أثارت عملية القوات الأمريكية ضد زعيم "داعش"، عبد الله قرداش، ومن قبله أبو بكر البغدادي، العديد من التساؤلات حول وصول قادة التنظيم إلى محافظة إدلب والطريق التي سلكاها للوصول إلى المنطقة.
وتخضع منطقة إدلب وما حولها لسيطرة كاملة من قبل "هيئة تحرير الشام"، التي كانت جزءاً من التنظيم قبل أن تنفصل عنه وتتخذ من هذه المحافظة مركزاً لها في سوريا.
وتفرض الهيئة قبضة أمنية على المنطقة، وتعلن بشكل دائم القبض على مسؤولين في "داعش"، وآخرين يعملون لصالح نظام الأسد لكن القبض على زعيمي هذا التنظيم يجعلها محط اتهام بتسهيل وصولهما إلى المنطقة، بينما يعتبر مراقبون أنّ قيادة الهيئة كان لها دور بالكشف عن مكانيهما.
وقال الباحث في الشأن السوري عرابي عبد الحي عرابي، إنّ "اكتظاظ إدلب بالنازحين يجعلها بيئة جاذبة لمثل هؤلاء القادة، وهذا الاكتظاظ يجعل التخفي سهلاً لأي شخص دون لفت أنظار السكان المحليين أو سلطات الأمر الواقع"، وفقاً لـ"العربي الجديد".
وأضاف أن وصول زعيم "داعش" الأخير إلى المنطقة "ليس حديثاً، وهناك معلومات تؤكد أنه بدأ بالتحرّك من الأراضي العراقية قبل نحو سنة، وقد تعاقب على المنزل الذي عثر عليه مختبئاً فيه عدد من الأشخاص، على الأغلب مقرّبون من التنظيم وكانوا يحضّرون لوصوله، ومنذ وصول نبأ استقراره في المنطقة إلى الجيش الأميركي بدأ بمتابعته عبر وسائله الخاصة".
واستبعد عرابي أي دور للهيئة بوصول قرداش إلى المنطقة أو القبض عليه، لكنّه أشار إلى أنّ من أوصله ومن قبله "أبو بكر البغدادي" إلى المنطقة هي شبكات التهريب المنتشرة في جميع مناطق السيطرة.
وعن سبب اختيار هؤلاء القادة لإدلب دون مناطق سيطرة "الجيش الوطني"، فهو كون الأخيرة خالية من الأجانب ما يجعلهم محط أنظار الجميع، مبيّناً أنّ توجّههم إلى إدلب "لا يعني وجود حاضنة شعبية لهم هناك، لكنّ الأمر مرتبط بأنّ سلطات هيئة تحرير الشام لا تمانع وجود الأجانب في المنطقة، على عكس سلطات الجيش الوطني التي تنتشر في أرياف محافظات حلب والرقة والحسكة".
اقرأ أيضاً: "مشان الله لا تضربوني".. فيديو يوثق تعذيب وحشي لطفل في درعا
وبحسب مصدر مقرب من "تحرير الشام"،فإنه لا يمكن أن تكون عملية قتل زعيمي تنظيم "داعش" قد تمّت بدون علم قادة الهيئة، وذلك لعدة أسباب؛ منها الحملات الأمنية التي تشنّها الهيئة ضد خلايا التنظيم في المنطقة.
وأيضاً التنسيق العالي بين "الهيئة" والقوات التركية المنتشرة في المنطقة التي أعلنت علمها بعملية قوات أميركية على أطراف قرية أطمة، وخاصة أنّ هناك نقطة تفتيش تتبع للهيئة تقع على مقربة من هذا المنزل، ما يعني أنها ربما كانت تراقبه وتعلم بمكان وجوده، حسبما نقل "العربي الجديد".
