عائشة صبري - آرام
تعرّضت منظمة هيئة الإغاثة الإنسانية "IYD" لاتهامات بـ"العمل في مناطق سيطرة نظام الأسد" بمحافظة إدلب شمالي سوريا، وذلك بعد نشرها صورة إحدى الأوراق لمناقصة ترميم المنازل المتضررة في منطقة معرة النعمان التي سيطر عليها النظام في مطلع العام الماضي.
وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة "IYD" د. محمد الجندلي في حديث لشبكة "آرام"، أنَّ مناقصة ترميم المنازل المتضررة هي واحدة من مناقصات عديدة يتم نشرها في سبيل تنفيذ المشاريع التي تشرف عليها "IYD" لخدمة الأهالي في الداخل السوري.
وأضاف أنَّ "تحديد مكان تنفيذ الأعمال يذكر اسم المنطقة الإدارية ككلّ، وليس النواحي أو القرى، وذلك لتحقيق شمولية أكبر، وبالتالي إمكانية إلزام المتعهدين بتنفيذ الأعمال بكافة الأماكن التي من الممكن العمل بها عند تغير الظروف وهي بحاجة لتقديم الخدمة".
وأردف أنَّ ذكر "معرة النعمان" المقصود به هو "المنطقة الإدارية"، والتي توجد فيها بعض القرى خارج نطاق سيطرة النظام والميليشيات، وهذه القرى هي المقصودة بالترميم، أو أي قرى أخرى في حال تغيّرت الظروف وأصبح بالإمكان العمل بها وحققت شروط الاستفادة من المشروع.
وأكد د. "الجندلي" أنَّ العمل حالياً يجري في مناطق "البالعة - كللي - كفر دريان" شمال إدلب، قائلاً: "لا يوجد أي عمل في معرة النعمان".
واستدرك "لكن الدراسة كانت تشملها قبل سيطرة النظام عليها، وتم ذكرها بسبب أنَّها كانت منطقة يمكن العمل بها حين تصميم المشروع، وذكرها باستهداف أنشطة المشروع، لا يحمل أيّ مؤشر لتغيير الظروف التي تعيشها المنطقة، وإنّما هو "إجراء تقني".
وأعرب د. "الجندلي" عن أسفه بأنَّ هناك أناساً تصرُّ على التخوين وإشاعة الفوضى سواء عن قصد أو جهل، مؤكداً أنَّ هذا "يصبُّ في صالح النظام فقط".
وقال: إنَّ "أيَّ أذىً أو ضرر يلحق بمؤسسات العمل الإنساني، لا يفيد شعبنا على الإطلاق"، مضيفاً أنَّ "هناك من استبشر خيراً، بناءً على هذه الشائعات"، بعمل قادمٍ لتحرير مدينة معرة النعمان وعودة الأهالي إلى منازلها، إذ تعدّ المنظمات قريبة لصناع القرار في تركيا، وهذا "غير صحيح أيضاً".
ومن جهته، الكاتب السياسي د. مأمون سيد عيسى، أحد الذين نشروا صورة المشروع وعلّق عليه، بأنّها "رسالة للمنظمات التي تريد العمل بمناطق تحت سيطرة النظام"، أكد في منشور لاحق له بعد وصوله رد المنظمة التوضيحي عن الموضوع، أنَّ "النظام خط أحمر ليكن في علم الجميع هذا، نرجوا أن يكون الأمر كذلك، وسنأخذ الأمر على المحمل الحسن".
ويهدف المشروع المذكور إلى إعادة تأهيل 300 منزل متضرر بشكل جزئي، وإعادة تأهيل خمسة مراكز تجمّع للنازحين، وفرش الطرقات في ستة مخيمات للنازحين، إضافة إلى تأهيل شبكة الصرف الصحي في ستة مخيمات، وإنشاء تصريف مطري في ثلاثة مخيمات.
ويحمل المشروع اسم: "زيادة الوصول الآمن إلى أنشطة المياه والمأوى وتقديم المساعدة الإنسانية إلى المجتمعات الضعيفة في شمالي غربي سوريا"، ومدة المشروع عشرة أشهر.
وتتضمن أنشطة المياه والصرف الصحي ما يلي: "دعم محطات المياه من خلال إعادة تأهيل أنظمة الضخ ومجموعات التوليد في ثلاث محطات، تقديم قطع التبديل الاستهلاكية خلال فترة التشغيل، تقديم الوقود لدعم عملية التشغيل".
ويضاف إلى ذلك، "بناء القدرات لوحدات المياه من خلال التدريب على الصيانة والتشغيل، وإعادة تأهيل شبكات المياه، إعادة تأهيل الصرف الصحي، وتقديم المياه إلى النازحين في المخيمات، وجمع وترحيل النفايات من المخيمات".
كما تحتوي الأنشطة على "توزيع حاويات النفايات محلية الصنع، توزيع سلل نظافة شخصية، توزيع نقاط غسيل الأيدي في المخيمات للتخفيف من انتشار كورونا، إقامة جلسات توعية صحية، توزيع صابون غسيل الأيدي".
اقرأ أيضاً: المنشقون عن نظام الأسد في لبنان يواجهون مخاطر تسليمهم له
