عائشة صبري - آرام
وافقت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب شمالي سوريا، الأربعاء، على تغيير اسم مدرسة "جميلة بوحيرد" لتصبح باسم الشهيدة بالثورة السورية "سعاد الكياري".
وقال صاحب مبادرة تغيير الاسم الأستاذ المدرسي، رضوان الأطرش، في تصريح خاص لشبكة "آرام": إنَّ "فكرة تقديم مقترح تغيير اسم المدرسة جاءت عندما تم تكليفه من قبل مديرية التربية برئاسة مركز امتحانات مدرسة جميلة بوحيرد في إدلب في الأول من تموز/يوليو الماضي.
وأضاف أنَّه "قرّر تغيير اسم المدرسة إلى اسم الشهيدة سعاد الكياري وذلك تخليداً لنضالها، كما أنَّه لا يتشرف بدخول مدرسة تحمل اسم امرأة تدعم نظام بشار الأسد، فنحن أبناء الثورة السورية نقف ضد النظام المجرم وكل من يدعم الاستبداد".
وتابع "الأطرش" الذي كان يشغل رئيس الهيئة السياسية في إدلب سابقاً: أنَّه "بعد تقديم المقترح تبيّن أنَّ غالبية السوريين في المناطق المحررة، لا يعلمون بأنَّ جميلة بوحيرد ما تزال على قيد الحياة".
ولفت إلى أنَّه "أثبت للجميع أنَّها داعمة لنظام الأسد ولها زيارات ونشاط دعم له"، مؤكداً أنَّه بعد التوضيحات اقتنعت الحاضنة الشعبية الثورية بالمقترح، وكانت داعمة له، وتكلل بالنجاح بعد موافقة تربية إدلب له.
وحول أهمية تغيير أسماء المدارس لأسماء شهداء الثورة، ذكر "الأطرش"، أنَّ ذلك يُعدّ "نقطة في التحول والتغيير والحرية، ومن باب أولى تغيير أسماء الشوارع والساحات والمدارس بما يتناسب مع الواقع الثوري، وواجب علينا تخليد أسماء الشهداء لجميل ما قدّموه لنا".
وانطلق الدوام الرسمي للمدارس بمحافظة إدلب، في 22 أيلول/سبتمبر الجاري واقتصر على الدوام الإداري بسبب تفشي جائحة فيروس "كورونا".
يشار إلى أنَّ "سعاد الكياري" 39 عاماً، هي شهيدة لشقيقين شهيدين، يعرفها أهل المنطقة بـ"أم عبود" وقلة من يعرفها باسمها الحقيقي (سعاد) إلا بعد استشهادها في 20 كانون الثاني/ يناير 2018، دفاعاً عن مسقط رأسها بلدة أبو الظهور شرق إدلب التي سيطر عليها النظام بعد أسبوع من استشهادها.
وانخرطت في صفوف الثورة السورية منذ أيامها الأولى، ولم تتوان عن الانخراط في صفوف الجيش الحر مع بداية تشكيله، حيث انتسبت لـ"جبهة ثوار سوريا" ثم أكلمت مسيرة القتال مع بقية الفصائل بعد انحلال "الجبهة" رافضةً الخروج من مسقط رأسها بلدة أبو الظهور.
ورفضت كل الدعوات للخروج من بلدتها، حتى قبل يوم من استشهادها، حيث قدم شقيقها في المملكة العربية السعودية كل العروض لها للخروج، لكنها رفضت لترتقي شهيدة.
في حين، ولدت جميلة بوحيرد عام 1935 بالعاصمة الجزائرية، وتعد الأولى عربياً بمشاركتها، إبّان الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي في منتصف القرن الماضي.
وفي 28 كانون الثاني/يناير 2009 منح بشار الأسد جميلة بوحيرد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وقلّدها الوسام تقديراً لنضالها المشرف لاستعادة استقلال الجزائر خلال مرحلة الاحتلال الفرنسي.
ومع اندلاع الثورات العربية، استمرَّت بوحيرد في تأييد بشار الأسد، إضافة إلى تأييد الانقلابي عبد الفتَّاح السيسي في مصر، وكانت بوحيرد تزور أمين عام ميليشيا عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وهو شريك الأسد في معركته ضد الشعب السوري.
اقرأ أيضاً: وفاة العلّامة "نور الدين عتر" في دمشق .. فما دوره في الثورة السورية؟