الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

روسيا تعزف على الوتر العربي لتعويم الأسد .. ومسار سياسي جديد لسوريا

12 مارس 2021، 02:35 م
بوتين والأسد - اجتماع الدول في قطر
بوتين والأسد - اجتماع الدول في قطر

عائشة صبري – آرام

تشهد الساحة السورية تحرُّكات دبلوماسية، تهدف لإعادة الملف السياسي إلى الواجهة، بعد فشل جولات اللجنة الدستورية الخمسة في العاصمة السويسرية جنيف، وانحسار مسار "أستانا" في كازاخستان.

وتلعب روسيا في هذه التحرُّكات الدور الأساسي لحماية مصالحها، ومحاولتها إعادة تعويم بشار الأسد مع اقتراب موعد انتخابه رئيساً لنظامه في سوريا للمرة الرابعة على التوالي منذ وفاة والده حافظ عام 2000.

ويُعرب محللون سياسيون عن أملهم في أن تؤتي هذه التحرُّكات ثمارها، لإنهاء معاناة الشعب السوري، تزامناً مع دخول الثورة السورية عامها العاشر، لا سيّما مع عودة، د. رياض حجاب إلى الظهور سياسياً، وهو يعدّ شخصية متوافق عليها لدى معظم السوريين.

وبشّر "د. حجاب" (رئيس الوزراء المنشق عن النظام) السوريين، بأنَّ سوريا "مقبلة على تحوّل كبير، والتغيير الحتمي قادم"، وأكد أنَّ "بشار الأسد يقترب من المحاسبة، ولا يمكن إعادة إنتاجه أو تعويمه".

تصريحاته جاءت عقب لقائه مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في العاصمة القطرية الدوحة، التي شهدت، الخميس، انطلاق مسار سياسي جديد تقوده تركيا وروسيا وقطر، إذ رأى سياسيون بأنَّه بديلٌ لمسار "أستانا"، وذلك عبر إقصاء إيران.

ويبدو أنَّ الروس أدركوا باستحالة الحلّ السياسي بمفردهم، أو عبر مسار "أستانا"، وبدأوا يشعرون بثقل الدور الإيراني، نتيجة الرفض الغربي له، ولأيّ محاولة إعادة تعويم النظام خاصة بوجود الإيرانيين.

ووفق الكاتب السوري فراس علاوي، لشبكة "آرام"، فإنَّ الروس حاولوا استباق تبلور الموقف الأمريكي تجاه طهران، عبر الذهاب إلى فرض الحلّ الروسي، وذلك باستقطاب الدول العربية.

اقرأ أيضاً: ما غايات روسيا من إشعال مناطق النفط شرق حلب؟

مقعد الجامعة العربية

وقال "علاوي": إنَّ روسيا بعد فشلها مع مصر والجزائر، "اتجهت إلى دول الخليج" المشطورة لتيارين، الأول تقوده قطر مقرب من تركيا، والآخر تقوده السعودية، فحاول وزير خارجيتها سيرغي لافروف "الوصول إلى نقطة ما" مع الطرفين.

وأضاف، أنَّ لافروف حاول مع السعودية والإمارات إعادة مقعد نظام الأسد لجامعة الدول العربية، لكنَّه فشل رغم دعوة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد لعودة النظام ورفع عقوبات "قيصر" عنه.

وبرأيه، أنَّ نظام الأسد لن يعود إلى مقعده في الجامعة العربية، لوجود عوائق كثيرة، أهمها "عدم وجود إجماع عربي لذلك، ورفض أمريكي وأوروبي".

ولفت إلى محاولات استثمار الموقف الروسي من قبل دول الخليج خاصة السعودية، وهناك مؤشرات لـ"صفقة ما"، قد بدأت بالظهور، لكنَّها ليست على المدى القريب.

وباعتقاد "علاوي" أنَّ لافروف "يُحاول تدوير الزوايا بما يتعلق بالملف السوري"، ربّما هو انتقال روسي من "التحالف الهش مع إيران، إلى التحالف مع الدول العربية بجانب تركيا"، وهو على ما يبدو بديلاً لمسار "أستانا" إذ دخلت قطر بدلاً من إيران.

ويتوقع أن نشاهد في الأيام القادمة "عزلة لإيران في سوريا"، ما يؤثر على الحلّ حسب تطور العلاقات الأمريكية - الإيرانية.

ويُجمل القول: بأنَّ هذا "الحراك الدبلوماسي" يُفيد القضية السورية "بإعادتها إلى الواجهة"، سواء صدرت عنه نتائج على المستوى القريب أو البعيد، لإعادة الحياة للملف السوري بعد توقفه لفترة زمنية انعكست سلباً على الشعب السوري.

بدوره، الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، أكد لـ"آرام" أنَّ "الإمارات لن تخطو أيّة خطوة بعيداً عن القبول الأمريكي"، فدول الجزائر ولبنان والعراق لا تصنع رأياً عربياً وإقليمياً، وغير قادرين على التأثير في الجامعة العربية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية، تُحاول روسيا إيجاد خرق مسبق في القطيعة الإقليمية والدولية التي يعيشها نظام الأسد، وبحسب "علوان" فإنَّها تلتفت مجدداً إلى الدول العربية ذات الثقل والتأثير الكبير.

وذلك، بالتزامن مع الموعد المفترض لتحديد لقاء جامعة الدول العربية، إذ تحتاج موسكو إلى دعم من دول الخليج العربي التي ماتزال تحسب حساباً للموقف الأمريكي الرافض لعودة نظام الأسد إلى الجامعة، والمحذّر من تطبيع العلاقات السياسية أو التعامل الاقتصادي معه.

المسار السياسي الجديد

بدأ إطلاق المسار التشاوري الثلاثي، (الروسي – القطري – التركي)، برغبة (تركية – قطرية) قبل خمسة أشهر، ووفق المحامي عمر إدلبي، فإنَّ معارضين سوريين دفعوا باتجاه هذا المسار.

وأوضح لـ"آرام" أنَّ السوريين بحثوا هذا التوجه مع القيادتين القطرية والتركية، بهدف إعادة القضية السورية إلى "ساحة التركيز الدولي والإقليمي، واستعادة تأثير الدور العربي".

وبيَّن مدير مكتب الدوحة‏ لدى "‏مركز حرمون للدراسات"، أنَّ التحرُّك تقف وراءه "قناعة روسية بأنَّ الحلّ في سوريا لن يكون بدون حوار ودعم حلفاء المعارضة"، حتى لو توصلت موسكو إلى تفاهمات مع واشنطن.

وأشار "إدلبي"، إلى سماع "لافروف" كلاماً واضحاً في الدوحة عن الاستعداد للمساهمة بوقف انهيار الدولة السورية (الوشيك) وفق خطة عملية تنفيذية واضحة، تفضي إلى تنفيذ كامل متدرج للقرار 2254، وبمرجعية أممية "لا علاقة لمسار أستانا بها".

واعتبر أنَّ التنسيق الثلاثي الجديد "فرصة ليخرج الروس من أزمة قد تورطهم أكثر في سوريا"، ويدعموا حلاً سياسياً يقود للانتقال السياسي، ويخرج بشار الأسد من السلطة، ويفتح أفقاً لإنهاء معاناة السوريين.

لكن هذا المسار قد يتوقف وينتهي قبل الجولة الثانية المزمع عقدها في العاصمة التركية أنقرة الشهر القادم، ما لم يظهر الروس جدية في اتخاذ إجراءات تسهل الحل السياسي. وفق "إدلبي".

وبحسب الأكاديمي في أمريكا صالح المبارك، فإنَّ الاجتماع الثلاثي في الدوحة، له "دور إيجابي في سوريا"، من خلال المباحثات "الجيدة"، قائلاً: لـ"آرام": "نريد إيجاد مخرج يوفي بالحدِّ الأدنى من مطالب المعارضة السورية".

وحول تشديد متحدث باسم الخارجية الأميركية، على "أهمية لجوء بشار الأسد وداعميه للحوار السياسي وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية"، رداً على تصريحات الإمارات، التي انتقدت فيها "قانون قيصر" الأميركي.

أفاد "المبارك" بأنَّ الإدارة الأمريكية جادة في تحسين صورتها، ومن ضمنها قضية حقوق الإنسان لذلك اتجهت لقضية خاشقجي وملف اليمن، وهي لا تستطيع إعادة العلاقات مع نظام الأسد لارتكابه الجرائم وفرض قانون قيصر، لذلك تحرص على "سمعتها أخلاقياً".

وذكر أنَّ الحزبين الجمهوري والديمقراطي لم يعد هناك مصارعة بينهما لاتخاذ أي قانون "إنسانياً"، مشيراً إلى أنَّ روسيا تسعى لحلّ في سوريا، لكن مصالحها أهم من بشار الأسد، وستتخلى عنه وقت ما تريد، لكنَّها تسعى لـ"أعلى سعر"، لرمي ورقة الأسد من يدها.

وفيما يخصّ دور السعودية، رأى "المبارك" أنَّها في "وضع محير جداً"، ويبدو لديها انفصال مع الرأي الإماراتي وهذا "مؤشر جيد"، أمَّا قطر فسياستها مجاملة الجميع، وتولي "دور المصالحة"، ومن الطبيعي أن تلعب هذا الدور في سوريا كما لعبته مع طالبان والحكومة الأفغانية.

وكانت جولة "لافروف" إلى دول الخليج، سبقتها مساعٍ روسية عبر الجزائر لإقناع الدول العربية بضرورة إعادة النظر في علاقات نظام الأسد وملف التطبيع مع إسرائيل، لكن الجهود الجزائرية التي كانت تعتمد عليها موسكو "لم تنجح" مع استمرار التردد المصري الذي لا يريد مخالفة الموقف العام العربي والغربي.

اقرأ أيضاً: السوريون قلقون على "كورونا" بعد إصابته بفيروس بشار الأسد

شاهد إصداراتنا