الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

وداعاً 2020

شبكة آرام - هالة القدسي

غارات جوية، حرائق، زلازل، انفجارات، اغتيالات وموت بالجملة، دماء في كل مكان، لسنا في عالم خيال هولويود، إنه كوكب الأرض ... ولكنها 2020 .

لم تكن سنة عادية إذ بدأت مغامراتها صاخبة بالمفاجئات وتسارعت في صخبها لدرجة أن البشرية اعتقدت أنها نهاية العالم وتردد على لسان الكثيرين.. لاتنتظرونا.. سنموت بعد قليل.

استهلت 2020 أحداثها الزاخمة في الشهر الأول ابتداءً بتزايد التهاب النيران التي اشتعلت في الأيام الأخيرة ل 2019 وهي الحرائق الأسوأ في تاريخ غابات أستراليا إذ قدّر الخبراء نفوق نحو 500 مليون حيوان بري فيها.

تلتها فيضانات هي الأسوء في تاريخ أندونيسيا سببتها الأمطار الغزيرة التي غمرت بلدات وقرى بأكملها حيث كشفت وكالة إدارة الكوارث الإندونيسية أن عشرات الضحايا إما غرقوا أو دفنوا بسبب الانهيارات الأرضية.

في الثالث من يناير بين اللطم الحزين والزغاريد المهنئة تنوعت مشاعر العالم بخبر اغتيال الولايات المتحدة للإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس مع أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي وذلك في غارة جوية نفذتها بالعاصمة العراقية بغداد .

وبما أن اللطم وحده لا يجدي نفعاً ردت القوات الإيرانية صبيحة الثامن من الشهر نفسه بقصف قاعدة "عين الأسد" في العاصمة العراقية بغداد والتي يتخذها الجنود الأمريكيون مركز مبيت لهم موقعة في صفوفهم خسائر بشرية ومادية، ليتوقع العالم بعدها نشوب حرب عالمية ثالثة.

لم يكتف هذا اليوم بحدث واحد وما هي إلا ساعات وسقطت طائرة أوكرانية بعد إصابتها بالخطأ بصاروخ إيراني عقب إقلاعها من مطار الخميني في طهران، ما أسفر عن مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها.

واختتم اليوم بمفاجئة تخلي "دوقا ساسيكس" الزوجان الأمير هاري وميغان عن واجباتهما الملكية الخبر الذي أثار الكثير من النقاشات والجدل في بريطانيا وعدة دول أوروبية .

حيث أنه من النادر في الدول التي تتبع النظام الملكي، الخروج عن مصاف العائلة المالكة، والتخلي عن المهام الملكية.

العاشر من يناير نعى البلاط السلطاني في سلطنة عمان سلطان البلاد، قابوس بن سعيد بن تيمور، إثر وفاة طبيعية، لينهي بوفاته 50 عاماً من الحكم.

أما بداية مأساة الكوكب المشتركة فكانت أيضاً من نصيب شهر يناير عندما قالت الحكومة الصينية إنها رصدت 16 حالة التهاب رئوي شديد أعلنت وفاة أولها.

وكشفت عن فيروس كورونا الملقب علمياً بـ "كوفيد 19" والذي ما لبس أن غزا العالم ولم يفرق بين كبير وصغير ومسؤول وغني وفقير ... وحول حياة البشر إلى جحيم .

حيث أعلنت حالة الطوارئ مع تفشي المرض في عدة دول وعدم العثور على دواء لمواجهته وانقلبت بعدها حياة البشرية رأساً على عقب ليُحجر حوالي 4 مليارات إنسان في منازلهم.

توزع الموت في كل الأرجاء حاصداً ما يتجاوز عن مليون ونصف مليون نسمة فيما غصت المشافي بالحالات المستعصية وعُلقت رحلات الطيران وتوقف الطلاب في غالبية الدول عن الذهاب إلى مدارسهم وتم إغلاق الحرمين الشريفين.

أفلست الكثير من الشركات والمؤسسات وتلقى الاقتصاد العالمي ضربة مبرحة تسابقت بعدها الدول العظمى لتطوير لقاح ضد الفايروس المشؤوم بينما أضيف إلى تكميم الأفواه كمامة قماشية هذه المرة.

تلا خبرَ انتشار الوباء خبرٌ ببدء محاكمةٍ هدفها عزل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة دونالد ترمب أمام مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استخدامه للسلطة إلا أن الأخير حَكَمَ ببرائته بعد عدة أشهر.

أما في سوريا وكعادتها شنت ميليشيات الأسد هجوماً على ريف إدلب الجنوبي والشرقي، ولكن هذه المرة استكملت السيطرة على مدينة معرة النعمان مع عشرات القرى، وتم الوصول للطريق الدولي "إم 5".

28 يناير كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاصيل "صفقة القرن" ثم انتهى الشهر الأول بانسحاب بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي وتطبيقها لاتفاقية "بريكست" بعد 47 عاماً على عضويتها.

تأبط العالم شراً بعد شهر زاخم وتأهب الناس لدخول جولة الشهر الثاني التي كانت أبرز أحداثه وفاة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك مع ازدياد تفشي فيروس كورونا.

ولم يختلف الشهر الثالث كثيراً عما سبقه ولعل أبرز ما حصل فيه هو موت عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري الأسبق .

وهجوم غير طبيعي من حشرة الجراد على المحاصيل الزراعية والبشر في مناطق شرق أفريقيا ودخولها السعودية ووصلوها إلى الحدود المصرية.

فيما تصدر أحداث الشهر الرابع تجاوز حجم الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا حاجز الثلاثة ملايين شخص حول العالم وانتشار المقابر الجماعية بسبب ارتفاع عدد الوفيات وخسر الملايين وظائفهم في العمل .

أما أهم عناوين الشهر الخامس كانت مقتل المواطن الأمريكي ذو الأصل الأفريقي جورج فلويد من قبل شرطة المدينة مما أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية تندد بالعنصرية.

انتصف العام وتزامن ازياد الإصابات بكورونا والعجز الطبي في مواجهتها مع ازدياد في وتيرة الأحداث أمام صعوبة الظروف التي عبر عنها الشارع اللبناني باحتجاج المئات الذين خرجوا إلى الشوارع في جميع أنحاء لبنان غاضبين بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

بالوصول إلى شهر تموز استمرت حروب تصنيع الكمامات وتسويقها وقرصنة المواد الطبية والسباقات الدولية في البحث عن عقار ناجح يخرج الناس التي اضطرت للجلوس في بيوتها تنتظر الحل وتودع الوفيات .

لتصبح وسائل التواصل الاجتماعي السبيل الوحيد للقاءات والزيارات وعقد المؤتمرات فيما اتشح عالم الفيس بوك الأزرق بسواد النعوات .

أما الشهر الثامن شهد توقيع اتفاق التطبيع بين دولة الإمارات العربية وإسرائيل في البيت الأبيض بقيادة دونالد ترمب كما شهد فيضانات في النيجر أودت بحياة العشرات ودمرت آلاف المنازل .

ولكنه كان الشهر الأسوأ في تاريخ لبنان التي هزها انفجار هائل لمستودع فيه آلاف الأطنان من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت مخلفاً مئات القتلى والجرحى.

استمر توالي الكوارث على العالم وجر التطبيعُ تطبيعات أخرى .

فيما كانت الحرائق التي نفى نظام الأسد فعلتها من نصيب الساحل السوري هذه المرة حيث التهمت النيران في الشهر التاسع مساحات ضخمة وتسببت بخسائر كبيرة في الغابات والأحراج.

عشرون عشرون الرقم الجميل الذي لطالما استبشر العالم به خيراً قبل مجيئه ثم غيروا رأيهم شارف على الانتهاء .

ولكنه مصرّ على ترك بصماته فترك أكبرها في السودان التي غرقت بفيضان نهر النيل في الشهر العاشر بعد تساقط أمطار غزيرة غير مسبوقة.

نوفمبر والباقي شهر... إنه شهر الانتخابات الأمريكية حيث بدأ السباق الأشرس في تاريخ رؤوساء الولايات المتحدة على البيت الأبيض بين دونالد ترمب ونظيره جو بايدن والذي احتل الساحة الإعلامية عالمياً بين تحليلات وتصريحات وانتظار للنتائج التي تتحكم ببوصلة العالم كله.

أما البشرى السارة فكانت إعلان شركة فايرز بيونتك عن فاعلية لقاح ضد كورونا بنسبة 90٪، يبشر بالخير للقاحات كورونا الأخرى التي ما زالت قيد التطوير والمنافسة.

ثم اختتم الشهر بعملية اغتيال العالم الإيراني النووي محسن فخري زاده والتي وصفت بأنها أبرع أعمال الموساد.

انقضى الشهر الأخير ...ولا زال شبح كورونا يجول ويصول ويحصد الأرواح ويترك آثاره النفسية على المجتمعات التي تغيرت حياتها كلياً.

بينما هناك تخوف ممن يشعرون بعدم اليقين من النتائج المؤقتة للقاح فالأمر من وجهة نظرهم يحتاج إلى مزيد من بيانات التجارب السريرية.

وازداد الخوف أكثر بعد أن أعلنت بريطانيا خروج الجائحة عن السيطرة إثر ارتفاع عدد الإصابات وظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا .

فيما جرى تسجيل عدة حالات بها في دول مختلفة كما عاد تعليق رحلات الطيران في أكثر من دولة واتخاذ اجراءات وقائية.

أما حرب الرئاسية الأمريكية فانتهت بفوز جو بايدن رغم محاولات ترمب اللحوحة وتصريحاته النارية .

وعلى صعيد بلاد القهر سوريا واليمن وليبيا لا زالت الحروب دائرة والقتل الجوع والفقر يخيم على أراضيها في ظل صراع الدول العظمى على نهبها والسيطرة عليها .

أما في الخليج فالمصالحات تلوح بالأفق ويتتابع التطبيع مع إسرائيل في الوطن العربي دولة تلو الأخرى.

وها نحن.. سكان كوكب الأرض نطوي عاماً استثنائياً لا يشبه أعواماً سبقته فمن خرج من 2020 حياً باستطاعتنا أن نعتبره ناجياً بعد أن خاض كل هذه الأحداث الغريبة وخرج بكرتِ العبور للانطلاق إلى 2021 آملاً بعام ملؤه السلام والأمان .

شاهد من إصداراتنا: