عرض برنامج "ستون دقيقة" الذي تبثه محطة "CBS" الأمريكية، مقابلة حصرية لأول مرة مع المصور السوري "قيصر" الذي سرب آلاف الصور لضحايا معتقلات نظام الأسد التي تكشف حجم جرائمه التي ينفذها ضد الشعب السوري.
وقال "قيصر" الذي كان يعمل مصوراً عسكرياً لدى نظام الأسد خلال المقابلة: "تركز عملي منذ عام 2011 على تصوير جثث الذين قتلوا جراء التعذيب في فروع المخابرات المختلفة.
وأضاف أنه "من بين الضحايا ستجد أن بعضهم مات مصعوقًا بالكهرباء، أو بالأسلحة البيضاء مثل السكاكين وكوابل حديدية".
وأشار "قيصر" إلى أنه استطاع نقل الصور التي التقطها لصديق له يدعى "سامي" وهو اسم مستعار، والذي كان يحفظ الصور على معدات تخزين.
وتظهر الصور كيف أن نظام الأسد لم يكن مهتماً بالتعريف بأسماء القتلى، حيث كانت توضع عليهم ثلاثة أرقام، تكشف رقم المعتقل، وفرع المخابرات الذي مات فيه، ورقم تسلسلي يتعلق بتعداد الجثث.
وأوضح "قيصر" أن التعذيب الظاهر على أجساد القتلى يظهر أنهم تعرضوا له لأشهر طويلة، حيث كانت أجسادهم نحيلة وعلامات التعذيب ظاهرة عليهم.
“The moment that I received [the photos] is a moment that I will never forget,” says Syrian Emergency Task Force’s Mouaz Moustafa about receiving thousands of photos of civilians, allegedly tortured to death by the Assad regime. https://t.co/HT0TG4Ioy6 pic.twitter.com/0k3GMtAm69
— 60 Minutes (@60Minutes) February 22, 2021
ونقل برنامج "ستون دقيقة" شهادات من أشخاص تعرضوا للتعذيب، حيث قال أحدهم إنه رغم الجحيم الذي كان فيه خلال التعذيب، إلا أنه كان يعتصر ألمًا على صراخ طفل لا يتجاوز عمره 13 عاماً، ينادي على والدته بعدما سُكب الماء الساخن عليه.
من جهته، قال رئيس لجنة العدل والمساءلة الدولية، ستيفن راب، الذي شارك في المقابلة، وهو دبلوماسي أميركي سابق ومتخصص في شؤون العدالة الجنائية الدولية، إنه تم التحقق من 900 ألف وثيقة رسمية تدين نظام الأسد.
ولفت إلى أن الأدلة التي أمضت اللجنة سنوات في أرشفتها، تضم صوراً ووثائق ومراسلات بين فروع الاستخبارات ولجنة أمنية، كان قد شكلها الأسد لقمع التظاهرات، والتي كانت تعرف باسم "خلية إدارة الأزمة المركزية".
وأكد راب أن بشار الأسد، كان يشرف بشكل مباشر على تنظيم سياسات القمع والتحقيق والتعذيب، مستدلاً بذلك على وجود اسم الأسد في العديد من الوثائق والتقارير الموثقة.
اقرأ أيضاً: الكشف عن عميل أمريكي خدم في مخابر نظام الأسد الكيماوية 14 عاماً
ودعا إلى ضرورة محاسبة الأسد ونظامه، حتى لا تبقى جرائم التعذيب والقتل من دون عقاب للمتسببين أو المنظمين لها، مؤكداً أنه متفائل باحتمالية نجاح محاكمة الأسد خاصة في ظل توفر دلائل ووثائق مؤكدة تظهر النظام على حقيقته.
وتسببت جرائم نظام الأسد في سوريا بأكبر موجات تدفق للاجئين في المنطقة، وهذه الوثائق ستجعل تلك الجرائم قابلة للمحاكمة في بعض دوائر الاختصاص، مثل الدول التي يحمل فيها الضحايا السوريون جنسية مزدوجة، وفق ما قال راب في تصريحات سابقة.
“We've got better evidence against [Bashar al-Assad and his regime] than we had against the Nazis at Nuremberg,” says Stephen Rapp. “[T]he Nazis didn't actually take individual pictures of each of their victims with identifying information on them.” https://t.co/RAzwSgAuV7 pic.twitter.com/XzqDt8pwDM
— 60 Minutes (@60Minutes) February 22, 2021
شاهد إصداراتنا: