كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها، عن وجود رفض عربي بشأن التقارب السعودي الأخير مع نظام بشار الأسد في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن الخلاف اتضحت معالمه عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عُقد الجمعة في مدينة جدة السعودية، لمناقشة إعادة قبول نظام الأسد في جامعة الدول العربية.
وانتهى الاجتماع الوزاري بدون اتفاق، بحسب التقرير، لتبرز انقسامات عميقة في جميع أنحاء المنطقة بعد ما يقرب من 12 عاماً من انزلاق البلاد في حرب طاحنة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولَين مطلعَين على الاجتماع، أن هناك معارضة حادة للتقارب السعودي مع نظام الأسد من دول، من بينها قطر والكويت والأردن، التي تساءلت جميعها عن المقابل الذي يمكن أن يمنحه نظام الأسد لقاء ذلك التقارب.
وذكر مسؤول أن إحدى نقاط الخلاف كانت حبوب "الكبتاغون"، العقار المخدر الذي يسبب إدماناَ شديداً، إذ أصبحت تجارته شريان الحياة الاقتصادي لنظام الأسد.
وأضاف: "لقد أصبحت سوريا (نظام الأسد) دولة مخدرات، بتجارة تصل إلى أربعة أو خمسة مليارات دولار سنوياً.. لا يمكننا دفع ثمن ذلك".
بدوره أفاد مسؤول ثاني، إن "إعادة قبول نظام الأسد في الوقت الذي تنتشر فيه الميليشيات الإيرانية في سوريا، وتمارس نفوذاً على الأسد، من شأنه أن يكافئ طهران"، وقال: "نحن نخلع الملابس للإيرانيين"، على حد وصفه.
واعتبر تقرير الصحيفة أن ذوبان الجليد في العلاقات العربية مع نظام الأسد، قد يؤدي إلى إثارة غضب الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على ذلك النظام.
وكانت محادثات جدة قد جاءت بعد أيام من زيارة وزير خارجية نظام الأسد للمملكة العربية السعودية، التي تدرس دعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية الشهر المقبل.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، أمس السبت، إن الوزراء اتفقوا على مواصلة النقاش بشأن حل سياسي للصراع في سوريا وشروط للسماح بإعادة ملايين اللاجئين السوريين.
وكان مشرعون أمريكيون في لجنتي العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والشؤون الخارجية في مجلس النواب، استنكروا التطبيع العربي مع نظام الأسد.
وأفاد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب مينينديز، بأن "بشار الأسد مجرم حرب، ويدير دولة مخدرات. هذا هو الأمر باختصار".
ولفت مينينديز إلى أن "مزيداً من الجهود نحو التطبيع تتجاهل انتهاكات النظام"، مضيفاً أن "استمرار تهريب الكبتاغون يهدد المجتمعات في جميع أرجاء المنطقة".
اقرأ أيضاً: مئات الضحايا بالسودان والاشتباكات بين الجيش والدعم السريع مستمرة
شاهد إصداراتنا: