الخميس 07 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

من إدلب إلى ألمانيا .. إعلاميون يروون لـ"آرام" تفاصيل رحلة اللجوء

13 يناير 2021، 03:53 م
رحلة اللجوء من إدلب إلى ألمانيا
رحلة اللجوء من إدلب إلى ألمانيا

عائشة صبري - آرام

وصل تسعة إعلاميين ينحدرون من ريف إدلب الجنوبي شمالي سوريا في السادس من يناير/كانون الثاني الجاري إلى دولة ألمانيا، وذلك بعد جهود استمرّت لأكثر من عام من قبل "المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير".

وكانت إجراءات السفر "ميسّرة وسهلة"، وهناك "تعاون كبير" من المركز عند خروجهم من إدلب ثم من تركيا، وفق ما أكد مجموعة من الصحفيين الذين تواصلت معهم شبكة "آرام".

ويبلغ إجمالي عدد المقبولين للجوء 16 صحفياً/ة، وأوضحت منسقة الدعم في "البيت الصحفي" التابع لـ"المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير" إباء منذر، لـ"آرام"، أنَّ العمل على تنسيق خروج بقية الإعلاميين سيتم لاحقاً، لكن لا يوجد لديهم أيّ تحديثات من الدول المعنية لخروج دفعات أخرى.

وأفادت بأنَّ التحديَّات الأساسيَّة كانت متمثلة، بـ "الوضع الصحي العالمي" بسبب "كورونا" من جهة، واللوجستيات المرتبطة بترتيب العبور الآمن للصحفيين من إدلب من جهة أخرى، إضافة إلى العدد الكبير للإعلاميين في ظلّ تراجع الاهتمام عامةً بالوضع السوري.

رحلة اللجوء

بدأت فكرة اللجوء التي طرحها "المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير" عند بدء الحملة الأخيرة لنظام الأسد وروسيا على ريف إدلب الجنوبي في نيسان/أبريل 2019، وذلك مع ازدياد الخطر على حياة الإعلاميين وأهاليهم.

الإعلامي براء الرزوق (21 عاماً) المنحدر من قرية الحراكي بريف معرة النعمان الشرقي، قال لنا: إنَّ هناك عدداً من الإعلاميين "لم يقبلوا"، وكان من أهم الشروط أن يمتلك المتقدم للجوء "أرشيفاً يثبت عمله"، وأن يكون عمله الإعلامي "متواصلاً لما لا يقل عن عامٍ واحدٍ".

وكانت الأوراق المطلوبة "روتينية"، مثل الإثبات الشخصي ورسائل توصية من الجهات التي عمل معها الإعلامي كدليل على عمله في الصحافة.

وذكر "الرزوق" أنَّ المركز السوري "عمل ما بوسعه لتنفيذ المهمة" حيث تواصل مع مؤسسة "مراسلون بلا حدود" التي بدورها تواصلت مع الدول التي استضافت الإعلاميين قسم منهم قُبل في لتوانيا (2) وقسم في لوغسنبورع (2) والعدد الأكبر استقبلته ألمانيا (12).

وأضاف "وصلت إلى ألمانيا بمفردي في 6/1/2021 عبر جواز سفر يستخدم لمرة واحدة، وذلك من القنصلية الألمانية في مدينة إسطنبول، وبعد وصولي المطار كانت هناك سيارة تتبع لبلدية هامبورغ تنتظرني، وبعدها خضعت لإجراء فحص كورونا، وحالياً أنا في الحجر الصحي كإجراء احترازي".

الناشطة لمى السعود (23 عاماً)، المنحدرة من مدينة معرة النعمان تحدثت عن رحلتها بقولها: "تواصل معي أحد أعضاء المركز السوري، وأخبرني بأنَّهم بصدد إجراء مسح للصحفيين جنوب إدلب، وطلب مني معلومات وإثباتات عن عملي وأوراق ثبوتية لي ولزوجي وطفلي، بعدها أرسلوا لي استمارة تتضمن ملف طلب لجوء، ودعم مادي ومعدات تصوير".

وأردفت لـ"آرام"، "بداية لم نصدّق الأمر، لكنّه محاولة، فكانت خطوة استباقية للحفاظ على حياة الإعلاميين، حيث بدأت الإجراءات قبل عام وستة أشهر، وجاء القبول من ألمانيا في الشهر الثاني من عام 2020 لكن تأجل موعد السفر بسبب كورونا".

وتقيم "السعود" حالياً في منزل بمدينة دريسدن شرق ألمانيا وهنا لها ابن عم كمعرّف لها إذ وصلت إلى مكان إقامته، والآن تجري إجراءات تثبيت الأوراق في البلدية والإقامة، ولفتت إلى أنَّ أعضاءً من مراسلون بلا حدود قدموا لها باقة ورد عند وصولها إلى مطار برلين.
ورد المانيا.png
من جهته الإعلامي قصي خطيب (26 عاماً) المنحدر من مدينة كفرنبل وصل برفقة زوجته وطفليه إلى ألمانيا، وفي المطار استقبلهم أشخاص من "مراسلون بلا حدود" بالإضافة إلى موظفين من البلديات التي من المحدّد الإقامة فيها.

وبيّن في حديثه مع "آرام" أنَّ بعض الأشخاص خضعوا لحجر صحي مدته عشرة أيام في بعض المقاطعات، لكن بالنسبة له تم تسليمه منزل في مدينة أوسنابروك شمال ألمانيا، بالإضافة إلى تأمين مستلزمات المنزل والمعاملات الورقية كالتأمين الصحي وغيره.

وأشار "خطيب" إلى أنَّ "المركز السوري" تواصل معهم عند بداية الحملة العسكرية، بشأن مشروع إجلاء عدد من الإعلاميين لدول أوروبا واشتداد الخطر على حياتهم، وكان العرض خيارين إمّا "منحة مالية معيشية أو لجوء".

وقال: "بالنسبة لي فضّلت اللجوء، وبعدها طلبوا منا أوراقنا الثبوتية مع عائلاتنا وكانوا يطلبون تحديثاً دورياً للمعلومات أو أيّ طارئ على وضع كلّ شخص، وفي 6/12/2020 تمت الموافقة على دخولنا من معبر باب الهوى الحدودي بعد تنسيق السفارة الألمانية مع والي هاتاي التركية".

وحول الخروج من إدلب وصف الإعلاميون الثلاثة لنا، بأنَّها "سهلة وميسّرة"، إذ تم نقلهم في حافلة من معبر باب الهوى إلى الداخل التركي في 7/12/2020 حيث كان باستقبالهم وفد من السفارة الألمانية ومعهم عضو من المركز، وانطلقوا عبر حافلة إلى مدينة إسطنبول، التي استمرّت فترة مكوثهم فيها شهراً، حتى الوصول إلى ألمانيا في 6/1/2021.

وخلال هذه الفترة تم استدعاؤهم إلى القنصلية الألمانية لمقابلتهم، واستخراج جوازات سفر، وخصّص المركز موظفاً ساعد الإعلاميين في تسيير كلِّ أمورهم وتأمين مكان السكن والتواصل مع القنصلية، وتكفّل "المركز السوري" و"مراسلون بلا حدود" وعدد من المنظمات الأخرى ضمن مشروع بيت "الصحفي السوري" بجميع مصاريف الإقامة والسفر بما فيها حجز الطيران.
مجموعة إعلاميين من إدلب.jpg
اقرأ أيضاً: استشهد مرّتين .. ثائر يفقد حياته على جبهات اللاذقية

إجراءات السفر

برنامج "البيت الصحفي" في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، يعمل منذ العام 2017 على "مظلّة دعم من أجل مساندة العاملين في الحقل الإعلامي السوري"، وذلك بالتعاون مع أكثر من عشر منظمات دولية معنية بدعم الإعلاميين حول العالم.

ويعدّ المركز نقطة اتصال لهذه المنظمات، وقالت إباء منذر: إنَّنا "في طبيعة الحال نعمل على دعم الإعلاميين السوريين، ونتحرّك عند وجود أيّ طارئ يواجههم للتدخل إيجاباً بما يتوافق مع الإمكانيات المتاحة".

وبناءً على ذلك أضافت: "كان تحرّكنا بالتعاون مع الزملاء مراسلون بلا حدود ومنظمات سورية أخرى، منذ بدء الحملة العسكرية على ريف إدلب الجنوبي في نيسان 2019 من أجل بحث فرص وإمكانية إخلاء آمن للصحفيين الذين يواجهون مخاطر حقيقية مرتبطة بعملهم الإعلامي في حال تقدّمت ميليشيات الأسد، فكلّ السيناريوهات حينها كانت مفتوحة".

وتابعت "تلقينا العديد من الطلبات من إعلاميين تضرّروا بفعل العملية العسكرية، إلى جانب أنّنا نعمل منذ ثلاثة أعوام فلدينا مسوحات للإعلاميين في مختلف المناطق السورية، وبناءً على ذلك تم التنسيق مع مراسلون بلا حدود للبدء بالتواصل مع الدول التي يمكن أن تكون مهتمة باستضافة لاجئين سوريين من هذه المنطقة، والذين يواجهون مخاطر بسبب عملهم الإعلامي".

ومن جهته رفع المركز قائمة أوّلية تضمّنت أسماء أكثر من 470 شخصاً من العاملين في المجال الإعلامي، ومشاركتها مع دول أبدت اهتمامها بإعادة التوطين.

واستدركت "منذر" لكن لكلِّ دولة معاييرها في اختيار الحالات التي توافق على قبولها، أيّ أنَّ المركز ومراسلون بلا حدود -وبكل أسف- لم يساهموا في اختيار الحالات، بل وحتى حاولنا الضغط من أجل توسعة عدد الحالات الممكن قبولها، لكن لم نتلقَ أجوبة إيجابيّة.

ويعود القرار إلى الدول المعنية، مضيفة: "نحن لسنا أكثر من جهة حاولت التنسيق والعمل من أجل إتاحة الفرصة لاستضافة إعلاميين تعرضوا لخطر مباشر جراء العملية العسكرية".

ولفتت إلى أنَّه كان لـ"البيت الصحفي" تجربة سابقة في عام 2018 حيث عمل بالتعاون مع "مراسلون بلا حدود" و"لجنة حماية الصحفيين"، على إعادة توطين 65 إعلامياً مهجّراً قسراً من درعا والقنيطرة جنوبي سوريا، وتم قبول استضافة 31 شخصاً منهم في دول (فرنسا وألمانيا وإسبانيا).

أمّا في ما يخصّ لجوء الإعلاميين المتواجدين في تركيا لأوروبا، ذكرت "منذر" أنَّه بحسب ما لديهم من معلومات فإنّ تركيا "لا تعدّ بلداً غير آمن للصحفيين والناشطين الإعلاميين السوريين/ات، ولا يُشكّل وجودهم فيها خطراً مباشراً على الحياة".

وأكدت أنَّ النقطة ذات الأولويّة القصوى هي "الأمان" وعليه، فالتركيز هو "تأمين حماية وأمان لمن هم في الداخل ممّن حياتهم معرّضة لخطر مباشر نتيجة عملهم الإعلامي".

ومن شروط التقدم لطلب اللجوء عبر "المركز" عن طريق تعبئة استمارة الكترونية، أن يكون العمل الإعلامي مصدر الدخل للمتقدمين، وسبب تقديم طلب الدعم مرتبطاً بالعمل الصحفي، وأن يكون محتوى منشورات المتقدمين على وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً للمعلومات بالنسبة لوسائل الإعلام.

ويقبل المركز طلبات التقديم المستوفية للشروط المذكورة وفق الإمكانيات المتاحة، وحسب أولوية التهديد بالحياة والحاجة الإنسانية، وخصوصاً الحاجة الطبية العاجلة، ويعاود المركز الاتصال مع المتقدمين بعد استلام الطلب بمدة أقصاها عشرة أيام، وقد تتجاوز ذلك في بعض الأحيان لارتباط تقديم الدعم بالتحقق من المعلومات.

يذكر أنَّ الحملة العسكرية الأخيرة على منطقة إدلب توقفت في الخامس من آذار/مارس 2020 إثر توقيع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو اتفاق وقف إطلاق النار بين الثوار ونظام الأسد الذي سيطر خلال الحملة على عدد من المناطق أبرزها مدن معرة النعمان وخان شيخون ومورك.

اقرأ أيضاً: المنشقون عن نظام الأسد في لبنان يواجهون مخاطر تسليمهم له

شاهد إصداراتنا