السبت 20 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

مطلوب حارس شخصي

26 ديسمبر 2020، 12:09 م
مطلوب حارس شخصي

ثامر الحجامي

كاتب عراقي

26 ديسمبر 2020 . الساعة 12:09 م

ثامر الحجامي

   انفجرت عبوة ناسفة على أحد المرشحين أثناء زيارته لإحدى المناطق، بينما تعرضت سيارة آخر الى رشقات من الرصاص بعد خروجه من تجمع انتخابي، ووقعت معارك بين أنصار بعض التيارات السياسية بسبب الحملات الانتخابية.

  اغتيال أحد المرشحين للانتخابات البرلمانية العراقية على يد مجهولين، وتعرض شخصية بارزة إلى طعنات بالسكاكين وإصابته بجروح بليغة أدت إلى دخوله المستشفى، بسبب تأييده لحزب سياسي.

  تعرض الدعايات الانتخابية لغالبية الأحزاب السياسية إلى أعمال تمزيق وتخريب من جهات مجهولة، وكتابة بعض الشعارات الطائفية على منازل بعض المرشحين، وتهديدهم بالتصفية الجسدية.

   أغلقت كثير من مراكز الاقتراع أبوابها، وقررت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات شطب نتائج تلك المراكز، بسبب دخول مسلحين اليها وتهديدهم موظفين المفوضية، وإجبارهم الناخبين بالتصويت لكيان معين، ومنع آخرين من الوصول إلى مراكز الاقتراع.

   مفوضية الانتخابات تعلن احتراق صناديق التصويت في المخازن وتأجيل إعلان النتائج، فيما طالبت الكتل السياسية بإلغاء نتائج التصويت الإلكتروني، والعودة إلى الفرز اليدوي، بسبب وجود أخطاء في نظام التصويت الإلكتروني، والشكوك حول التلاعب فيه من جهات خارجية.

    مرت ثلاثة أشهر ولم تعلن النتائج النهائية للانتخابات، التي شارك فيها نسبة لم تتعد 25% من أعداد الناخبين، بسبب العراقيل الكثيرة التي رافقت العملية الانتخابية، وعدم قناعة الناخبين بالوجوه السياسية التي رشحت للانتخابات، والمحصلة النهائية هو صفقة بين الكتل الحاكمة وإعلان النتائج بالتراضي !!

  هذه المشاهد تكررت في جميع الانتخابات البرلمانية الماضية التي جرت في العراق، وأصبحت سمة طبيعية تعود عليها المواطن العراقي، فلم يعد يكترث للمشاركة في الانتخابات، بل هناك سعي من بعض الجهات السياسية لإحداث مثل هذه الفوضى، والدفع بأنصارها للتصويت من أجل الظفر بغالبية المقاعد البرلمانية.

    لم يتغير شيء في المشهد السياسي العراقي، يظهر أن الانتخابات القادمة المتوقع إقامتها مطلع حزيران، تكون مختلفة عما سبقها، فما زالت إجراءات الحكومة ضعيفة لتوفير أمن انتخابي يؤدي إلى نجاح العملية الانتخابية.

   فإذا  أردنا أن نشاهد انتخابات نزيهة وشفافة، يجب توفير الأجواء التي تساعد المرشح أن يرشح في أي قائمة هو يريدها دون اتهامات أو ضغوط أو تهديد، وأن يسمح لكل ناخب أن يصوت لمن يريد، دون أن يخاف من حَمَلة السلاح الذين يقطعون الطريق، ويأخذون ورقته من يده، يكتبون ما يريدون فيها ويضعوها في الصندوق.

  كذلك لا بد أن تتوفر مفوضية مهنية مستقلة، تحفظ أصوات الناخبين من التلاعب والتزوير، وتكون النتائج مطابقة لخياراتهم، وليس لأهواء السلطة والأحزاب الحاكمة، وأصحاب المال والسلاح المنفلت، عندها يمكن أن نقول أن "هناك انتخابات نزيهة والنتائج حقيقية".

   أما إذا بقيت الأوضاع على حالها الآن فلا نتوقع انتخابات في موعدها المحدد، وعلى كل مواطن يريد الترشح أو الانتخاب أن يبحث عن حارس شخصي.