لارا أحمد:
تحدّثت مصادر إعلاميّة من داخل مصر عن وجود توتّر كبير بين القيادة المصريّة والسلطة الفلسطينيّة، ويعود أصل هذا التوتّر إلى "تجاهل" حركتيْ فتح وحماس لمصر والتوجّه إلى تركيا من أجل رعاية مشروع المصالحة بينهما. وقد بدا الغضب واضحاً في صفوف القيادة المصريّة نظراً لاعتبارات عدّة.
من المعلوم حاليّاً أنّ مصر وتركيا يمرّان بمرحلة مظلمة في علاقاتهما المشتركة، وقد تأزّمت العلاقة بين الطّرفين ابتداءً من الحرب بالوكالة التي خاضها الطّرفان في مصر، وقد زاد من تأزّم الوضع الخلاف الحادّ الحاصل حول حقول الغاز في شرق البحر المتوسط، حيثُ يشتد الصراع حاليّاً بين مصر واليونان وقبرص من جهة وبين تركيا من جهة ثانية. هذا وتشير التقديرات إلى احتواء المنطقة لثالث أكبر تجمع للغاز في العالم، بعد الخليج العربي وبحر قزوين.
من المهمّ فهم السياق الجيوسياسيّ لحسن تقدير الموقف وفهم ردّة فعل مصر الغاضبة على خيار التوجّه إلى تركيا بدل التوجّه إليها. هذا وقد أفادت تقارير إعلاميّة أنّ القاهرة رفضت مطلب القيادة الفلسطينية إجراء جولة أخرى من محادثات المصالحة بقيادة جبريل الرجوب وصالح العاروري فوق الأراضي المصرية.
تشعر القيادة السياسيّة المركزيّة في مصر بالغضب من مشاركة تركيا في محادثات المصالحة الحالية بين فتح وحماس، وقد طُلب من المسؤولين في وزارة الخارجية المصريّة الاتصال بنظرائهم في دول أخرى في المنطقة لمعرفة التداعيات المحتملة للتقارب الفلسطيني التركي. هذا ومن المتوقّع أن ينعكس الموقف المصريّ الغاضب على الاقتصاد الفلسطينيّ في الضفّة الغربيّة وفي غزّة، وخاصّة في غزّة نظراً لوجود متنفّس وحيد لهذا القطع ألا وهو معبر رفح المشترك مع مصر.
يرجو الفلسطينيّون ألا يتأزّم الوضع مع مصر نظراً لترابط المصالح الوثيق بين الطّرفين ولأنّ فلسطين حاليّاً تخسر أوراقاً جديدة في المنطقة وليس من صالحها خلق توتّر إضافيّ مع دولة تجمعها بها مصالح عديدة كدولة مصر.