الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

فايننشال: ستة مليارديرات لبنانيين على قائمة فوربس والبلد ينهار!

06 أكتوبر 2020، 12:32 م
مظاهرات مناهضة للحكومة في لبنان
مظاهرات مناهضة للحكومة في لبنان

ألقت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير لها الضوء على حالة اللامساواة في ثاني أكبر مدينة في لبنان، طرابلس، التي تعد أفقر مدن البلاد ويعيش فيها أثرى أثرياء لبنان.

وذكرت الصحيفة أنه مدينة الشمال هناك يافطتان بالأصفر تحملان شعاراً على خلفية مبهجة "لقد أفلسنا"، ولا يعرف من دفع ثمن اليافطتين ولكن الرسالة واضحة وصحيحة حسب عمدة المدينة رياض يمق الذي قال إن البلدية تعاني من نقص الموارد المالية لدرجة لا تستطيع مواصلة مهامها للسكان.

وعجزت الحكومة عن سداد ديونها في آذار/ مارس فيما تعاني نسبة ثلث السكان من بطالة عن العمل وفقدت الليرة اللبنانية نسبة 80% من قيمتها منذ اندلاع التظاهرات المطالبة بالإصلاحات في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ولا يستطيع المواطنون سحب ودائعهم المصرفية بسبب انهيار البنوك.

وأمام هذه القائمة من الأوجاع فإن التباين في الثروة بلبنان صارخ، ففي قائمة "فوربس" لأثرياء العالم 2020 هناك ستة مليارديرات في بلد يبلغ تعداده 5 ملايين نسمة.

ونقلت الصحيفة عن  فلاديمير هلاسني، الاقتصادي في المفوضية الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة قوله: إن "لبنان لديه أعلى كثافة في الثروة ولديه أكبر كثافة أصحاب المليارات في العالم". 

وتملك عشرة بالمئة من الأثرياء نسبة 71% من ثروة البلاد، حسب المفوضية الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا والتي قدرت في الشهر الماضي تصاعدا نسبيا في مستويات الفقر من 29% عام 2019 إلى 55% في 2020.

 ويأتي لبنان في المرتبة الثانية في مؤشر "جيني" لعدم المساواة بعد السعودية، بحسب الصحيفة، ولا يوجد مكان يعبر عن الظلم الاجتماعي وعدم المساواة مثل مدينة طرابلس حيث تختفي البنايات الجميلة وسط الأحياء المتهدمة.

 فالمدينة المتداعية التي تعد ثاني مدينة من ناحية السكان ويعيش فيها أكثر من 600.000 نسمة، هي مدينة اثنين من أكبر أثرياء لبنان، وهما رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي وشقيقه طه ميقاتي حيث راكما ثروتيهما في الخارج بقطاع الاتصالات.

وهناك ابن آخر للمدينة وهو مصطفى أديب الذي كلف بتشكيل الحكومة بعد الانفجار الكارثي الذي ضرب العاصمة بيروت في 4 آب/ أغسطس وكشف عن سوء الإدارة والمعاناة في البلد، واعتذر في الأسبوع الماضي عن تشكيل الحكومة وسط خلافات السياسيين حول توزيع المناصب.

وتعاني طرابلس اليوم من بطء في التجارة لدرجة تأخر 89% من أعضاء غرفة التجارة في طرابلس عن تجديد اشتراكاتهم حسب توفيق دبوسي مدير الغرفة وبسبب إغلاق المتاجر أو تجميد أعمالها.

 وكانت طرابلس مدينة قوية وقعت على خط التجارة الذي يمتد إلى العراق وكتب تاريخها على بناياتها ومعمارها.

وتمتد على طول شوارعها الجواهر التاريخية المتلاشية، مثل المعرض الدولي الذي صممه المعماري البرازيلي أوسكار نيميير وبناية عثمانية متداعية وقلعة صليبية، وتشير البيانات إلى أن الوضع الاجتماعي- الاقتصادي كان سيئا قبل الأزمة الحالية. 

وتشير دراسة أعدها برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة قبل خمسة أعوام إلى أن 57% من سكان طرابلس يصنفون ضمن فئة "المحرومين".

 ونظرا لموقع طرابلس الإستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط وقربها من المدن السورية الكبرى فقد تحولت إلى ساحة تنافس بدءاً من الفصائل الفلسطينية إلى القومية العربية إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة في الآونة الأخيرة بشكل أثر على فرص الاستثمار فيها و"جعل رأس المال جبانًا" كما يقول يمق.

 وأنشأ عدد من أثرياء المدينة الكبار بمن فيهم آل ميقاتي والساسة وكذا رجل الأعمال محمد الصفدي جمعيات خيرية لدعم مشاريع تعليمية وغير ذلك.

 إلا أن مستشاراً لنجيب ميقاتي طلب عدم الكشف عن اسمه قال، إن الجمعيات الخيرية لا يمكنها تخفيف المعاناة الاقتصادية والاجتماعية عن طرابلس "مهما أنفق آل ميقاتي وآل الصفدي.. فهذا لا يكفي وهناك حاجة لخطة مناسبة تضعها الحكومة".

اقرأ أيضاً: بعد الخطوة العُمانية.. تصريحات أمريكية مهمة بخصوص إعادة العلاقات مع الأسد

وكان الفقر وخيبة الأمل عاملين مهمين وراء المشاركة النشطة لأهل طرابلس في احتجاجات العام الماضي والتي قادت للإطاحة بحكومة سعد الحريري وقادت لإطلاق لقب "عروس الثورة" على المدينة. 

وفي إشارة إلى زيادة اليأس لاحظت منظمات حقوق الإنسان زيادة الهجرة من المدينة وتجمع عدد من اللبنانيين الباحثين عن فرصة أفضل في قوارب منهكة وقديمة وتهريب أنفسهم مع لاجئين سوريين على أمل الوصول إلى أوروبا.

وقالت مريم مراد، 25 عاما المتخرجة في مجال الأعصاب: "لم يستطع أصدقائي العثور على عمل وهاجروا"، وبعد ثمانية أشهر من البحث عن عمل وجدت وظيفة في نادي رجال الأعمال في طرابلس. 

 وبحسب سكان طرابلس إن تركيز رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على إعادة بناء بيروت بعد نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً أدى لإهمال مدينتهم.

من جهته، قال أنس شعار، المدير التنفيذي لمطاحن الحبوب الوطنية في طرابلس: "نشعر أن لبنان يتوقف عن نفق شكاً" في إشارة إلى نقطة في جنوب المدينة يبلغ طولها 30 كيلومتراً وهي غير متطورة لدرجة قامت شركته بفتح طرق لربطها مع شبكة الطرق الأخرى.

شاهد إصداراتنا: