كشف مركز "جسور" للدراسات، أن القصف التركي الذي أسفر مؤخراً عن مقتل ثلاثة ضباط من نظام الأسد في بلدة المياسة التابعة لناحية نبل بريف حلب، استهدف موقعاً مشتركاً كان يحتضن اجتماعاً لضباط النظام مع الميليشيات الإيرانية.
وقال المركز في تقرير حول "دلالات القصف" التركي للنظام شمالي سوريا، إن هدف الاجتماع قد يكون التخطيط لتنفيذ مهمة على هذا المحور، مرجحاً وقوف إيران وراء ذلك، نظراً لموقفها غير الإيجابي من مسار التطبيع القائم بمعزل عنها بين تركيا والنظام، برعاية روسيا.
وأضاف التقرير أن هذا الشكل من الاستهداف المتكرّر يشير إلى أسلوب بدأت تلجأ إليه تركيا كبديل عن العمليات العسكرية التقليدية التي سبق وشنتها في سوريا منذ عام 2016.
ويعتمد هذا الأسلوب على الضربات الهجومية الخاطفة، والتي تعتمد على المفاجأة والرصد والدائم والاستطلاع، لتحقيق التأثير المطلوب على الخصم، في ظل عدم نضوج الظروف السياسية المواتية لشنّ عمليات عسكرية برية.
ولفت إلى أن الموقع المستهدف يمثل "نقطة استراتيجية"، وقد استخدمته روسيا سابقاً لقصف مناطق النفوذ التركي في شمال سوريا، للضغط على أنقرة، بينما كانت إيران هي الطرف الذي كان يريد الضغط هذه المرة.
واعتبر التقرير أن القصف يوضح قدرة واستعداد تركيا على الانتقال من المسار التفاوضي إلى المسار العسكري، في حال اكتشاف أي محاولة ومناورة من قبل نظام الأسد وحلفائه.
وتدل كافة العمليات العسكرية الخاطفة التي نفذتها القوّات التركية على وجود بنك أهداف لديها على محاور التماس في المناطق التي تنتشر فيها وحداتها إلى جانب فصائل المعارضة، وفقاً لمركز "جسور"
ورأى المركز أن مثل هذه العمليات التركية "الخاطفة" تبدو مقبولة بالنسبة إلى واشنطن وموسكو، متوقعاً تطويرها من استهداف المواقع إلى الشخصيات القيادية، سواء كانت تابعة لميليشيات "قسد" الكردية أو إيران أو النظام.
اقرأ أيضاً: إيران تعدم مسؤولاً بتهمة التجسس وتكشف المبالغ التي كان يتقاضاها
شاهد إصداراتنا:
