يصفون من يقاتل خارج حدود سوريا بالمرتزق ...
أولا كلمة مرتزق معناها من يطلب الرزق، وعليه فكل الناس مرتزقة بأعمالها .
أما موضع الشتيمة فيها بحسب نظرة قائلها فهو أنه يموت في سبيل الرزق ويعرض نفسه للهلاك من أجل الرزق وهنا لا بد من توضيح نقطة..
قصد طلب الرزق من القتال ليس سيئة فالصحابة خرجوا في طلب عير المشركين ولم يكونوا يريدون قتالا في بدر ولكن الله ساقهم للقتال كما أخبر في سورة الأنفال وفي الصحيحين أن رجلا تبع النبي صلى الله عليه وسلم وقال جئت لأتبعك وأصيب معك أي لأغنم وكثيرا ما كان يرسل النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس ليصيب من الغنائم.
ولكن لا بد من استحضار نية القتال لنصرة الحق والدين ولا شك أن إخلاص النية لله هو أعلى المراتب ومن دخل نيته شيء من مطمع الدنيا فهذا ما يسميه العلماء بالتشريك في النية وهو ينقص أجره ولا يحبط عمله .
ثم إن كثيرا ممن يقاتل في سوريا يقاتل وبقصده طلب الغنائم أو الحصول على مرتب فلماذا لا يصفونه بالمرتزق؟ ولن أقول لماذا لا يصفون بها تجار الأزمات الذين يربحون من وراء محنة الناس وآلامهم أم فقط تستطيل ألسنتهم على هذا الفقير المسكين الذي خاطر في الموت من أجل لقمة عيشه..
اقرأ: عملية أمنية جديدة لـ"قسد" ضد "داعش" في دير الزور
ثم إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره فالقتال خارج حدود سوريا لا يأخذ حكمه حلالا أو حراما بميزان حدود سايكس بيكو بل له موازين شرعية منها الغاية والهدف من القتال و مآلات هذا القتال وثماره وآثاره على الثورة السورية سلبا أو إيجابا وكذلك فهم وتصور حقيقة الوضع داخل سوريا عسكريا وسياسيا ...
فالحكم حلالا أو حراما يحتاج لورشة عمل أو لتبادل آراء من خبراء ومتخصصين في السياسة والاقتصاد والعسكرة والدين ليصفوا الواقع وصفا صحيحا وعندها يعطى الرأي الشرعي..
وعن نفسي سألني الكثير وأقول أما القتال في ليبيا فتوقفت في بدايته ثم درست الأمر واستمعت للعسكر والسياسيين والشرعيين وأحسب أنني ملكت تصورا كافيا وعليه قلت القتال في ليبيا كالقتال في سوريا سواء وهما جبهتان في معركة واحدة كجبهة حلب وإدلب في سوريا ومن يقاتل في ليبيا كمن يقاتل في سوريا ..
اقرأ أيضاً: أمريكا تُعلن بدء حملة تصفية سرية في إدلب
أما أذربيجان فالمسألة ليست واضحة عندي ...
وما أريد التركيز عليه هو أن رمي الكلام جزافا بمنشور على الفيس أو التويتر وتخوين وتكفير وتحريم أو حتى تحليل وجواز فهذه بضاعة مزجاة وجرأة وعدم استشعار رهبة وخطورة الوقوف بين يدي الله للسؤال عن هذا.
والله أعلم
شاهد إصدارتنا:
