زهران قُتل مقصوفاً وهو يدافع عن شعبه، ورزان "قُتلت" مغدورة وهي تدافع عن شعبها.
كلاهما اختار طريقته التي يحسنها، وكلاهما يشبهان الملايين منّا، وكلاهما يكمّل الآخر وضروري للآخر وأخٌ للآخر.
هناك بعض المتذاكين الذين يريدون أن يقيسوا واحداً على الآخر، ويقيّموا قائدَ جيشٍ يحمل السلاح ويقاتل ويقصف ويدير الحرب في ميدان المعارك بناشطة حقوقية تؤرشف وتوثّق وتناضل في ميدان الحقوق.
وهذا من بِدع التفكّه والنرجسية واختلال جهاز المعايرة العقلية لصالح الحقد السياسي.
القائد العسكري يعيش تحت حكم الواقع ومستلزمات الصمود وطبيعة المعركة بكلّ تضاريسها، وهو مسؤول عن آلاف الناس وحياتهم وأمنهم وحرّياتهم بل وغذائهم ودوائهم.. سيعمل ويخطئ ويتعثر ويفاوض.. وقد يستسلم.
والناشط الحقوقي مجاهد في ميدانه، لكنّه في خانة نفسه ومسؤوليته الفردية، ولايقاس هذا بذاك.
فإلى أولئك الذين يريدون من زهران أن يكون ك"رزان" حتى ينال إعجابهم: أنتم تريدون ثورة اليد المكفوفة والخدّ الملطومة وكعبُ المستبدّ باقية على أفواه الملايين.
فميلشيات بني خُميان وقطعان بني ساسان وشبيحة بني قرداح لايردّها التأنّق والتوثيق وإدارة الخدّ الأيمن والأيسر.
وزهران ومن يشبهه يحتاجون إلى نضال "رزان" وقلمها وفكرها، ولاغنى لهم عنها ولا عمّن يشبهها.
فالسلاح والقلم، والحرب والفكر، والعسكر والسياسة، والحماس والحقوق.. كلّ هذا هو الثورة وأركانها، إن أردناها ثورة ناطقة تمشي على قدميها بين الناس إذا تكلّمت أسمعت، وإذا أطعمت أشبعت، وإذا ضربت أوجعت.