الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

تعرّف على قصة صاحب الخيمة المثيرة للإعجاب في إدلب

17 نوفمبر 2020، 09:43 م
قصة صاحب الخيمة الأنيقة
قصة صاحب الخيمة الأنيقة

عائشة صبري – آرام

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بصور خيمة في الشمال السوري حولها صاحبها لمكان أنيق ممتلئ بالحياة، ليخبر من يسكن في منازل لا ينقصها شيء بالنسبة لخيمته أن الجمال تصنعه بنفسك حتى من العدم.

مئات الأشخاص تفاعلوا مع صور الخيمة الأنيقة وتفاوتت التعليقات حولها، حيث كتب همام فخر الدين في منشور على فيسبوك: "الفقر لا يعني عدم النظافة والرتابة، كما أن الغنى لا يعني النظافة والرتابة".

وكتب يحيى مايو: "خيمة نازح .. الرتابة والنظافة والذوق الرفيع؛ أبداً ما مرتبطين بالظروف .. كل التحية لهذه العائلة الكريمة التي غيرت معنى القسوة والبرد والفقر إلى الدفء والاستقرار والتواضع".

وقالت الصحفية ديما السيد" "شعبنا يحب الحياة مهما حاولتم تقتلوه.. من خيمة في الشمال السوري، شكرا لصاحب/ة الخيمة والله يعوضكم"، وعلقت الكاتبة لبابة الحواري بقولها: "حين تحمل الخيمة روح صاحبها وأناقته!، الصور لخيمة الشاب وسام.. من إدلب، ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً .. صباح الشعوب التي تصنع حياتها".
2.jpg
4.jpg
وفي هذا السياق تواصلت شبكة "آرام" مع الشاب صاحب الخيمة، وسام عبد الرزاق دياب، 19 عاماً المنحدر من مدينة كفرزيتا شمال حماة.

وقال: إنَّ الزراعة المنزلية والخضار والكتب والترتيب هي أمور متعلقة به منذ طفولته، لافتاً إلى أنَّه كان يستغرق نصف ساعة لتنسيق ألوان الكتاب وترتيبها، الأسود بعدها الأزرق والأصفر ثم الأخضر والأبيض دون أن يشعر بالملل.

وتحدث عن اعتنائه بالزريعة، موضحاً أنه ينقل أواني الزريعة من منطقة الشمس إلى الفيء وبالعكس، وينقل كميات المياه من مسافة بعيدة ليسقيها ومع ذلك لم يمل أو يكل.

وأشار "الدياب" إلى أنَّه صوّر الخيمة والمكتبة والصبار، ونشرهم على صفحته في موقع فيسبوك وكتبت عليها: "منزلي الأخضر في مخيّمات اللجوء على الحدود السوريّة التركيّة"، معرباً عن تفاجؤه بعد ساعتين فقط من زمن النشر بأنَّ أغلب الصفحات والقنوات نقلت الصور ونشرتها.
3.jpg
1.jpg

لمحة عن حياته

"وسام" كغيره من الشبان السوريين الذين شاركوا بالمظاهرات السلمية ثم عانوا من مرارة القصف والنزوح، حيث كان في التاسعة من عمره عندما حمل علم الثورة ورفعه بمظاهرات كفرزيتا التي ردّ عليها نظام الأسد بالرصاص الحي، ثم تعرضت مدينته للقصف بالبراميل المتفجرة نهاية 2012 وشاهد أشلاء مجزرة راح ضحيتها 13 شخصاً.

ولفت "الدياب" إلى أنَّه نجا عدّة مرات من الموت، وكان النزوح الأول من منزله داخل المدينة إلى آخر على أطرافها، وخلال ذلك كانوا يلجأون إلى قبو تحت الأرض، وقت القصف، أو يضطرون للجلوس بغرفة وحدة، لغاية عام 2016، أجبرهم التصعيد العسكري على النزوح خارج المدينة حيث تنقلوا بعدّة قرى إلى أن وصلوا لمخيمات الشمال السوري.

وأوضح أنهم استقروا في منزل لمدة سنتين، وفي تلك الفترة قُتل شقيقه الممرض ذبحاً (خلال مذبحة فصيل جند الأقصى بحق مقاتلين من جيش النصر/ شباط 2017)، وترك الدراسة من الابتدائية، وبعد انقطاع ثلاث سنوات، سجل لدراسة الصف التاسع، لكن لم يكملها بسبب استشهاد صديقه فبعد مكالمته له شاهد صورته في فيسبوك حيث أصيب بانهيار عصبي نقل على إثره المشفى فترك الدراسة.

وبعد اضطرار وسام وعائلته لترك المنزل الأخير، وجدوا في خيمة من مخيمات إدلب قليلاً من الاستقرار، مضيفاً: "أصبح عندي أمل وعملت دورات تمريض ومعالجة فيزيائية، ودورة رعاية الوالدين، بس للأسف رجعنا للنقل، فانتقلنا لغرفة مدة ثلاثة شهور، وارجعنا للخيمة.. وهكذا، خلال سنة واحدة انتقلنا خمس مرات".

وفي ختام حديثه أعرب عن أمله بإيجاد عمل له من خلال شهادات التمريض والمعالجة الفيزيائية التي حصل عليها، مع أمله بالعودة لاستكمال تعليمه عندما تسنح له الفرصة.

يشار إلى أنَّ عدد النازحين المتبقين في مناطق النزوح نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة في المنطقة بلغ 693,742 نسمة، وكانت نسبة الاستجابة الإنسانية لهم خلال فترة النزوح السابقة 44.18 %. وفق بيان "منسقو استجابة سوريا" في أيلول الماضي.

اقرأ أيضاً: تعرّف على مسيرة العميد الذي فقدته الثورة السورية

شاهد إصداراتنا