الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

"آرام" ترصد فروقات كبيرة بأحوال مخيمات السوريين في عرسال اللبنانية

29 يناير 2021، 07:51 م
مخيمات السوريين في عرسال 29 1 2021 خاص آرام
مخيمات السوريين في عرسال 29 1 2021 خاص آرام

عائشة صبري - آرام

يُلاحظ اللاجئون السوريون في مخيمات بلدة عرسال اللبنانية، فروقات كبيرة بما يخصّ المساعدات الإنسانية، والأوضاع المعيشية، التي تتفاقم نحو الأسوء في ظل العواصف الثلجية والمطرية، وفقدانهم العمل بسبب جائحة فيروس "كورونا".

ويُقدّر عدد المخيمات مع المجمعات السكنية في عرسال بـ"132" وحدة سكنية أو خيمة، يقطنها 7500 عائلة، وبحسب آخر إحصائية وصلت لشبكة "آرام"، فإنَّ عدد العوائل ضمن المنازل السكنية يبلغ 1900 عائلة.

أمّا نسبة العاملين من السوريين، فتُقدّر بنحو أربعة في المئة، ويوضح أحد اللاجئين يدعى "أمجد الحمصي" لـ"آرام"، أنَّ "الكثير من العمال تتراكم أجورهم لدى صاحب العمل، بسبب تردّي الوضع الحالي، فهو لا يستطيع أن يُعطي الأجور بشكل كافي".

وقال "الحمصي": "نحن في ظل حجر صحي، وانعدام العمل، حيث لا يوجد فرص عمل أساساً لنا، والشخص الذي كان يعمل اليوم ضمن الحجر، لا يكاد يؤمن ثمن مادة الخبز لعائلته نظراً لارتفاع سعرها مع قلة الأجور".

وبيّن ذلك في مثال، أنَّ "عائلة مؤلفة من ثمانية أشخاص تحتاج إلى أربع ربطات خبز، ثمن الواحدة منها 1500 ليرة لبنانية، فبتالي يحتاج إلى 6000 آلاف ليرة لبنانية، وهو يتقاضى 8000 آلاف ليرة، كأجرة يومية فقط".
مخيمات3 عرسال 29 1 2012.jpg
اقرأ أيضاً: سفيرة "بايدن" بالأمم المتحدة تؤكد مساعدتها لسوريا وتحدد ثلاثة أولويات

المساعدات الأممية

يتحدث السوريون لـ"آرام" عن فرق كبير بين العام الحالي وبقية السنوات السابقة التي مضت عليهم في مخيمات عرسال، فرغم مرور عواصف ثلجية سابقة، كان حجم الثلج فيها أكبر من هذا العام، إلا أنَّ شُحَ المساعدات، وعدم التنسيق فيها ما بين المنظمات، حرم الكثير من الناس منها.

ويلعب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمرُّ على الجميع  في لبنان، الدور الأكبر في تضاعف الاحتياجات وصعوبة تأمينها، والتي أهمها مواد التدفئة في الشتاء والمواد الغذائية اليومية.

وتقدّم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في لبنان، بطاقة تُقدّر حسب عدد أفراد الأسرة، حيث يُخصّص لكلّ فردٍ مئة ألف ليرة لبنانية، تصرف عبر شراء مواد غذائية بمقدار قيمة البطاقة، من محلات مخصصة تسمّى "التعاونية".

ويمنع شراء الحاجيات الأخرى، مثل: المنظفات ومأكولات الأطفال، واشتراك الكهرباء والهاتف والغاز، وما إلى ذلك من حاجيات أساسية يومية. وفق ما ذكر اللاجئون لنا.

وأرسلت المفوضية مساعدات مالية إضافية لبعض العوائل، بقيمة 400 ألف ليرة لبنانية لمدة ثلاثة أشهر، وهي تُعد مساعدة بسبب وضع وباء "كورونا" المتفشي في المنطقة ودول العالم.

مخيمات2 عرسال 29 1 2012.jpg
معاناة البرد

عندما يتم توزيع مادة المازوت للتدفئة ضمن المخيمات توزّع على عائلة واحدة، والكمية عشرون ليتراً فقط، وهي كمية لا تكفي فترة الشتاء، كما أنَّ ربّ الأسرة بالكاد يستطيع تأمين احتياجات الخيمة، فلا يستطيع تأمين مادة المازوت في ظل غلاء الأسعار.

ويوضح "الحمصي" أنَّ الخيمة الواحدة تُقسم إلى غرفتين، والغرفة مساحتها أربعة أمتار بأربعة أمتار، ويوجد في كلّ غرفة مدفأة تحتاج أكثر من ثمانية ليترات من المازوت في اليوم الواحد، وفي حال وجود عائلتين في الخيمة الواحدة، تحتاج الخيمة 16 ليراً لتشغيل مدفأتين في اليوم.

ويشير إلى أنَّ العوائل التي تقطن في المنازل محرمون من الكثير من المساعدات، فهم لا يحصلون على المساعدة التي يحصل عليها سكان المخيم.

وبعد عاصفة ثلجية شهدتها مخيمات عرسال في العشرين من الشهر الجاري، عادت العاصفة اليوم إلى المنطقة، التي تشكّلت فيها "برك ماء" أغرقت خيام اللاجئين، وأتت على مفروشاتهم وممتلكاتهم الشخصية، بعد ذوبان الثلوج المتجمعة في المخيم الأسبوع الماضي.

وينوّه "الحمصي" إلى أنَّ المدفأة لا تعمل أحياناً بسبب الهواء والعواصف، والأطفال وكبار السن لا يحتملون شدة البرد، ففي كلِّ خيمة حكاية معاناة مختلفة، بينما المنظمات المحلية لا تستطيع تغطية كافة المحتاجين، بسبب ضعف الإمكانيات، وعدم التنسيق في ما بينهم.
مخيمات1 عرسال 29 1 2012.jpg
اقرأ أيضاً: مطالب بتفعيل "خطة طوارئ عاجلة" لمخيمات الشمال السوري

حرمان عدد من المساعدات

في الشهر الماضي، فصلت المفوضية الأممية أربعين في المئة من نسبة العوائل التي كانت تحصل على المساعدة، وهذه العوائل حالياً لا تحصل على أيّة مساعدة من المفوضية باستثناء المساعدة الشتوية وهي مبلغ قدره 950 ألف ليرة لبنانية.

وأفاد "الحمصي" بأنَّ الكثير من العوائل التي كانت تحصل على المساعدة الغذائية من بطاقة المفوضية، هي بحاجة ماسة لها، ومن بينها، عائلة مؤلفة من أم وبنت لا معيل لديهما، تم فصلهما من المساعدة بحجة "نقص التمويل".

والأمثلة كثيرة عن العوائل التي تم فصلها منهم كبار في السن، ويضاف إلى معاناة حرمانهم من المساعدة الغذائية، غرق خيامهم بمياه الأمطار، ما تسبب بتبلل حاجياتهم، إذ يُقدر عدد الذين تضررت خيمهم في العاصفة الثلجية الأخيرة بنسبة ثمانين في المئة.
التلج في عرسال.jpg
يذكر أنَّ منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، قالت في تقريرها في 19 الشهر الجاري: إن أكثر من 15 ألف لاجئ سوري في عرسال يواجهون شتاءهم الثاني منذ صدور قرار "مجلس الدفاع الأعلى" اللبناني، الذي يترأسه رئيس الجمهورية، بتفكيك السوريين خيامهم الإسمنتية.

وهذا ما أرغمهم على العيش من دون سقف وعزل ملائِمَيْن، واضطرهم إلى تحمل ظروف الشتاء القاسية، بما فيها درجات حرارة دون الصفر عدا عن الفيضانات.

وبحسب المنسقة الأولى لحقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة، ميشال رندهاوا، فإنّ ظروف عيش اللاجئين السوريين في عرسال، وقيود الحركة للحد من تفشي "كورونا"، "تُهدد سلامة اللاجئين وحياتهم".
مخيمات5 عرسال 29 1 2012.jpg

شاهد إصداراتنا