استأصل الأطباء في مستشفى "هداسا" بمدينة القدس المحتلة صباح الثلاثاء، عين المصور الفلسطيني معاذ عمارنة (34 عاماً)، بعد إصابتها برصاصة أطلقها جندي "إسرائيلي"، خلال تغطيته لمواجهات اندلعت الجمعة الماضية، في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
ونقل تلفزيون نابلس عن المرافق له وهو الصحفي أحمد البديري قوله "إن الأطباء قرروا استئصال العين الساعة التاسعة صباحاً، كحل نهائي حتى لا تتضرر العين اليمُنى".
وأضاف "الرصاصة المعدنية ستبقى في جمجمة معاذ إلى الأبد، لأن إزالتها قد يؤدي إلى نزيف في الدماغ"، مؤكداً أن الصحفي عمارنة مُتقبل للعملية وأنه يتمتع بمعنويات عالية.
في السياق ذاته، نظّم صحفيون فلسطينيون في مدينة بيت لحم بالضفة المحتلة، وقفةً تضامنية مع المصوّر "عمارنة"، ورفعوا خلالها شعارات تُندّد بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الصحفيين الفلسطينيين.
واحتشد عشرات الصحفيين ونشطاء أمام المدخل الرئيس لمخيم الدهيشة جنوب المدينة ومفترقات رئيسة فيها، وألصقوا صورًا لـ"عمارنة" وهو مصاب على المركبات العابرة.
وقال المصوّر الصحفي إياد حمد خلال الوقفة: "إن تنظيم هذه الفعاليات يأتي تزامنًا مع إجراء عملية جراحية لاستئصال العين اليُسرى لمعاذ، وبالتالي فقدانها نهائيًّا".
وأضاف "هذه رسالة للزميل عمارنة أنّنا لن نتركه وحده، كما أنها صرخة علّها تصل إلى العالم الساكت وتُحرِّك مشاعره؛ لإيقاف جرائم الاحتلال بحق شعبنا الأعزل، وضد الجسم الصحفي".
بدوره، قال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين موسى الشاعر: "إنّنا نريد من وراء الاستمرارية في تنظيم الفعاليات التضامنية فضح الاحتلال بممارساته اللا إنسانية، الرامية لقتل كل شيء حيّ في الشعب الفلسطيني مع سعيه لقتل عين الحقيقة".
ولا يزال الاحتلال الاسرائيلي يخترق القوانين الدولية الخاصة بحماية الفلسطينيين عموماً والصحفيين على وجه الخصوص بتستر دوليٍ وتغطية أمريكية، ويستمر بالانتهاكات التي يرتكبها لحظياً ضدهم في المناطق التي يحتلهُا.