الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

قريباً الشمال السوري قد يتحوّل لـ"بؤرة كورونا"

17 سبتمبر 2020، 03:00 م
كورونا في الشمال السوري
كورونا في الشمال السوري

عائشة صبري – آرام

يتصاعد عداد الإصابات بفيروس "كورونا" (كوفيد19) في الشمال السوري، منذ العاشر من الشهر الجاري، وسط محاولات لتوعية الأهالي من خطورة هذا الوباء، واتباع الإجراءات الوقائية.

محاولاتٌ لإنشاء مراكز صحيّة وتأمين مستلزمات طبيّة، يُقابلها وعودٌ من قبل الداعمين، إذ أطلقت الحكومة السورية المؤقتة تحذيراً، الاثنين الفائت، لمنظمة الصحة العالمية والمؤسسات العاملة في المنطقة بشأن تصاعد وتيرة تفشي الفيروس، فيما يستمر فريق "منسقو استجابة سوريا" بالتحذيرات والمطالب بفرض حجر صحي للحدِّ من كارثة محتملة.

وأكد مسؤول المشافي في مديرية صحة إدلب د. يحيى نعمة، لشبكة "آرام"، الخميس، أنَّ منطقة الشمال السوري تعيش في "مرحلة انتشار الوباء مجتمعياً".

وأوضح أنَّها "مرحلة خطيرة"، ومن المحتمل أن نصل لمرحلة الذروة في عدد الإصابات خلال أسبوعين أو خمسة أسابيع على أقل تقدير، والمطلوب "دق ناقوس الخطر، والتزام الجميع بالإجراءات الوقائية".

نظام صحي "متهالك"

أفاد الطبيب "نعمة" بأنَّ النظام الصحي بمحافظة إدلب يعتمد على دعم المانحين، وهو بالأساس يُعاني من عدّة فجوات، حيث تسعى مديرية الصحة لرأب تلك الفجوات من خلال التنسيق مع المنظمات الطبيَّة والإدارات المحليَّة.

وأضاف أنَّه نظام صحي "هش" وبالمقارنة مع أنظمة صحية متطوّرة لم تسطع الصمود أمام هذه الجائحة، فبالتالي نظام صحي "متهالك" لن يستطيع الصمود.

ولفت إلى أنَّه سيكون هناك "كارثة حقيقية" إن لم يكن هناك "وعي مجتمعي" لدى المواطنين، رغم كل المعاناة من اكتظاظ سكان ونزوح ومخيمات وانتشار في العراء وبيوت غير مؤهلة للسكن.

وأشار "نعمة" إلى أنَّ ما تم تجهيزه بوزارة الصحة (التابعة للحكومة المؤقتة) لهذه الجائحة في المشافي لم يصل إلى تسعين منفسة و500 سرير عزل مجتمعي، وذلك إن تم تحقيق جميع المشاريع التي وعدت المنظمات الطبية بتنفيذها.  

من جهته، مدير "منسقو استجابة سوريا" محمد حلاج، قال في حديثه لـ"آرام": إنَّ الاستمرار بارتفاع الإصابات "متوقع لمرحلة معينة"، وخلال هذه المرحلة يجب أن يكون لدينا تحركات جديّة لتسطيح المنحنى أو لاحتواء الإصابات.

وأردف، أنَّ هذه التحركات تحتاج لمراكز عزل، وزيادة في عدد مخابر التحاليل لـ"كورونا" في المنطقة، مع زيادة فعالية الاستجابة الإنسانية، وزيادة مخصصات الأفراد من المياه. مشيراً إلى أنَّه خلال أسبوع سيتم افتتاح مخبرين للتحاليل في مدينتي عفرين وجرابلس بريف حلب.

تجاوب ضعيف

بيّن "حلاج" أنَّ الفريق يُحاول عبر كثرة التحذيرات التي يطلقها إعطاء صدى في المجتمع المحلي، لكن –للأسف- لا يوجد تجاوب كبير، ما يدلُّ على عدم وعي السكان المدنيين، حتى الآن، وعدم الاستجابة يبرز في زيادة عدد الإصابات.

وشدَّد على أنَّ الأمور تسري لـ"الأسوأ" بسبب عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، فنسبة الملتزمين لا تتجاوز الـ 10% كأقصى تقدير.

وذكر "يوم الاثنين سجلنا 12 إصابة بـ كورونا في المخيمات و28 إصابة ضمن القطاع الطبي، ما يدلُّ على حالة استهتار كبيرة، والشيء الوحيد الذي يجب أن نتحرك لأجله هو فرض سياسة إغلاق جزئي للأماكن العامة".

بدوره محافظ إدلب (التابع للحكومة المؤقتة)، غسان حمو، تحدث عن تخوُّف من انتشار الفيروس بشكل كبير بسبب عدم وجود المنافس الجاهزة لاستقبال عدد كبير من الحالات الإيجابية، مبيّناً أنَّ نسبة الالتزام بالإجراءات الوقائية، لا تعادل 20 % بين السكان، أمّا بالنسبة للكوادر الطبية فيوجد التزام أكثر من 90 %.

وقال "حمو" في تصريحه لشبكة "آرام": "نحن نعمل على توعية الشارع والناس من خطورة هذا الوباء، وتوعيتهم لاتباع الإجراءات الوقائية عبر التعقيم بالماء والكلور والتغسيل بالماء والصابون، ولبس الكفوف والكمامات والتباعد الاجتماعي".

وأضاف "قمنا بكافة الإجراءات اللازمة، منها إنشاء مخيمات عزل، وذلك عن طريق المنظمات ومديرية صحة إدلب، وبالنسبة للمخيمات يتم توعيتهم أيضاً بضرورة التباعد الاجتماعي وعدم اللقاءات والتجمعات".

من جانبه، أوضح الصيدلي أحمد المصطفى، أنَّه عبر صيدليته الخيرية "آية" بمدينة إدلب التي تعطي الدواء مجاناً للمحتاجين، قاموا بجميع الوسائل المتاحة من أجل العزل والتباعد المجتمعي، وذلك بالاستعانة بفرق التوعية الخاصة بـ"كورونا"، ولكن "نسبة التجاوب للأمر ضعيفة"، وحتى الطلب على مواد التعقيم والكمامات تكاد لا تذكر.

محاولات ونصائح

وتابع الصيدلي لـ"آرام"، "قمنا بنشر ما نستطيع من وسائل العلاج للحدّ من زيارات الناس للمراكز الطبيّة لأنّها تعتبر بؤرة الكورونا، ونصحنا بمن يشعر بالأعراض بالعزل المباشر وزيادة المناعة والحفاظ على حرارة الجسم، وهناك عدد من الشباب شعروا بأعراض كورونا التي باتت واضحة فعزلوا أنفسهم لمدة أسبوعين في منازلهم، ومنهم زوج أختي".

وينصح "المصطفى" أي شخص يشعر بأعراض الإصابة بالفيروس بأن يحجر نفسه بالبيت ولا يذهب لأي مستشفى، وعليه بشرب كميات كبيرة من الماء، مع غرغرة بماء دافئ ممزوج بملح لمدة 5 دقائق يومياً، ويتناول: "Panadol 1000mg مرتين باليوم، Azithromycin 500mg مرة واحدة لمدة خمسة أيام،  Vitamin C 1000mg مرة يوميًا، Zinc tab 50mg مرة يومياً، Vitamin D 50000mg مرة واحدة كل أسبوع، Strepslis ثلاث مرات باليوم".

من جهته، الناشط الحقوقي المقيم في ريف إدلب بسام الرحال صرّح لـ"آرام": "للأسف لا يوجد حتى الآن تعامل حقيقي في إدلب لمواجهة فيروس كورونا، سواء من المدنيين الذين لا يشكل نسبة الملتزمين بالإجراءات الوقائية بـ5 %، أو من الجهات الطبية التي اقتصر عملها على بعض منشورات التوعية فقط".

وأضاف أنَّ "الأسواق مكتظة بشكل يومي بالمدنيين، دون اتباع أيّ من وسائل الوقاية مثل لبس الكمامة أو القفازات، فضلاً عن انطلاق نشاطات رياضية يومية، والتي تتسبب بتجمع أعداد كبيرة من الناس دون مراعاة مسألة التباعد الاجتماعي".

وحذّر "الرحال" من أنَّ بقاء الحال هكذا في التعامل مع فيروس كورونا، سيؤدي خلال فترة قصيرة إلى تحوُّل المناطق المحررة شمالي سوريا إلى "بؤرة للفيروس"، وخصوصاً مع عدم وجود نظام طبّي قوّي ومتين قادر على كبح جماح الفيروس.

يشار إلى أن وزارة الصحة في الشمال السوري سجلت 451 إصابة بـ"كورونا" حتى اليوم، بينها 118 حالة شفاء، وأربع وفيات، وبدأت تزداد الحالات منذ العاشر من الشهر الجاري، بتسجيل 16 إصابة، ثم عشرين إصابة، وبعدها 23 إصابة، ليرتفع إلى 52 حالة في 13 الشهر الحالي، وتم تسجيل 80 إصابة ثم 77 إصابة، لينخفض إلى 29 إصابة أمس الأربعاء.

وفي آخر إحصائية لـ"منسقو الاستجابة" حول إصابات الفيروس في المخيمات، تم تسجيل 49 إصابة وحالة وفاة ضمن 18 مخيماً في حلب وإدلب، وبلغت نسبة الحالات الإيجابية في المخيمات بالنسبة لعدد الإصابات الكلي، 10.86%.

اقرأ أيضاً: جائزة عالمية جديدة لبطل ملاكمة سوري

شاهد إصداراتنا