الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

"صحوة" بين الموالين سببها الفقر.. ومسبّة بشار الأسد باتت أمراً اعتيادياً

14 فبراير 2021، 07:18 م
تشهد مناطق سيطرة النظام طوابير على جميع المواد التموينية،
تشهد مناطق سيطرة النظام طوابير على جميع المواد التموينية،

بسام الرحال - آرام

اشتدت وطأة الأزمة الاقتصادية على الموالين لنظام الأسد في مناطق سيطرته، وخاصة بعد التدهور الأخير الذي شهده سعر صرف الليرة السورية، ما جعل أسعار الخدمات والمواد الأساسية تحلق عالياً، وولّد حالة من السخط والاستياء بسبب عدم كفاية الأجور التي يتقاضونها في تأمين أبسط مقومات الحياة.

استطاعت شبكة "آرام" عبر تواصلها مع أشخاص (قاموا بإجراء تسوية) في مناطق سيطرة النظام ويخالطون الموالين، إلقاء نظرة عن كثب لمعرفة مدى الحالة التي وصل إليها هؤلاء.

شتم "قائد الوطن"

وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية، ويعيش في محافظة حمص، إن مسبّة ما يعرف سابقاً بـ "قائد الوطن" باتت أمراً طبيعياً بين الموالين أثناء أحاديثهم بين بعضهم، وذلك بعد أن عمق الفقر والعوز من جراحهم.

وأضاف أن حالة السخط هذه بدأت بالاتساع مؤخراً بسبب الإهمال المتعمد من حكومة النظام تجاههم، مع التذكير دائماً بأنهم قدموا أرواح أبنائهم في سبيل بقاء بشار الأسد على كرسي الحكم، والذي قابله بجعلهم يعيشون تحت خط الفقر.

وأكد المصدر، أن غياب مقوّمات الحياة الأساسية من كهرباء ومازوت وغاز، وشح هذه المواد وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بشكل لا يتناسب مطلقاً مع دخل الفرد، شكل حالة من التذمر في مناطق النظام.

وأشار إلى أنه من خلال الحديث مع العديد من الموالين في مكان عمله وأثناء ركوبه الباصات العامة وفي دوائر الدولة، فإنه بدأت تتشكل "صحوة" في صفوفهم، مفادها أن بشار الأسد سيكون عائقاً أمام أيّ انفراجة مستقبلية، وبات رحيله هو الحل.

كلام مصدرنا يتناغم مع الأحداث التي شهدتها المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد خلال الأشهر الماضية، حيث خرجت عشرات المظاهرات المنددة بالوضع المعيشي في الساحل السوري الذي يعتبر معقل المؤيدين، إضافة إلى نزول أبناء محافظة السويداء للشارع مطالبين بإسقاط النظام، بعد أن كانوا على الحياد طوال السنوات الماضية.

التذمر على شاشات النظام

وألقت الأزمة الاقتصادية والأوضاع المتردية التي يعيشها السكان بمناطق النظام ظلالها حتى على الدراما السورية، والتي لا تمرر إلا بموافقات أمنية، حيث امتلأت المسلسلات بالمشاهد التي تتناول حياة السوريين البائسة، وتصور الفساد المتأصل في كافة دوائر الدولة.

اقرأ أيضاً: ابنة صاحب محل فلافل بدمشق تشتري 3 سيارات فارهة بمبلغ خيالي

وخرج بعض هؤلاء الممثلين من إطار تمثيل الواقع المأساوي على الشاشات إلى الانتقاد العلني بشكل صريح وتحميل بشار الأسد مسؤولية ما يجري، رغم إعلانهم بمناسبات عديدة خلال السنوات الماضية بتأييدهم للنظام.

وكتبت الفنانة شكران مرتجى المعروفة بولائها الشديد للأسد على صفحتها في "فيسبوك": "سيدي الرئيس.. الشعب تعبان، مافي غاز مافي مازوت ما في بنزين مافي كهربا، إيجارات بيوت وصلت لمئات الألوف، مافي حليب أطفال وصل حق العلبة 11 ألف سوري. اللي ما مات من الحرب يموت من القهر والبرد والغلا، وتعبنا عتمة بدنا نطلع عالضو".

بذخ وترف أبناء المسؤولين

وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً تظهر العديد من أبناء المقربين لعائلة الأسد، وهم يتنعمون بملايين الدولارات في حياة استهجنها الموالين واعتبروها بعيدة عن حياتهم التي تضررت بفعل الحرب التي يخوضونها لحماية حكم بشار الأسد.

فبعد أن غابت أخبار عائلة آصف شوكت، الذي اغتيل في تفجير استهدف مبنى الأركان بدمشق عام 2012، عاد ابنه الشاب باسل، وهو ابن الأخت الكبرى لبشار الأسد، للظهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي في حفلات راقصة، وأمكنة فارهة.

وظهر باسل مع مجموعة من أصدقائه وهم يحملون أسلحة ويقودون سيارات فارهة، ويمثلون مشهداً من مشاهد العصابات بقيادته.

وظهر أيضاً محمد مخلوف ابن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، الذي بدأ مؤخراً نزاعاً مع ابن عمته بشار الأسد بسبب الخلاف على الملايين التي سرقها من أموال الشعب السوري خلال سنوات حكم عائلة الأسد.

الصور أظهرت محمد مخلوف، إلى جانب بعض السيارات الفارهة في مدينة دبي، بينما ظهر في أخرى راكباً على دراجة هوائية، وخلفه سيارات مرافقة بمنطقة يعفور في دمشق، التي  جلبت سيلاً من التعليقات المستهجنة بين الموالين.

ابن رامي مخلوف.jpg

تنفيس المواطن

ورغم اتباع النظام لسياسية "التنفيس" للموالين عبر السماح ببعض الانتقادات للحكومة وتحميلها كامل المسؤولية لتصوير "قائد الوطن" بأنه بريء وهو المخلص، إلا أن هذه الخطط باتت لا تنطلي عليهم بسبب الخطابات المستهلكة التي يكررها بشار الأسد ومسؤولية، والتي أيقن الموالون أنها لا تغني ولا تسمن من جوع.

وتشهد مناطق سيطرة نظام الأسد حتى تاريخ كتابة هذا التقرير طوابير على جميع المواد التموينية، بما فيها طوابير الخبز، وأخرى على محطات الوقود، أصدر على إثره النظام قراراً بمنع تصوير الازدحام ونشره على مواقع التواصل، تحت طائلة العقوبة والمحاسبة.

شاهد إصداراتنا: