الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

وفاة العلّامة "نور الدين عتر" في دمشق.. فما دوره في الثورة السورية؟

عائشة صبري

صحفية سورية

23 سبتمبر 2020 . الساعة 01:17 م

آرام - عائشة صبري    

توفي الدكتور في الشريعة الإسلامية، نور الدين عتر، في مدينة دمشق جنوبي سوريا، الأربعاء، عن خمسة وثمانين عاماً هجريّاً، ورغم بقائه في مناطق سيطرة نظام الأسد إلا أنَّه لم يؤيد جرائمه وكان مع الثورة بشكل ضمني.

ونعت وزارة الأوقاف التابعة لنظام الأسد، في منشور لها على صفحتها في فيسبوك، "وفاة العلامة الجليل المحدّث فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور نور الدين عتر الذي وافته المنية صباح اليوم الأربعاء الواقع في 6 صفر 1442هـ الموافق لـ23-9-2020م".

 

#وزارة_الأوقاف تنعي لكم وللعالم الإسلامي وفاة العلامة الجليل المحدّث فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور #نور_الدين_عتر الذي...

Julkaissut ‎وزارة الأوقاف السوريةKeskiviikkona 23. syyskuuta 2020

ونعاه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي بقوله: "رحم الله الدكتور نور الدين عتر أستاذ الحديث الشريف وصاحب المصنفات الحديثية القيمة، والتحقيقات العلمية النافعة، والتي تتلمذ عليها العديد من طلاب الحديث في العالم".

كما نعاه "المجلس الإسلامي السوري" التابع للمعارضة السورية في بيان له.

من جانبه، ذكر مركز "فامر للدراسات العثمانية" أنَّ "نور الدين عتر" من مواليد مدينة حلب عام 1356هـ الموافق 1937، حنفي المذهب، وأحد أعلام الحديث والتفسير، وترك أكثر من 50 أثراً منها، منهج النقد في علوم الحديث طريقة الترمذي في جامعه، وشرح بلوغ المرأة في ظلال الحديث.

دوره في الثورة السورية

يتبادر لكثيرين السؤال عن دور العلامة المحدث في الثورة السورية وخاصة أنَّه لم يغادر مناطق سيطرة نظام الأسد طوال سنوات الثورة الماضية منذ العام 2011، حيث تواصلت شبكة "آرام" مع عدد من الأشخاص وتم التأكيد أنَّه "لم يؤيد جرائم الأسد وكان مع الثورة بشكل ضمني".

وقال الصحفي السوري عقيل حسين لـ"آرام": إنَّ "الشيخ نور الدين عتر عند بدء ثورات الربيع العربي، كانت خطبه في مسجد سيف الدولة بمدينة حلب، قوّية ومشجعة على تلك الثورات وتحمل تحريضاً ضمنياً على الثورة ضد نظام الأسد".

وأضاف أنَّ "بعض الأشخاص باتوا يتقصدون الصلاة في مسجده لمتابعة خطبه حول ذلك، لكنّه لم يُصرّح بموقفه بشكل علني أبداً، ومع بداية الثورة تابع في خطب الجمعة، لكنّه لم يؤثر كثيراً في الناس كونه أكاديمي وليس مفوهاً مثل الشيخ محمود الحوت، ومدير أوقاف حلب الأسبق أبو الهدى الحسيني".

وأشار "حسين" إلى أنَّه من أصحاب الهمة وفي منزله بمدينة حلب تم توقيع بيان علماء حلب الشهير في السابع من آب/ أغسطس 2011، حيث استنكر العلماء ما يحصل في سوريا من «سفك للدماء وانتهاك للأعراض»، محملين حكومة الأسد باعتبارها «الطرف الأقوى» النصيب الأكبر من المسؤولية، مطالبين إياها العمل على كف يد «الشبيحة» من دون أن يسموهم، وإفساح المجال أمام حرية التعبير والإسراع بالتعديلات الدستورية.
بيان علماء حلب.jpg
وأوضح "حسين" أنّ "كبر سنه ومرضه، وعدم انجراره وراء أحزاب سياسية، وعدم إعلان موقفه الصريح، إضافة إلى قيمته العلمية على مستوى العالم الإسلامي"، من أسباب عدم تعرّض نظام الأسد له.

ولفت إلى نقطة دفعت كثيراً من علماء "التيار الأشعري" وخاصة في حلب إلى البقاء بمنازلهم، وهي سيطرة التيار السلفي على بعض الجهات العسكرية التي كانت متواجدة في المناطق المحررة، وذلك لما يتعرّضون له من إساءة ومنهم الشيخ عدنان الغشيم المتوفى العام الماضي حيث تعرض لتحقيقات بالمناطق المحررة فعاد لمنزله حتى مماته.

وفي سياق متصل، أكد عدد من أستاذة الشريعة الإسلامية المعارضين لنظام الأسد لـ"آرام"، أنَّ العلامة "نور الدين عتر" قد لا يكون له ذلك الدور البارز من حيث المواقف المناصرة للثورة السورية، لكنّه آثر البقاء في دمشق من أجل أن يبقى هناك رصيد لعلماء أهل السنة هناك.

وأضافوا أنَّ العلامة لم يقترب من السلطات السورية أبداً فلم يطبّل لها ولم يؤيدها على الإطلاق، ولم يترك لميليشيات الأسد أيّ مجال يجعله يصرّح بموقفه تجاههم، بخلاف الكثير من علماء السلطان الذين لم يتوانوا عن التصفيق لجرائم الأسد عبر منابر المساجد مثل الشيخ توفيق البوطي.

وبيّن الأساتذة أنَّ موقفه "موقف رافض لنظام الأسد"، فلم يُرَ يوماً في مأدبة أو احتفال في مظاهر تشبيح للنظام، كما لم يمدح بشار الأسد أو يذكره بأي دعوة خلال خطبه، لكن نظرته كانت بأن يبقى يُتابع طلابه في الجامعة، هو معروف بالصلاح والجميع ينعاه، وفي الختام بقاء مثل هؤلاء العلماء في مناطق الأسد دون الانبطاح تحت أحذية المسؤولين هو بحد ذاته "نصر للثورة".

لمحة عن حياته

تجدر الإشارة إلى أنَّه حصل على الشَّهادة الثَّانوية الشَّرعية عام 1954م حائزاً على الرتبة الأولى، ثم التحق مباشرة بجامعة الأزهر في مصر وحاز الليسانس عام 1958م، وكان الخريج الأوَّل على دفعته.

وفي عام 1964م حاز على الشَّهادة «العالِمية» من درجة أستاذ (الدُّكتوراه)، من شعبة التَّفسير والحديث بتقدير ممتاز مع الشرف، حيث قدَّم أطروحته: «طريقة الترمذي في جامعه، والموازنة بينه وبين الصَّحيحين»، والتي تعدُّ نموذجاً فريداً من حيث المضمون والمنهج؛ وغدت طريقته في تبويبها نمطاً فريداً اعتمده كثير من الباحثين في مناهج المحدثين.

عمل خبيراً مختصاً لتقويم مناهج الدراسات الجامعية الأولى ومناهج مرحلة الدراسات العليا في جامعات متعدِّدة في العالم الإسلامي.

أشرف على عشرات الأطروحات الجامعية من دكتوراه وماجستير، وهو محكَّم لبحوث الترقية لمدرّسي الجامعات، وعرف بدقته الشديدة في تحكيمه.

والده الرجل الصالح الشيخ محمد بن حسن عتر، وخاله فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، وزوجته ابنة "سراج الدين"، كان لطيفاً هادئ الطبع، رصيناً، قريباً من الطالب، صاحب ابتسامة لا تفارقه.

وبعد تحصيل الدكتوراه عاد لسوريا مباشرة، درّس في المرحلة الثانوية لفترة يسيرة، ثم عُيِّن مدرِّساً لمادة الحديث النَّبويِّ في الجامعة الإسلامية منذ عام 1965م، إلى عام 1967م، في المدينة المنوَّرة، على ساكنها أفضل الصَّلاة وأتمُّ السَّلام.

وفي عام 1967م عاد إلى دمشق ليعُيِّن مدرِّساً ثم أستاذاً في كلية الشَّريعة بجامعة دمشق، ودرَّس مادتي الحديث والتفسير في كليات الآداب في جامعتي دمشق وحلب.

كما درّس في العديد من الجامعات العربية والإسلامية لفترات وجيزة، إضافة إلى العديد من المساجد، وقد تخرج على يده آلاف المدرّسين، منهم نخبة متميزة من العلماء والأساتذة.

اقرأ أيضاً: جائزة عالمية جديدة لبطل ملاكمة سوري

شاهد إصداراتنا