استبشر نظام الأسد بموافقة ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على تسليمه بلدة عين عيسى شمال محافظة الرقة شمالي سوريا، بينما استقدمت روسيا المزيد من التعزيزات إليها.
وكتب عضو المصالحة الوطنية التابع للنظام عمر رحمون، في تغريدة له على حسابه في تويتر هذه الليلة: "عين عيسى تعود إلى حضن الوطن بالبوط العسكري السوري والروسي على رقبة ميليشيا قسد ومرتزقة تركيا".
وزعم أن عودة عين عيسى لسيطرة ميليشيات الأسد "ليست صحوة وطنية عند قسد، بل طمعاً بالحماية التي لم تستطع الوصول إليها عبر أمريكا، واعترافاً بضعفها وخورها أمام مرتزقة تركيا وعدم قدرتها على حماية البلدة". وفق زعمه.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر من عين عيسى أن موافقة "قسد"، جاءت بهدف منع تقدم القوات التركية باتجاه البلدة، في ظل ورود أنباء عن تحضير الجيش التركي وعدد من فصائل الجيش الوطني السوري، لشنّ هجوم عليها كونها تقع على حدود مناطق "نبع السلام".
وعن بنود الاتفاق، ذكر "رحمون" لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أنه "لا توجد حتى الآن معلومات دقيقة حول بنود الاتفاق الكاملة، ولكن الأكراد أخبروا الجانب الروسي أنهم على استعداد للانسحاب من عين عيسى بشكل كامل، وأن الخطوات العملية على الأرض سوف تبدأ خلال الساعات القليلة القادمة".
وأضاف أن "قسد" تعهدت خلال اجتماع عُقد الأحد في عين عيسى، بتسليمها إلى الجانب الروسي وميليشيات الأسد، وذلك بعد أيام من المفاوضات جرت بين الطرفين، مشيراً إلى أن تركيا أوقفت الهجوم المحتمل على البلدة بعد هذه الموافقة.
من جهتها أفادت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، بأن "قسد" باتت أقرب إلى الموافقة على العرض الروسي، الذي يقضي بتسليم عين عيسى للنظام، ورفع علمه فوق مؤسساتها، لتفادي الهجوم التركي عليها.
من جانبه، قال نائب مدير مركز "حميميم" للمصالحة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء البحري فياتشيسلاف سيتنيك، في بيان مساء الأحد: "بهدف تعزيز الجهود لإرساء الاستقرار في منطقة عين عيسى وصلت اليوم إلى هناك وحدات إضافية للشرطة العسكرية الروسية".
وأشار حسب قناة "روسيا اليوم" إلى تسجيل أوضاع غير مستقرة في منطقة عين عيسى، مضيفاً أنه "تم سابقا خلال مفاوضات مع الطرف التركي التوصل إلى اتفاقات حول إقامة نقاط روسية سورية مشتركة"، داعياً إلى وقف التصعيد.
في حين، أوضح مصدر مسؤول من "الفيلق الأول" في الجيش الوطني، لصحيفة "المدن" اللبنانية، أن الفصائل ما زالت تستقدم تعزيزات عسكرية إلى جبهات بلدة عين عيسى، وهي تأتي في إطار إنهاء الاستعدادات لبدء معركة السيطرة على البلدة دون تحديد موعدها.
ويقلّل محللون سياسيون لـ"آرام" من احتمالية شنّ معركة على عين عيسى، مرجحين أنّها إن وقعت فستكون باتجاه مدن على الحدود السورية التركية، لا سيّما مدينة عين العرب (كوباني) شرق محافظة حلب.
اقرأ أيضاً: صيدلية "آية" .. حكاية ناجٍ من بطش الأسد إلى مساعدة المرضى
