أعلن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي انسحابه من رئاسة حزب "الحراك" ومن الساحة السياسية التونسية، إثر نتائج الانتخابات الأخيرة التي حمل نفسه "مسؤولية نتائجها"(كما قال)، محذراً من تصديق من يدعو إلى تعديل الدستور لإقرار نظام رئاسي من أجل ضمان استقرار الدولة.
وخاطب المرزوقي التونسيين بقوله إن: "الانتقال الديمقراطي هدف الثورة التونسية والربيع العربي ويتحقق في تونس بسرعة أكبر من أي قطر عربي"، مؤكدًا أن النظام الرئاسي لو كان أنجع الطرق لقيادة الشعوب "لما أدى بنا إلى الثورة وخراب أغلب أقطار الوطن العربي".
وأضاف المرزوقي "دور الاستبداد في تحطيم الدول والشعوب يؤكد أن الدستور التونسي الذي وزع السلطات بكيفية ذكية بين المؤسسات، يمنع أي طرف من التسلط ويحمي مصالح الشعب"، موضحاً أنه لولا هذا الدستور لانتهت الثورة مع صعود ما أسماه "النظام القديم" إلى السلطة في انتخابات 2014م.
وتابع "هناك حاجة لإعادة النظر في القانون الانتخابي والقوانين الأخرى لتخليص قطاع الإعلام والأحزاب السياسية من تأثير المال الفاسد، مؤكداً أن عدم الإقدام على تلك الخطوة سيجعل "ديمقراطيتنا سوقا ودلالا يُتاجر فيها بكل شيء وخاصة بالمصلحة الوطنية.
ونوه المرزوقي إلى أن الوضع الاقتصادي "هش"، قائلاً "أكبر سبب في انتشار الفقر والبطالة واليأس هو انتشار الفساد"، مؤكداً أن البلاد بحاجة إلى قوانين وسياسات "تضرب بقوة حفنة من العائلات الاحتكارية الطفيلية ومالها الفاسد، وهو الضرع الحلوب الذي يتغذى منه إعلام العار وبعض العصابات السياسية".
وشدد على أن "شعب المواطنين" ملزم "بإعلان الحرب على الفساد، والتجند لاستئصال هذا السرطان"، لافتاً إلى ضرورة الانتباه إلى الخطر الذي يتهدد تونس والمنطقة العربية، ويتمثل في التغير المناخي وتداعياته الكارثية على المنطقة، داعياً الشعب إلى الانتباه لهذا الخطر المحدق، وعدم الغرق للمشاكل اليومية.
وأوضح أن شباب الأمة أمامهم مهمتان أساسيتان، أولاهما مواصلة افتكاك الدولة من نخب الفساد وجعلها في خدمة المواطنين، والثانية بناء الجسور بين شعوب فرقت بينها حدود رسمها الاستعمار.
وتحدث المرزوقي عن أهمية الاتحاد المغاربي، ودعا البرلمان التونسي إلى سن قانون الحريات الخمس للمواطنين المغاربيين، والمتمثلة في حريات التنقل والاستقرار والعمل والتملك والانتخاب البلدي، بغض النظر عن رد فعل الدول المغاربية الأخرى.
وأوضح أنه سيبقى ملتزما "بكل قضايا شعبي وأمتي التي سأواصل خدمتها بما أستطيع بطرق وفي مجالات أخرى".