السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

مجموعة بحثية تكشف خطة "تحـ.ـرير الشــ.ام" لتوسيع نفوذها في الشمال السوري

28 ابريل 2023، 09:05 م
عناصر من هيئة تحرير الشام
عناصر من هيئة تحرير الشام

نشرت مجموعة "كاندل" البحثية للتفكير الاستراتيجي، دراسة من إعداد الباحث "صالح الحموي"، كشف من خلالها عن خطة "هيئة تحرير الشام" لتوسيع نفوذها في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري بريف حلب الشمالي، وأدواتها لتحقيق أهدافها.

شبكة "آرام" الإعلامية تنقل نص الدراسة كما ورد في مجموعة "كاندل":

مقدمة:

تعتبر هيئة تحرير الشام الفاعل الأبرز على الساحة السورية؛ بسبب سيطرتها على منطقة إدلب وكونها أحد بنود التفاوض بين الدول الفاعلة في الملف السوري؛ سواء بين تركيا وروسيا أو تركيا والغرب؛ أو تركيا والنظام السوري

ويأتي دخول الهيئة إلى منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون لخلط الأوراق من جديد؛ وامتلاك مزيد من أوراق الضغط للهيئة ضد الفاعلين الإقليميين وعلى رأسهم تركيا؛ ولم أقف على دراسة كاملة بحثت في مخطط الهيئة للسيطرة على الشمال؛ ومن هنا تأتي أهمية هذه الورقة لتشرح مخطط الهيئة وأهدافه وعوائق تحقيقه.

كما حددنا السؤال البحثي: هل لدى الهيئة خطة متكاملة للسيطرة على الشمال وماهي ماهية هذه الخطة؟

منهجية البحث: اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي

الحدود الزمانية: منذ دخول الهيئة الأول لمدينة عفرين.. إلى يومنا هذا

الحدود المكانية: منطقة درع الفرات وغصن الزيتون
تمهيد:

منذ تحرير مدينة عفرين من قبل فصائل الجيش الوطني بتاريخ 18 آذار 2018؛ كان دخولها محرّماً على الهيئة؛ حتى عام 2020حيث بدأت ترسل بعض الخلايا الأمنية لملاحقة معارضيها ونجحت في خطف أحدهم “قتيبة البرشة” من مدينة الباب عبر متعاونين من داخل فصيل الجبهة الشامية.

ثم قام ” جهاد الشيخ” (قيادي كبير في الهيئة) بالتقاط صورة علانية داخل مدينة أعزاز في شهر تموز 2021

ثم تبعه زيارة واجتماع لقيادات من الهيئة مع وفد من فصيل سليمان شاه؛ وتوالت لقاءات بينهم وبين قيادات من الجيش الوطني مثل فصيل المعتصم “مصطفى سيجري” وقائد الفرقة التاسعة؛ حتى أصبح التواجد الأمني للهيئة شبه علني وخاصة في عام 2022.
أولاً – أهداف هيئة تحرير الشام من السيطرة على الشمال:
١) هدف سياسي:

بعد التحركات التركية تجاه التطبيع مع النظام وبعد منع تركيا للهيئة من السيطرة الشمال بشكل مباشر اجتمع المطبخ المصغر لقيادة الهيئة برئاسة الجولاني وكلًا من نائبه “أبي أحمد حدود” والشرعي العام “عبد الرحيم عطون” ومسؤول العلاقات الخارجية “زيد العطار”، وتم مناقشة خطة الهيئة كاملة للسيطرة على الشمال في نهاية عام 2022، وحصل الاجتماع في شهر تموز 2022.

وحددوا أهدافهم بما يلي:
- امتلاك ورقة ضغط على تركيا في حال غيرت سياستها تجاهها
- فتح قناة تواصل مباشرة بين الهيئة وأمريكا؛ حيث السيطرة على الشمال سيؤمن لها خطوط تماس مباشرة مع قسد.
- حجز مقعدٍ لها في أي مفاوضات قادمة بين تركيا والنظام السوري؛ كونها ستصبح الجهة الوحيدة المسيطرة على جميع المناطق المحررة.
- إعادة التموضع ضمن النفوذ الأمريكي في حال حصل أي تبدل سياسي في تركيا بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 19 أيار القادم.

2) هدف اقتصادي:

كانت الهيئة تدفع شهرياً 750 ألف $ رسوم على صهاريج النفط القادمة من الشمال إلى إدلب للفيلق الثالث، كذلك يوجد  معبر الحمران دخله مليون ونصف $ و معبر الحمام ومعبر باب السلامة دخل الأول ٥٠٠ ألف$ والثاني مليون $

أي أن هناك سيولة مادية شهرية تتجاوز ٢ ونصف مليون $ شهريًا، ستتحول لخزينة الهيئة في حال سيطرتها على المنطقة.
3) هدف أمني:

هناك بنك معلومات هائل في منطقة الشمال يتمثل في خلايا ميليشيا قسد وداعش والمعتقلين من قياداتهما في سجون الجيش الوطني والشرطة العسكرية إضافة لتواجد القواعد العسكرية التركية وشبكات تهريب البشر والكبتاغون بين مناطق الشمال وتركيا وبين مناطق الشمال ومناطق النظام.

فهذه تشكل بنك معلومات ضخم لها تستطيع من خلالها ابتزاز الدول الفاعلة مثل أمريكا (ملفي تنظيم الدولة و قسد) وتركيا من خلال ملفات شبكات التهريب والفساد المالي والأخلاقي؛ والذي تورط به سابقًا مجموعة من الضباط الأتراك.
ثانياً- أدوات السيطرة:
١) الأدوات الإعلامية:

الهيئة قبل أي تحرك عسكري ضد فصائل الشمال وأمام أي تمدد جديد؛ تبدأ بتهيئة الرأي العام في تلك المناطق وتستغل عاطفة الدين والانتهاكات الكبيرة بحق المدنيين من قبل خصومها فيبدأ إعلامها الرديف بنشر سلسلة من الاتهامات ضد خصومها (إدلب بوست؛ صفحة طاهر العمر؛ راديو محافظة إدلب؛ المبدعون السوريون؛ الدرر الشامية؛ وصفحات قياديين مثل مظهر الويس وأبي ماريا القحطاني) وأبرز هذه التهم هي:


- انتشار الفساد في صفوف قيادات وعناصر الجيش الوطني؛ وتضخيمها بشكل هائل (استغلال قضية محاسبة فصيل سليمان شاه من قبل لجنة الاصلاح).
- انتشار حبوب الكبتاغون ورعايتها من قبل فصائل الجيش الوطني
- الانتهاكات الجسيمة للجيش الوطني ضد سكان مدينة عفرين (خاصة ضد الأكراد)
- تصوير فصائل الجيش الوطني على أنهم مرتزقة؛ يأتمرون بأمر تركيا (إرسال مقاتلين إلى ليبيا وأذربيجان).
 - اتهامات مباشرة للفيلق الثالث (الجهة التي تم الاعتداء عليها)؛ بفتح قنوات تواصل مع الإمارات والسعودية وأمريكا ضد المشروع التركي.
 - تصوير هجومها على أنه خطوة استباقية لقطع الطريق على أي مفاوضات بين تركيا والنظام؛ حيث إن هذه الفصائل ستكون هي المنفذ للتطبيع مع النظام

2) أدوات أمنية:

نشرت الهيئة عدة خلايا أمنية في مناطق أعزاز والباب؛ تحت غطاء الفصائل الموالية لها التي استمالتها إما بالمال وإما بالولاء الفكري (بعض مكونات جيش الشرقية؛ وبعض مكونات الفيلق الثالث؛ وأحرار الشام بقيادة حسن صوفان)؛ حيث كان لهذه الخلايا الدور الأكبر في تمهيد الدخول العسكري من خلال تحييد الخصوم وكسب ولاءات الفصائل التي شكلت الغطاء الأمني العسكري لدخول الهيئة وعلى رأسهم فصيل فرقة سليمان شاه وفرقة الحمزة وأحرار الشام.
3) أدوات مالية:

استغلت الهيئة الشح المالي لدى كثير من فصائل الجيش الوطني وزودتهم بمبالغ ضخمة مثل (كتلة أحمد رزق داخل حركة نور الدين زنكي والفرقة 51 داخل الفيلق الثالث) وأعطتهم مخصصات مالية شهرية وتكاليف معسكرات وحصدت ثمار ذلك بمشاركة حركة نور الدين زنكي بالقتال لجانبها وتحييد مجلس تل رفعت العسكري أثناء اقتحام عفرين وكفر جنة.
4) أدوات عسكرية:

الدخول الأول: بتاريخ 19/6/2022 دخلت أرتال تضم أكثر من 100 آلية لهيئة تحرير الشام ليلاً إلى منطقة عفرين ووصلت إلى قرية “قرزيحل”، كان الدخول بذريعة الوقوف إلى جانب كتبة أحرار عولان الذين صدر قرار من اللجنة الشرعية بإعادة سلاحهم إلى الجبهة الشاميّة ورفضوا الانصياع لقرار اللجنة الشرعيّة، فاتخذ الفيلق الثالث قراراً بتطبيق حكم اللجنة الشرعيّة بالقوّة وهذا ما أعطى الهيئة ذريعة للدخول حمايةً لهم من الفيلق الثالث، وحصل اشتباك صغير الساعة الثانية ليلاً في قرية “قرزيحل” حيث تصدّى لهم الفيلق الثالث بالقوّة، لكن صباحاً تدخّل جهاز المخابرات التركي وطالبهم بالعودة إلى إدلب، وعندما تلكأت الهيئة بالخروج تمّ ممارسة ضغط عليهم من قبل الأتراك فانصاعوا للأمر وخرجوا الساعة الواحدة ظهراً، وكان من نتائج هذا الدخول هو كسر الحاجز النفسي للهيئة بالدخول بشكل علني إلى مناطق الشمال وهذا ما مهّد للدخول الثاني.

الدخول الثاني: توجت الهيئة مخططها بالسيطرة؛ بالدخول العسكري المباشر في 11 تشرين الأول 2022؛ مستغلة حادثة مقتل الناشط “محمد أبو غنوم” في مدينة الباب واعتقال الفيلق الثالث لخلية تتبع لفرقة الحمزة؛ حيث صور إعلامها الرديف أن الفيلق الثالث لديه مشروع للهيمنة والسيطرة على فصائل الجيش الوطني والمنطقة وهو من اعتدى على فرقة الحمزة.

وبعد أسبوع من المعارك سيطرت على كفر جنة في 18 تشرين الأول 2022 وكادت أن تسيطر على مدينة أعزاز لولا تدخل الجيش التركي وحدوث انقسامات داخل المؤسسات التركية؛ مما فرض على الهيئة العودة إلى عفرين.
ثالثًا- التحديات:
1) محلية:

التحديات المحلية ضئيلة جدًا أمام خطة الهيئة للسيطرة على الشمال، فالعائق الأكبر كان الفيلق الثالث والذي يعاني من مشاكل داخلية، وفقد قوته العسكرية بعد تحالف فرقة الحمزة مع فصيل سليمان شاه وأحرار الشام وأحرار عولان مع الهيئة ضده، وتحييد كتلة كبيرة من حركة التحرير والبناء.

يبقى الحراك الشعبي متمثلاً بالمظاهرات هو التحدي المحلي الأبرز أمام مخطط الهيئة لكن هذا التحدي لا يبرز إلا عند بدء الحملات العسكرية للهيئة، ثم ما يفتأ أن يفتر لاحقًا وهو ما يسمح للهيئة باحتوائه سريعاً.
2) إقليمية:

أقوى تحدٍ يواجه مخطط الهيئة هو الانقسام داخل المؤسسات التركية، حيث يتخذ الجيش موقفًا حاسمًا من بقاء الهيئة، وقام بإجراءات عملية على الأرض؛ من إلزامها بتفكيك حواجزها وطرد أرتالها في كل محاولة جديدة للسيطرة على مناطق هناك.

وإلزامها بإخفاء مظاهر وجودها، واستصدر قرارًا من وزارة دفاع الحكومة المؤقتة يقضي بمنع مرور كل رتل واعتقال عناصره إذا كان لا ينتمي للجيش الوطني.

كذلك زادت الخلافات كثيرًا بين تركيا والهيئة؛ إذ سبّب دخولها حرجًا سياسيًا لتركيا أمام الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث حاول لوبي ميلشيا قسد داخل الولايات المتحدة تصوير تركيا على أنها تدعم فصيلًا إرهابيًا ضد الأقلية الكردية في عفرين.

بينما تحاول الأجهزة التركية المشرفة على الملف السوري دفع هذه التهمة وإخفاء أي مظاهر لوجود الهيئة وحسب مصادرنا هناك خطة متكاملة لإخراج الهيئة من المنطقة كلياً بعد الانتخابات التركية
3) دولية:

هناك تحديان دوليان كبيران لمخطط الهيئة:

الأول: الأمريكي؛ إذ هددت أمريكا عبر قنوات خلفية بعد دخول الهيئة للمنطقة؛ بدعم ميليشيا قسد لاستعادة مدينة عفرين.

الثاني: كان من روسيا على لسان “ألكسندر لافرنتيف”؛ الذي قال إن تركيا تحاول تحويل الهيئة إلى فصيل سياسي معتدل؛ مما يقوض جميع اتفاقيات روسيا مع تركيا، سواء وقف إطلاق النار في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون؛ أو خفض التصعيد في إدلب.
رابعًا- خاتمة:

نجحت الهيئة جزئيًا بتأخير استحقاق معالجة ملفها دوليًا وإقليميًا عبر فرض أمر واقع في الشمال؛ وتثبيت أقدامها تحت غطاء بعض فصائل الجيش الوطني؛ مستغلة حاجة تركيا لها لتقليم أظافر الفيلق الثالث؛ وللضغط على فصائل الجيش الوطني لإنهاء حالة تشرذمها.

لكنها أوقعت تركيا في حرج كبير أمام روسيا وأمريكا؛ إضافة لانقسام بين الجيش التركي وجهاز الاستخبارات ووزارة الداخلية، كذلك مخطط الهيئة للسيطرة على الشمال سبب حرجًا كبيرًا لدولة قطر الداعم الأكبر للثورة السورية، خاصة أن قيادات الهيئة كانت تتحدث بشكل مستمر أن دخولها تم بموافقة تركية وقطرية. ( وهذا عارٍ عن الصحة)

مع ذلك فإن خطة الهيئة للسيطرة على الشمال لم تتوقف لكنها غيرت التكتيك واستبدلت خطة السيطرة المباشرة بالسيطرة غير المباشرة عبر مجموعة من الفصائل المحلية التابعة للهيئة لكنه رسمياً ضمن ملاك الجيش الوطني .

خامساً- توصيات:

بعد ثبوت وجود مخطط للهيئة للسيطرة على الشمال وما يسببه من تداعيات محلية وإقليمية ودولية تنعكس سلباً على الثورة والفاعلين في الملف السوري نوصي بهذه الخطوات لإفشال مخطط الهيئة:

- الإسراع في إعادة هيكلة الجيش الوطني وتقديم ولاء المؤسسة على الفصيل عبر دورات توجيه معنوي تخصصية
 
- تفعيل الجهاز الأمني للجيش الوطني لملاحقة ومراقبة توجه وميول القيادات والعناصر داخل الجيش الوطني الموالين للهيئة وفصلهم مباشرة
-  نزع ذرائع الهيئة بالدخول للمنطقة عبر رد المظالم ومحاربة الفساد وكسب ولاء السكان المحليين
- رفع رواتب عناصر فصائل الجيش الوطني وزيادة حصة عائدات المعابر إلى وزارة الدفاع
- قطع الطريق على لوبي قسد في الغرب وتعيين شخصيات كردية وطنية في مناصب الإدارة في منطقة عفرين
- اتخاذ إجراءات حازمة ضد الهيئة عبر تقنين دخول البضائع من معبر باب الهوى وتحويلها لمعابر باب السلامة والحمام والراعي
- ملاحقة كل الشركات والشخصيات التي تستخدمها الهيئة واجهة لأعمالها التجارية
 - سحب ورقة العشائر من الهيئة في منطقة درع الفرات وغصن الزيتون عبر إبراز شخصيات عشائرية لها ثقل اجتماعي ومواقف واضحة ضد الهيئة.


اقرأ أيضاً:
أبو الغيط يعتبر أن بشار الأسد "ربح المعركة" في سوريا
أول تعليق أمريكي على اللقاء الرباعي في موسكو
أردوغان يزف بشرى للمواطنين.. الغاز مجاني لمدة عام
شاهد إصداراتنا: