الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35
...

في اغتصاب الوقت

25 نوفمبر 2019، 11:52 ص

غالباً ما يبدأ السلام أو المكالمات الهاتفية أو محادثات الواتس آب بعبارات معاتبة تشير إلى تقليل الآخر بالتواصل مع عائلته أو أصدقائه واللوم على التقصير في الواجبات الاجتماعية والتفرغ لها كعبارة (وين ماعم نسمع صوتك) (نيال اللي شاغلك عنا) (طيب إذا ما سألنا ما بتسأل) أو توجيه اتهامات كعبارة (إنت ما منسمع صوتك إلا إذا إلك معنا مصلحة ) وطبعاً يبدأ الشخص الملام بتفسير سبب انشغاله أو بالبحث عن حجج يتهرب بها ويعلق عليها أسباب غيابه.

وربما يلجأ للكذب واختلاق الأعذار وأحياناً نتعرض للضغط من أجل أن نعطي موعداً ثابتاً للقاء يلحون به علينا ويستمرون كل مرة بالتأكيد والإصرار عليه مما يؤثر على نفوسنا بالشعور بالتقصير والإحراج وربما بالغيظ والنفور فيؤدي ذلك للاعتذار عن لقائهم بشكل مقصود في بعض المرات ومن المواقف المزعجة أيضاً أن يعتقد البعض أن الهاتف المحمول دائماً بيد الشخص الذي يتصلون به أو يكتبون له مما يجعله عرضة للمشاكل والنزاعات إذا لم يرد مباشرة ومن الممكن أن يمسك بهاتفه بعد فترة من الزمن كان فيها نائماً أو في عمله ليجد رسائل توبيخ على استهتاره وعدم رده منتهية بحظر.

هنا تختلط الحرية الشخصية مع الراحة النفسية مع تقدير الوقت وخاصة للأشخاص العاملين فحين يقضي الشخص اثني عشر ساعة في اليوم في عمله ولا يملك إلا يوماً واحداً في الأسبوع ليبقى في يوم العطلة مع عائلته المقربة ويلتفت لقضاء أموره الشخصية التي ترتبت عليه أثناء فترة انشغاله ويأتي أحدهم للمطالبة والإلحاح عليه من أجل أن يسلبه هذا اليوم فهو (اغتصاب للوقت) وعندما يشعر المرء بأن خطابه أو لقاءه مع أحدهم يجلب له التوتر ويشعره بعدم الراحة ولكنه محرج منه ولا يرغب بأن يشعره بالنفور وبأنه شخص منبوذ من قبله.

فيضطر للتواصل معه والاستجابة لدعواته المتكررة حياءً فهو (اغتصاب للوقت) وعندما يمطرنا أحدهم بوابل من الرسائل الكتابية على برامج الماسنجر والواتس وغيرها معتقد أن لا أحد غيره الآن يكلمنا ويتذمر من الانتظار قليلاً ريثما نرد عليه ولا يخطر في باله أننا نحاول أحياناً الإجابة على عشر أشخاص مع بعضهم البعض ومع ذلك يسترسل بالكلام على أشياء غالباً ماتكون غير مهمة وهي مجرد تمضية لفراغه فهو (اغتصاب للوقت) يسلبون منا وقتنا ولا يعلمون أنهم يغتصبونه عنوة عنا وأننا قد نستحي أن نتذمر في وجههم ويعاتبوننا بتواصلنا إذا خاطبناهم من أجل فائدة ما ويعتبرونها فقط للمصلحة ولكن بالمقابل عندما يحتاجون لنا سيجدون أننا نلبيهم ونعطيهم من وقتنا رغم انشغالنا ولن نجد من يفهمنا إلا من يعاني نفس المشكلة التي نتعرض لها وهي عدم تقدير الوقت واحترامه من قبل البعض وتجاهلهم لوجود غيرهم من حولنا وتناسيهم أنهم ليسوا الوحيدين في حياتنا فلكل إنسان عالم محيط به من أصدقاء ومعارف وأهل وأبناء وعمل وهو يعلم كيف يقسم الوقت بينهم ويعطي كل واحد منه حيزاً حسب اللزوم والأهمية .