الثلاثاء 09 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

لغلاء المحروقات

شتاءٌ ثقيل على "إدلب" يدفع الأهالي للابتكار

28 نوفمبر 2019، 11:06 ص
بدائل للمازوت
بدائل للمازوت

عائشة صبري

صحفية سورية

28 نوفمبر 2019 . الساعة 11:06 ص

عائشة صبري - خاص آرام:

يُعاني أهالي محافظة إدلب شمالي سوريا من صعوبة الحصول على التدفئة مع حلول فصل الشتاء كضيف ثقيل محمل ببرد أقسى من برودة موقف المجتمع الدولي تجاه المجازر التي ترتكب بحقهم.

مخيمات لجوء عشوائية تغرق بمياه الأمطار، يموت بداخلها الأطفال من البرد، وعام جديد يقف فيه هؤلاء المنكُوبين عاجزين أمام العثور على طرق تجلب لأجسامهم شيء من الدفء والطمأنينة.

المعاناة تضاعفت في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات، والمواد الأخرى من مازوت وحطب، أو غيرها من وسائل كان الأهالي يستخدمونها للحصول على الدفء خلال الأعوام السابقة.

عبد اللطيف المحمد، أحد مهجّري حمص، يعيش في مخيم كفرلوسين شمالي إدلب يقول: "إن مادة المازوت بات استخدامها من الرفاهيات في إدلب، ولا يستطيع أي شخص كما في الماضي شراءها بقصد التدفئة، وذلك بسبب تكلفتها الباهظة والتي باتت لا تحتمل".

صعوبة التأمين

وأشار المحمد لـ"آرام" إلى أن سعر البرميل الواحد من المازوت المكرر وصل إلى 140 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير مقارنة مع الدخل المادي لمعظم سكان المنطقة.

وأضاف "معدل الحرارة بات لا يمكن تحمله دون مدافئ، وخاصة الأطفال، حيث تنخفض ليلاً بشكل كبير، بسبب تضاريس المنطقة الجبلية، فضلاً عن اهتراء الخيام وتعرُّضها للاقتلاع مع غزارة الشتاء لعدم وجود أرضيات صلبة مقامة عليها أثناء تشييدها".

تلك الحالة ليست الوحيدة، بل هناك شريحة واسعة من الأهالي والنازحين في محافظة إدلب تجد صعوبة بالغة في تأمين الوقود اللازم لإشعال المدافئ في هذا الشتاء، بسبب الغلاء الذي طرأ على المحروقات مؤخراً في المناطق المحررة.

السيدة أم عبدو التي تعيش في مدينة إدلب تحدثت عن قيامها بالتدفئة على الملابس البالية والأحذية القديمة، لغلاء المازوت من جهة، وصعوبة تشعيل الحطب في المدفأة من جهة أخرى، فضلاً عن غلاء الفحم وقشور الفستق الحلبي والببيرين ذو الرائحة الكريهة.

وتابعت لـ"آرام" "أقوم بشراء كيس كبير من الملابس البالية والأحذية بسعر 1500 ليرة سورية من محلات بيع الألبسة المستعمل المنتشرة بكثرة في إدلب، فأقص الثوب لأكثر من قطعة، وأُكورها، وأضع كل عشر دقائق أو أقل إحداها داخل المدفأة كأنها حطب".

وأوضحت أن كيس الثياب البالية يكفيها لمدة يومين تقريباً إذا أشعلت المدفأة في الصباح والمساء فقط، لكن في حالات البرد الشديد فلا بدَّ من إشعالها طول اليوم، ما يعني استهلاك أكبر من الألبسة، لافتة إلى عدم انبعاث روائح من هذا القماش.

في العراء

"تحت الصفر"، كذلك يصف المهجّرون والنازحون في المخيمات العشوائية عند الحدود السورية - التركية، حالهم، وسط خيام بالية غير آمنة، لا تصمد أمام الرياح والسيول، ولا تقي موجات البرد والصقيع التي تجتاح المنطقة مسجلة أدنى درجات حرارة على مستوى البلاد.

يستذكر أبو خالد في حديثه مع "آرام" معاناته مع عائلته السنة الماضية، بمدينة سرمدا شمالي إدلب قائلاً: "جرفت المياه عدداً كبيراً من الخيام من بينها خيمتنا، فأمضينا عدة أيام في العراء، وجمعنا العيدان وقطع الحطب والبلاستيك للتدفئة لحين نصب خيام جديدة".

ويضيف "هذا العام لن يختلف، خاصة مع انخفاض المشاريع الإنسانية من المنظمات والجمعيات التي تدعم الأهالي بالمحروقات شتاءً، لا سيَّما مع الارتفاع الجنوني في أسعارها، حيث عجز اللاجئون والمهجَّرون عن تأمين ولو جزء منها، بسبب قلة المال".

وتتنوع المدافئ التي يعتمد عليها أهالي إدلب في تدفئة أجسادهم، بسبب تنوُّع الوقود المستخدم للحرق، وتأتي مدفأة المازوت على رأس القائمة وتُباع وفقاً للحجم والنوعية، بسعر يتراوح بين 15 إلى 40 ألف ليرة سورية فما فوق.

تجاوز للتحديات

أما مدافئ الحطب فسعرها لا يتجاوز الـ عشرة آلاف ليرة سورية، في حين يصل سعر مدفأة قشر الفستق (التي اخترعها السوريون في مدينة مورك شمال حماة نظراً لتوفر أشجار الفستق بكثرة في تلك المنطقة) إلى 80 ألف ليرة سورية.

يُذكر أن أسعار المحروقات هذا العام تُعد مرتفعة إلى الضعف مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك بسبب انقطاع وصول مادة الفيول إلى الحراقات البدائية في الشمالي السوري بعد انطلاق عملية "نبع السلام" التركية.

فضلاً عن قصف مواقع حراقات النفط في ريف حلب الشرقي قبل عدة أيام من قبل طائرات روسية، وأيضاً ارتفاع سعر صرف الليرة السورية إلى 750 ليرة مقابل الدولار الواحد، ما زاد من سعر المحروقات المستوردة.


77420026_464802480818087_705929384640380928_n.jpg
photo_٢٠١٩-١١-٢٧_٢٢-٢٦-١٤.jpg