الأحد 07 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

العدالة النائمة

17 فبراير 2021، 04:19 م

حينما توجد العدالة تنتشر السعادة ويتحقق القانون ويسمو الحق وتنجح المجتمعات

العدالة هي مفهوم تعني عدم الانحياز في محاكمة أي إنسان لأي أمر، وهي رؤية إنسانیة للمحيط الذي يعيش فیه‌ کل فرد شرط أن ینظم هذه‌ الرؤیة قانون وضعي یشارك في صياغتها الکل بعيداً عن التحکم، والعدالة عكس الظلم والجور والتطرف، أهداف العدالة الإنصاف والمساواة والتوازن وعدم التعدي وحماية المصالح الفردية والعامة وهي مفهوم أخلاقي يقوم على الحق والأخلاق، والعقلانية، والقانون، والقانون الطبيعي والإنصاف. نظريات العدالة لا تختلف اختلافا كبيرا من مجتمع إلى آخر ولكن تطبيق مفاهيمها يختلف وعند اختلاف المفاهيم لا يمكن أن تتواجد العدالة فالعدالة هي القوانين الطبيعية التي وجدت مع وجود الكون وتحقيقها فيما يتعلق بالبشر يرتبط بمدى إدراكهم وفهم للرسالات السماوية التي توضح ما أراد منهم خالقهم.

لكن هذه العدالة حينما تنام فنحن أمام مجتمع ظلم وفساد ورشوة يأكل القوي لحم الضعيف ويشرب الغني من كأس الفقير ويرتفع فيه الظالم ويقع في المظلوم ويسود الظلام وتتأخر شمس الحق في الظهور

وقد استمرت سنوات نوم العدالة كثيرا ولمرات ولفترات كثيرة

حيث يخلق سلطان جائر وقاضٍ مرتشٍ

وزعيم ظالم يجبرون العدالة على دخول مرحلة النوم الشتوي بعد إطعامها سما تستغرق فيها السنوات حتى تستيقظ

يحقق فيه هؤلاء الأشخاص المسيئين ذاتهم ويجمعون ثرواتهم حسب اعتقادهم رغم خسارتهم لحب الناس وخسارتهم لضميرهم الميت

وخلال فترة نومها يمنع البشر من الكلام والاعتراض ويصنع مشاهد من الفقر والجوع والتعب تترك الإنسان في هذا المجتمع يركض دوما للحصول على لقمة عيشه وعيش أبنائه

ينشر المفسدون الجهل والأمية والضعف في المجتمع وينمون الفكر السيئ ويشجعون أتباعه

 ويحاربون كل صاحب فكر منير أو منهج قد يكون يوما ما سببا في استيقاظ العدالة وكسر صورة الظلم المفروض

إن فرسان العدالة ما أن صاروا جاهزين في يوم من الأيام إلا سيقومون بثورات حق لكسر زجاج الظلم والاسوداد وإدخال أشعة العدالة البيضاء

كثيرا ما سطرت لنا صفحات التاريخ فرسانا للعدالة كتبوا بحروف من ذهب قصصا عن أخلاقهم فمن عمر بن الخطاب الذي شهد بعدالته رسول كسرى حينما أنشد واصفا

وراع صاحب كسرى أن رأى عمرا ..

 بين الرعية عطلا وهو راعيها

وختم قائلا :

أمنت لما أقمت العدل بينهم

فنمت فيهم قرير العين هانيها

وعمر بن عبد العزيز الذي جاءه خازن بيت المال يخبره أن الصدقات قد وزعت ولم يعد في أرجاء الدولة فقير أو محتاج وبيت المال مليء بالذهب

فقال انثروا القمح على ذرا الجبال كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين

إلى صلاح الدين الذي رفض أن يبتسم حتى يحرر بيت المقدس من الصليبين

وغيرهم الكثير إلى يومنا هذا

إن العدالة النائمة لا تستفيق حتى يقوم شخص أو أشخاص أصحاب ضمائر بإيقاظها رغما عن أنوف الظالمين حينها يسود الحق وتشرق شمس العدالة معلنة النصر

(إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) حديث قدسي