لارا أحمد:
تواصل الفصائل الفلسطينيّة الوطنيّة مباحثاتها حول آليات إجراء الانتخابات المقبلة، التي ستكون أوّل انتخابات عامّة يشارك فيها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربيّة وغزّة منذ قرابة 14 سنة. وتناقش الطبقة السياسيّة الحاليّة آليات الرقابة وضمان حسن سير الانتخابات، إضافة إلى مسائل أمنيّة وترتيبيّة أخرى.
وفي سياق الانتخابات العامّ، نقلت مواقع إخباريّة فلسطينيّة وأخرى عربيّة مواقف بعض قيادات حماس ممّا يجري الآن في الساحة الوطنيّة. وقد بدت قيادات الحركة في الآونة الأخيرة متفائلة بالمسار الذي اتخذته فلسطين، إلّا أنّ هذا لا ينفي وجود مخاوف حقيقيّة لدى الحركة تعكس انعدام الثقة بينها وبين فتح.
جدير بالذّكر أنّ الماضي الذي يجمع فتح بحماس يجعل عمليّة المصالحة أمراً عسيراً، على خلاف ما يتوقّع الكثير ممّن لا دراية لهم بالشأن الفلسطينيّ في العقديْن الماضيين.
وقد أكّد قياديّ من حركة حماس لوسائل الإعلام الفلسطينيّة أنّ الحركة تناقش وسائل وآليات حقيقيّة لضمان حقّها في الانتخابات القادمة، ويعود ذلك بالأساس إلى تخوّفها من حصول اعتقالات لممثلي الحركة في الانتخابات التشريعيّة، سواء كانت السّلطة الفلسطينيّة أو سلطة الاحتلال مسؤولة عن هذه الاعتقالات. القياديّ ذاته أكّد أنّ الحركة تعمل الآن على إقناع الناخب الفلسطينيّ بمشروعها الوطنيّ مقابل إضعاف حظوظ فتح، لأنّ ذلك سيساهم في تعديل الكفّة وتجنّب تغوّل فتح على السّاحة.
في المقابل، تعمل السّلطات الأمنية بالضفّة الغربيّة على تشديد مراقبتها للأموال والأسلحة التي يقع تداولها في المنطقة، من أجل تجنّب وجود دوائر غير قانونيّة تابعة لحماس تحاول التغلغل في المنطقة.
لا يزال هناك الكثير لتفعله الفصائل الفلسطينيّة، وخاصة حركتا فتح وحماس، من أجل تجاوز صراعات الماضي، ويرجّح المراقبون أنّ المصالحة الوطنيّة مسار طويل، قد يستغرق سنوات.