل أكثر. كما يعرض المؤلفان الكثير من النظريات المفسرة لأصول القلق ومفاهيمه. يشتمل الكتاب على سبعة فصول؛ الفصل الأول عبارة عن مقدمة ومدخل لموضوع القلق، والفصل الثاني يعلمنا كيف يتم تقييم القلق، والفصل الثالث عن النظريات والنماذج المفسرة للقلق، والفصل الرابع يدور حول أصول ارتقاء القلق، والفصل الخامس يسلط الضوء على كيفية تأثير القلق في المخرجات المعرفية، والفصل السادس يناقش سؤالًا هامًا: هل يمكن للتدخل أن يجدي نفعًا، والفصل الأخير من الكتاب يقف بنا أمام موضوع التطلع إلى علم معرفي للقلق.