الثلاثاء 23 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

ماهر الأسد أصل الإجرام في سوريا

16 فبراير 2021، 03:42 م
ماهر الأسد.jpg
ماهر الأسد.jpg

هالة القدسي

صحفية سورية

16 فبراير 2021 . الساعة 03:42 م

وحش لا يعرف الرحمة، وبطل لا يستطيع النوم إذا سافر شقيقه خارج البلاد هو أصل الفساد في سوريا ورجل المهام القذرة وعراب تهريب الآثار السورية إنه ماهر الأسد.

ولد الابن الثالث لحافظ في دمشق عام 1967 أي قبل ثلاث سنوات من استيلاء أبيه على الحكم في سوريا ونشأ في الظل بعيداً عن الأضواء .

درس الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم أول مهندس قيادي.

تزوج “منال جدعان” ابنة محافظة دير الزور، وأنجبا ثلاثة أولاد ولكن الزواج لم يحل بينه وبين اللهو والسهر ومصاحبة الصبايا وإهداء من يحبهم سيارات فارهة وخاصة الجنس اللطيف.

تعتبر " الكيغ- بوكسينغ" رياضته المفضلة حيث لا ينهي تدريباته حتى يرى الدماء تسيل من خصمه، ويشاركه هذه الرياضة صديقه عمار ساعاتي رئيس اتحاد الطلبة في سوريا.

عُرف بين عائلته بحدة طباعه وتهوره، حيث اكتسب سمعة بميله الى العنف المفرط وعدم اتزانه النفسي مما حرمه فرصة "خَلَفِ أبيه" واستُبدل ببشار الذي يفتقر إلى الخبرة العسكرية والطموح السياسي.

نسر ونجوم

تدرج ماهر الأسد في الرتب العسكرية بسرعة ملفتة للنظر فمن عقيد إلى عميد إلى لواء برتبة ركن في الجيش السوري، ورئيس لألوية الحرس الجمهوري.

لطالما لازم شقيقه باسل الأسد الذي توفي في حادث سير عام 1994، وكان الفارسُ المظلي يشرف على تدريباته؛ حيث تولى تدريبه مذ كان نقيبَ كتيبة المهام الخاصة، التي تعتبر الانطلاقة الأولى له.

أجرى دورات قفز مظلي وتولى قيادة اللواء 42 دبابات في الفرقة الرابعة، والتي تعد أعلى تشكيل عسكري في سوريا وهي مزودة بأحدث التجهيزات .

وما لبث عاماً واحداً حتى تحول إلى قائد للفرقة بأكملها، وهي التي كانت تحمل اسم سرايا الدفاع سابقاً عندما أسسها عمه رفعت الأسد وارتكبت مجازر الثمانينات، وخاصة في مدينة حماة.

تنسب إلى ماهر رسمياً مهمةُ قيادة قوات النخبة في الجيش السوري، وهي فعلياً مجموعات من الشبيحة وفرق من الميليشيات المسلحة المؤيدة لنظام الأسد.

كما أنه بعد أسابيع من تولي بشار رئاسة البلاد وقع الاختيار على ماهر ليصبح عضواً في اللجنة المركزية لحزب البعث وهى ثاني أقوى هيئة داخل الحزب

 

سجل دموي

أولى مهام ماهر الدموية بعد تولي بشار السلطة كانت قمع الانتفاضة الكردية عام 2004 حين ارتكب عناصر الفرقة الرابعة تجاوزات كبيرة بحق الكُرد في المنطقة الشمالية الشرقية

ثم مجزرة سجن صيدنايا عام 2008 حيث أخمد ثورة السجن حين اختطف السجناء 400 جندي، فقتل 25 سجينًا من أصل 10 آلاف أثناء هذه الحملة ثم ظهر في فيديوهات وهو يلتقط صوراً بهاتفه لجثث السجناء الممزقة .

فيما أكدت صحة الفيديوهات شقيقة زوجته مجد جدعان التي تعيش في واشنطن والمعروفة بأنها معارضة شرسة لنظام الأسد.

ورد ذكر ماهر الأسد في سلسلة طويلة من الجرائم فهو المريض النفسي الذي يتمثل مرضه بالتلذذ في تعذيب البشر ورؤية الدم.

ومن أجل ذلك أشرف بنفسه على عملية منظمة وممنهجة لاغتصاب النساء والفتيات السوريات كوسيلة لتعذيب المعتقلين .

حيث يتم إحضار زوجة وبنات أي شخص يتم القبض عليه ويرفض الاعتراف تحت التعذيب فيقومون بانتهاك واغتصاب الزوجة والبنات أمام أعينه حتى يعترف ثم يقتلونه أمام عائلته.

و على الصعيد العائلي اتهم ماهر بإطلاق الرصاص بحضور والده حافظ على زوج شقيقته آصف شوكت في بطنه إثر خلاف سببه تدخل الأخير بأمور العائلة لتحله فوراً الوالدة أنيسة مخلوف وترطب الأجواء وتوزع المهمات والمسؤوليات حتى لا تتكرر هذه الأحداث الخطيرة على النظام وعلى العائلة.

أما في الخارج فقد ذُكر ماهر الأسد وآصف شوكت كلاهما في مسودة مُسربة لتقرير ميليس كمُشتبه بهما في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 الذي دفع حياته ثمناً لفتحه ملفات فساد آل الأسد في لبنان.

وبحسب المسودة فإن شاهدًا من أصلٍ سوري مقيم في لُبنان يدعي أنه عمل لصالح المخابرات السورية في لبنان ذكر أنه بعد أسبوعين تقريبًا من اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1559، فإن ماهر الأسد وآصف شوكت وحسن خليل وبهجت سليمان وجميل السيد قرروا اغتيال رفيق الحريري.

قاتل الثوار

مع بداية الثورة السورية عام 2011 تولت الفرقة الرابعة الدور الرئيس في عمليات القمع وحملات الاعتقالات التي ارتكبتها قوات نظام الأسد في درعا وريف دمشق وحمص وحماة وريفها .

حيث يعتبر اللواء ماهر الأسد المسؤول المباشر عن كافة الجرائم التي ارتكبتها الفرقة الرابعة والتي تلقت أوامراً منه بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين العزل .

وعلى الرغم من أنه لم يكن قائد الفرقة بشكل رسمي حتى نيسان من عام 2018، إلا أنه كان القائد الفعلي للفرقة منذ كان برتبة عميد.

ونتيجة لجرائمه المتكررة وسجله الدموي الحافل، ورد اسمه في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الصادر نهاية 2011

وتحدثت عن جرائمه أيضاً صحيفة دي فيلت الألمانية في تقرير لها سنة 2013 حيث وصفته بالمتوحش، وبأنه المجرم الذي يلعب دوراً في قمع الشعب السوري.

كما تم إدراج اسمه مع فرقته الرابعة وقائديه غسان بلال وسامر الدانا في عقوبات قانون قيصر يونيو 2020 .

‏بالإضافة إلى كشف صحيفة دير شبيغل وموقع دوتشه فيله الألمانيين عن وثائق تؤكد أن ماهر الأسد كان القائد العسكري الذي أمر مباشرة باستخدام غاز السارين في هجوم الغوطة في آب 2013 بتفويض مباشر من بشار الأسد والذي راح ضحيته ألف وخمسمئة مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وبناء على تورطه في هذه الانتهاكات والجرائم المروعة ضد الشعب السوري، فقد تم إدراج اسمه في قوائم العقوبات البريطانية والأوروبية والكندية والأمريكية.

شركاء يتقاسمون الخراب

استعان ماهر الأسد بمجموعة من قادة الألوية بالفرقة الرابعة لتنفيذ جرائمه على الشعب السوري قبل بداية الثورة وبعدها أبرزهم: أوس أصلان، واللواء جمال يونس، والعميد جودت إبراهيم الصافي، والعميد غسان بلال، والعقيد غياث دلّا.

كما تشارك لتمويل جرائمه وتشكيل الميلشيات الطائفية مع رجال أعمال يمثلون واجهات للشركات العملاقة التي يمتلكها أو يمتلك فيها حصصاً كبيرة.

ومن أبرزهم: رجل الأعمال محمد حمشو، وسامر فوز وهاشم العقاد وخضر طاهر العلي الذي يعتبر الذراع الاقتصادية والأمنية لـه، وذو الهمة شاليش شريكه الأساسي في كسّارة لبنان وغيرهم ممن يديرون شركات آل الأسد التجارية .

بالإضافة إلى امتلاكه جهازاً أمنيًا خاصاً يسمى "مكتب الأمن" الذي كان يترأسه العقيد غسان بلال وله سجن خاص به يترأسه ابن عمه رئيس الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة المقدم هلال الأسد.

كما يمتلك ماهر عشرات العقارات والأراضي بالإضافة إلى عدد كبير من البيوت والفيلات والمحال التجارية باسمه، وذلك في المنطقة العقارية المسماة جوبة دريوس والتابعة إدارياً لمدينة صلنفة بريف محافظة اللاذقية .

يدير ماهر عددًا من المشاريع التجارية المختلفة في لبنان عبر "ميزر نظام الدين" وصهره خالد ناصر قدور، الذين يشكلون هيئة وكلاء لأعماله الخارجية، وكان ميزر نظام الدين هو مدير عام لمحطة إذاعية في سورية.

وعن طريق إميل لحود ورستم غزالة تم تهريب أموال لرامي مخلوف الموظف لدى بشار الأسد، وهذه الحسابات موجودة في سويسرا باسم بشار الأسد ، ولكنها لا تحمل اسماً شخصياً وإنما حساباً رقمياً.

عمل "شبل الأسد" في غسل أموال بعض المسؤولين العراقيين الفاسدين من النظام السابق وتهريبها من العراق.

كما تم تبيض الأموال العراقية بطريقة (النفط مقابل الغذاء) لصالح العقيد ماهر الأسد حيث تم إدخال المبالغ إلى لبنان وتم تبيضها ونقلت إلى بنوك أخرى عربية عبر بنك المدينة وبنك الموارد.

وكان المشرف الأمني على هذه العملية العميد رستم غزالة، حيث تم إدخال مبالغ هائلة بأسماء وهمية وصفقات مشبوهة، وعقود تصدير وهمية.

 

رجل المهام القذرة

يعتبر شقيق بشار زعيم المافيا العاملة تحت سلطة نظام الأسد في تهريب الآثار السورية خارج البلاد وتجارة المخـدرات والأسـلحة والدخان والأدوات الكهربائية، والتي يتم تهـريبها إلى داخل البلاد عبر لبنان وتركيا.

ولطالما كان فعالاً في دعم وتسهيل تهريب المخدرات من لبنان إلى أوروبا، وكان من بين عملائه المميزين يحيى شمص، المعروف بثرائه الفاحش وزعيم تهريب المخدرات اللبنانية وصاحب مزارع الخشخاش في البقاع، التي كانت محمية من قبل ماهر الأسد حماية أمنية وعسكرية أكثر من حماية حدود سوريا مع إسرائيل.

تسلم ماهر الأسد شخصياً عام 2000 ملف الاتصالات السرية مع إسرائيل بواسطة الإعلامية ماريا معلوف التي ربطته مع تاجر سلاح من أصل لبناني مقيم في بريطانيا فيما جرت المحادثات والاجتماع مع الإسرائيليين في إحدى الدول العربية والذي كان ينسق الاتصالات من الجانب الإسرائيلي مدير عام وزارة الخارجية ايتان بنتسور.

 

الفتى الغامض

يحيط ماهر الأسد نفسه بهالة من السرية والغموض الذي يتناسب طرداً مع هالة السادية التي يمارسها، وغالباً ما تكون المعلومات المتوفرة عنه شحيحة ومتضاربة للغاية، إذ يندر ظهوره في أماكن عامة مرتدياً بيجامة ونظارات باللون الأسود .

غالباً ما يتردد خبر مقتله، فيما رجح الكثيرون أن يكون قد فقد إحدى ساقيه عقب تفجير مبنى الأمن القومي عام 2012، حيث لم يظهر إلى العلن منذ ذلك الحين.

يحرص رجل الظل على التنقل بسيارة مصفحة وطائرة يبدلها في كل مرة كما يتجنب التحدث عبر الهاتف، ولا تمتلك وسائل الإعلام له إلا مجموعة محدودة من الصور يعود معظمها إلى عام 2000 حين شارك في جنازة والده.

يرفض "ماهر الأسد" الخروج خارج سوريا لأي سبب كان وتكرر رفضه لزيارة أي من إيران أو روسيا بشدة، وطلب من المبعوثين الروس والإيرانيين أن يأتوه إلى مقر قيادته للفرقة الرابعة فهو حذر جدًا من أن تطوله عملية اغتيال إن ترك سوريا إلى أي من طهران أو موسكو.

ومن المعروف عن الرجل القوي المتخفي خلف عرش البطش والقادر على تنفيذ المهام القذرة أنه لا يتمكن من النوم في فراشه خوفاً من الاغتيال عندما يغادر شقيقه بشار البلاد.

شاهد إصدراتنا: