الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39
...

الأسد وبوتين أعداء الليبرالية

16 ديسمبر 2020، 10:52 ص

أثارت تصريحات رئيس نظام الأسد جدلًا حاداً في مواقع التواصل الاجتماعي، بشار الأسد في خطابه هذا اتّهم الليبرالية بأنّها تهدف لخراب المجتمعات والانحلال الأخلاقي، وهي كانت سبب الحرب على سوريا، وهي تهدف لهدم الأديان والعقائد، وصرّح من خلال تعليقاته عليها عن مواقفه الحقيقية ضد عدد من حقوق الإنسان، فهو مثلاً ضدّ تعزيز القيم الفردية التي تهدف الليبرالية إليها، هو مع القيم الجمعية فقط، بل مع الفكر القبلي القديم الذي لم يعد أغلبية الناس يدعمونه.

هذه التصريحات ليست بعيدة عن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي صرح في قمة مجموعة العشرين في عام 2019 أن الفكر الليبرالي عفا عنه الزمن وبات في تناقض مع مصالح الغالبية العظمى من المواطنين، وتابع: "إن السياسات الليبرالية الغربية حول حرية مثليي الجنس والتوجه الجنسي تُفرض على غالبية غير راغبة في ذلك، وخصوصا الأطفال".

 الأسد وبوتين من نفس المدرسة السياسية وهي مدرسة السوفيتية الشيوعية مدرسة الـ "ك ج ب" ومع أن بوتين يحاول أن يتظاهر بالعلمانية واحترام الأديان الأخرى، مع ذلك هو يتعامل مع الكنيسة الأرثودوكسية الروسية في كل الأمور لأن الكنيسة تستطيع أن تساعده في الكثير من الأمور الإدارية في البلاد وما يتكرر في سوريا مع بشار الأسد الذي يحاول أن يجذب الطبقة الدينية في البلاد لشخصيته.

بوتين كما الأسد يحاول بناء أيديولوجية خاصة به في البلاد يستطيع أن يسيطر عبرها على عقول الناس عبر مجموعة أكاذيب وتلفيق التاريخ الروسي وكتابة تاريخ روسي جديد ليس له أي علاقة بالحقائق التاريخية التي حدثت في روسيا.

البوتينية الأيديولوجية التي يحاول أن يصنعها بوتين جاهدًا في روسيا عبر الاعتقاد بأن قيادته هي التي أنقذت روسيا من التفكّك والخضوع للمصالح الغربية، وأقامت الدولة الروسية القوية، فالثابت الوحيد عمليًا في الفكر الرسمي في روسيا بوتين هو عبادة الدولة القوية. ويتجلى ذلك في الحرص الشديد على النسخة التي تحظى بموافقة الدولة من تاريخ البلاد على سردية كيف أن "الدولة الضعيفة جلبت البؤس، وكيف أن الدولة القوية جلبت المجد والازدهار".

 بوتين فعلًا نجح في الكثير من الأمور لصناعة بلاد تشبه الاتحاد السوفييتي وتدمير الحركة الليبرالية الروسية والديمقراطية في روسيا عبر تعديل الدستور الروسي الذي سوف يسمح له للترشح مرة أخرى للانتخابات الروسية ووضع نفسه مدى الحياة في مجلس الأمن القومي الروسي وهو هيئة استشارية للرئيس الروسي تعمل بموجب قرارات الرئيس لشؤون الأمن القومي. تتألف من الوزراء الرئيسيين ورؤساء الوكالات ويرأسها فلاديمير بوتين، وقد تم تأسيسها لتكون منتدى لتنسيق وتكامل سياسة الأمن القومي، وهو الوريث لمجلس الأمن التابع لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية.

عائلة الأسد كما بوتين عملوا على منع الفكر الحر في سوريا وصناعة نظام استبدادي يستطيعون أن يتحكموا فيه كيف يشاؤون عبر منع أي عمل سياسي في البلاد وتمكين أنفسهم للبقاء في السلطة مدة الحياة بدون أي عائق كما يفعلها الآن بوتين في روسيا والتجربة السياسية الروسية ليست بعيدة عن التجربة السياسية السورية ففي الدولتين حدث انقلاب غير البلاد بالكامل وحولها إلى بلد يسكنها العبيد والملوك.

الأسد وكما بوتين في كل لقاءاته وفي خطابه الأخير أوضح هوية نظامه بشكل لا يدع أي مجال للشك بأنّ هذا النظام غير علماني ديكتاتوري عنصري قائم على فكرة المركزية والشوفينية، ولا يحترم حقوق الإنسان ولا حقوق الأفراد، بل يحرّض ضد أي خارج عن الفكر الجمعي الذي يتبناه الأسد وحزب البعث، وهو لا يحترم الثقافات المتنوعة في المجتمع السوري، وهو بخطابه هذا حرض على الليبراليين والملحدين والعلمانيين والمثليين وعلى مبدأ حرية الاعتقاد.

الأسد وبوتين ينسون بأنه لولا الفكر الليبرالي لما نهضت أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية إلى دول ناجحة اقتصاديًا، سياسيًا وعسكريًا ولما كان هناك أي نجاح سياسي وعلمي في الاتحاد الأوروبي.