الجمعة 12 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

“الأناضول" تكشف أهداف الروس من عقد مؤتمر اللاجئين السوريين

11 نوفمبر 2020، 02:31 م
كثفت موسكو جهودها الدبلوماسية لعقد المؤتمر
كثفت موسكو جهودها الدبلوماسية لعقد المؤتمر

استعرضت وكالة "الأناضول" في مقال مطول لها السياسة الروسية في سوريا، والأهداف التي تسعى لها من خلال عقدها لمؤتمر دولي حول اللاجئين السوريين في العاصمة دمشق، مستغلة الانشغال الأمريكي بالانتخابات الرئاسية.

وذكرت الوكالة أن روسيا تبذل قصارى جهدها لعقد المؤتمر حول اللاجئين السوريين، حيث أوفد الرئيس فلاديمير بوتين، مبعوثه الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، في زيارات مكوكية إلى كل من بغداد وعمّان وبيروت، لحشد تأييد للمؤتمر.

وكثفت موسكو جهودها الدبلوماسية لعقد المؤتمر، بهدف إيجاد مسار جديد يطول لجولات عديدة، ويشغل الرأي العام، دون أن يكون له أثر مباشر على تغيير قواعد الاشتباك في سوريا، على غرار اجتماعات أستانا، التي أتاحت لموسكو فرصة الإمساك بخيوط الأزمة السورية.

وأضافت أنه موسكو أثبتت مرة أخرى أنها عاجزة عن ابتكار حلول سياسية واقعية معقولة، ترضي أطراف الأزمة السورية، من خلال طرح الأفكار نفسها بنسخ متعددة.

وأشارت إلى أن الروس يسعون منذ فترة إلى تكرار التكتيك نفسه، لكن هذه المرة تحت عنوان "عودة اللاجئين"، مستغلين الانشغال الأمريكي بالانتخابات الرئاسية، وحالة اللامبالاة المزمنة عند الأوروبيين، وخروج جامعة الدول العربية من دائرة الفعل والتأثير.

أهداف موسكو

ثمة أهداف ترجوها روسيا من عقد مؤتمر اللاجئين السوريين على رأسها:

- الالتفاف على العملية السياسية، حيث دأبت روسيا على الالتفاف على المسارات الأممية، التي تمنح المعارضة السورية نوعاً من الندية مقابل نظام الأسد.

فبعد فشلها في عقد مؤتمر للاجئين السوريين عام 2018، ها هي موسكو تكرر المحاولة لعقده، دون أن تطرح أفكارا ومشاريع ورؤى جديدة، فهدفها هو حرف الأنظار عن العملية السياسية.

- الاستفادة من الأموال التي ستجمعها روسيا باسم اللاجئين السوريين، في تمويل نظام الأسد، الذي يبدو على وشك الإفلاس.

- الالتفاف على "قانون قيصر" (عقوبات أمريكية على نظام الأسد ومتعاونين معه)، عبر إدخال/ تهريب الأموال والمواد وجميع احتياجات النظام على أنها مساعدات للاجئين.

- إعطاء رسالة للعالم بأن سوريا تحت الوصاية الروسية، حيث حرصت موسكو على توجيه الدعوات للمؤتمر باسم وزارة الدفاع الروسية، وهذه مصادرة للقرار السوري الذي طالما تشدق الروس بشرعيته.

- حصر المساعدات المقدمة للاجئين السوريين عبر قنوات النظام فقط، بعد أن نجح الروس في إغلاق أحد المعبرين الإنسانيين في الشمال السوري، ليبقى معبراً واحداً. 

الموقف الأمريكي والأوروبي من عقد المؤتمر

لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية منشغلة بانتخابات الرئاسة، التي أُجريت في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري ولم تُعلن نتيجتها رسمياً بعد.

لكن المبعوث الأمريكي لشؤون سوريا، جيمس جيفري صرح مؤخراً أن الحل في سوريا لن يكون إلا بموجب القرار الأممي 2254، المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية، مشيرا إلى "وحشية النظام وحلفائه خلال الحرب ضد السوريين".

وعقب إحاطة للمبعوث الأممي إلى سوريا، جير بيدرسون، أمام مجلس الأمن في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أشارت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى وقوف النظام السوري عائقاً أمام جهود المبعوث الأممي لعقد الجولة الرابعة من أعمال اللجنة الدستورية.

وطالبت البعثة نظام الأسد بالتوقف عن استهداف السوريين، الذين عادوا إلى مناطق سيطرته، وتهيئة الظروف التي تسمح للاجئين بعودة آمنة وطوعية وكريمة وفي الوقت المناسب إلى البلاد، في إشارة واضحة إلى صعوبة عودة اللاجئين من دون صياغة الحل النهائي.

حاولت روسيا إقناع الأوروبيين بتمويل عملية إعادة الإعمار بحجة إعادة اللاجئين، لكن الموقف الأوروبي مثل موقف معظم دول العالم كان رافضا لبحث إعادة الإعمار قبل إنجاز التغيير السياسي وفق القرار 2254 وغيره.

لكن يبدو أن الروس مُصرين على الالتفاف على الإرادة الدولية، خصوصاً بعد أن حققوا نجاحا جزئيا في اختزال العملية السياسية بالتركيز فقط على اللجنة الدستورية.

لماذا تجنبت موسكو دعوة أنقرة؟

تجنّب مبعوث الرئيس الروسي زيارة تركيا، رغم أنها تستضيف حوالي أربعة ملايين لاجئ سوري، وهم أكثر من نصف اللاجئين السوريين.

وعدم دعوة موسكو لكل من تركيا وأوروبا هو مؤشر على عدم الجدية، وعلى أن الروس لا يستهدفون حل مشكلة اللاجئين.

كما هو معلوم، فإن الوضع الاقتصادي في سوريا على شفير الانهيار، ويكاد يودي بالنظام، لولا الدعم الإيراني، والأمن معدوم أيضاً.

أي أن عودة اللاجئين إلى ديارهم لن تكون إلا بالضغط والإكراه، وهذا ما لا يمكن أن تقبل به تركيا أو أوروبا.

كما أن ضبابية بنود المؤتمر وعدم وضوح جدول أعماله، تكشف أنه محطة روسية جديدة لتمييع الملف السوري في أروقة المسارات المتعددة للحل.

فاكتفاء لافرنتييف بالتنسيق مع العراق والأردن ولبنان، من من دون المرور بتركيا وأوروبا اللتين تستضيفان الملايين من اللاجئين، هو مؤشر على عدم الجدية الروسية في حل مشكلة اللاجئين، بقدر استخدامها كورقة لكسب الوقت.

وخلصت "الأناضول" إلى أنه طيلة السنوات الأخيرة من عمر الأزمة السورية، نجحت روسيا بالدفع باتجاه انتزاع الملف السوري من أروقة المسار الأممي للحل، وحصره بمساراتها الخاصة، وحشدت لذلك كل الإمكانيات الدبلوماسية والسياسية.

فقد وجدت موسكو أن القرار 2254 لعام 2015، الذي تم تبنيه بدفع غربي وأمريكي، هو بداية الطريق لمرحلة سياسية جديدة في سوريا.

ويأتي حرص الروس على عقد مؤتمر للاجئين السوريين في السياق ذاته، أي تعطيل المسار الأممي، وإلا فما الذي يدفع دولة مثل روسيا، ليس لديها لاجئين سوريين، ولا حدود مع سوريا، ولا تتحمل عبء اللاجئين لا مادياً ولا معنوياً، إلى تكرار المبادرة تلو الأخرى لعقد مثل هذا المؤتمر؟.

شاهد إصداراتنا: