انتقدت المعارضة السورية وبعض المسؤولين الأمريكيين، منح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الضوء الأخضر لمشروع خط استجرار الغاز المصري إلى لبنان مروراً بالأراضي التي يسيطر عليها نظام الأسد في سوريا.

وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان، دوروتي شيا، سلمت الجمعة، رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، كتاباً رسمياُ من وزارة الخزانة الأمريكية، تضمن تأكيداً على أنه لن يكون هناك أي مخاوف من قانون العقوبات الأمريكية.

وفتحت هذه الخطوة الأمريكية الباب أمام تساؤلات حول مدى مساهمة المشروع في تدارك أزمة نقص الكهرباء والغاز في مناطق سيطرة نظام الأسد.

ورأى الباحث والدكتور في الاقتصاد كرم شعار، أن استفادة نظام الأسد ستكون في الحد الأدنى من تمرير الغاز، بسبب محدودية كميات الغاز، حسبما صرح لـ"عربي21".

وأضاف أنه "لو افترضنا أن النظام حصل على كل كمية الغاز التي ستضخ إلى لبنان، وليس نسبة منها، فإن هذه الكمية لا توفر إلا ما نسبته 5 في المئة من احتياجات النظام لحوامل الطاقة لإنتاج الكهرباء، قياساً على الأرقام في العام 2010".

وتابع: إن "كمية الغاز ضئيلة جداً، ونظام الأسد لن يحصل سوى على 10 في المئة من كمية الغاز التي ستكون وجهتها لبنان".

وبحسب متابعين، فإن هذه الخطوة الأمريكية الاستثنائية قد تفتح الباب واسعا للدول بالتعاون مع نظام الأسد اقتصادياً، ما يعني انتهاء مفاعيل قانون قيصر، التي كان الشعب السوري هو المتضرر الأبرز منها.

اقرأ أيضاً: القضاء الفرنسي يتهم مقرباً من نظام الأسد بارتكاب جرائم حرب 

وكان وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة الأسد، بسام طعمة، قد كشف قبل أيان أن حصة نظامه من خط الغاز العربي لا تتجاوز 10 إلى 15 في المئة، قائلاً: "لا يعوّل على هذ الكمية في سد النقص الحاصل في الكهرباء في البلاد".

في غضون ذلك، انتقد المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جويل رايبورن، منح بلاده الاستثناء لحكومة لبنان، قائلاً: "يبدو أن فريق بايدن يسيء تفسير القانون الأمريكي بشكل متعمد، وذلك ليقدم ضمانات لدول أخرى".

وأردف: إن "فريق بايدن لم يقنع نصف الكونغرس بأن إنقاذ لبنان يتطلب تحويل كميات ضخمة من الوقود أو الأموال إلى بشار الأسد".

شاهد إصداراتنا: