الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

بعد عقد من الثورة ..

"هذه هويتي" العبارة التي تعلّق بها ملايين السوريين .. أين أصبح أصحابها؟

17 مارس 2021، 03:12 م
الضباط المنشقين عن نظام الأسد
الضباط المنشقين عن نظام الأسد

عائشة صبري – آرام

تختلف الظروف التي واجهت المنشقين عن نظام الأسد، إبان اندلاع الثورة السورية في 15 آذار/مارس 2011، فمنهم من استشهد خلال المعارك، ومنهم من اعتقل أو قتل تحت التعذيب في سجون النظام، ومنهم ما يزال يعمل ضمن الجيش الوطني السوري.

فيما اختارت فئة منهم الابتعاد عن الساحة مزاولين مهن يعيشون منها إمّا في الشمال السوري أو دول اللجوء مثل تركيا وأوروبا، بينما يواجه آخرون محاكمات في دول أوربية بعد تقديم شكوى ضدهم بتهمة ارتكاب "جرائم حرب"، ومنهم "إياد غريب"، و"مجدي نعمة".

وبمناسبة مرور عشر سنوات على الثورة، التقت شبكة "آرام" مع عدد من الضباط الذين اتخذوا موقفاً للتاريخ مع الحقّ منذ الأيام الأولى، وذلك بعد تحوُّل الجيش في سوريا إلى أداة بيد الأسد لقمع الثورة، وانعدام الأمل في أيّة حركة جماعية مناهضة للأسد ضمن الجيش.

توقعات المنشقين

الناطق باسم الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود، المنشق عن الجيش منذ الشهر الثامن عام 2012، لا يحبّذ التوقعات "عندما يكون الإيمان بالنصر موجوداً"، ولو طال الزمن، فالشعب السوري سيكتب تاريخ ثورة مزينة بأعياد النصر.

وبرأيه، أنَّ الشعب مازال يقاوم رغم ما لحق به من قتل وتدمير وتهجير ونزوح، بمشاركة قوى الإجرام الدولي (إيران وروسيا) ورعاية الأمم المتحدة، التي راهنت على وأد الثورة، فلا يمكن لأيّة قوة إجرام "أن تبيد شعباً بأكمله".

من جهته، يتوقع العقيد الركن عبد الباسط طويل، للعام الحادي عشر للثورة أنَّ هناك الكثير من الترتيبات الداخلية ستكون في المكون العسكري والأمني للنظام، وستتكثف هذه الترتيبات في النصف الثاني من هذا العام، بما يُناسب تسوية يتم الإعداد لها.

ويعتقد، أنَّه سيكون هناك مجلس عسكري (معارض) في النصف الثاني من هذا العام لفترة محددة، وبمهام كبيرة وصلاحيات مقبولة، وربَّما يكون هناك غطاء من الكوادر السياسية مع هذا المجلس، لافتاً إلى أنَّ من هذا المجلس سيتم التوافق على البديل المستقبلي لبشار الأسد، وسيكون من ضمن الكوادر السياسية.

ويذكر "طويل" أنَّه لم يكن هناك أحد يتوقع أن يستمر النظام لمدة عشر سنوات، وهذا الاستمرار هو فقط بسبب التدخل الروسي بكلّ أنواع الأسلحة والوسائط ضد الثورة السورية، ومساندة الميليشيات الإيرانية للنظام منذ العام 2012، ولكن هذا لم ينقذ النظام، فكنا "نسمع صراخهم وسبباهم وكفرهم على وسائط الاتصال، عندما يتلقون ضرباتنا".

بدوره النقيب المهندس ضياء قدور، يقول لـ"آرام": إنَّه لم يتوقع أن يسقط النظام بسهولة كونه "نظام أمني وقمعي"، حكم السوريين بالحديد والنار لعقود طويلة، لكنِّه متأكد أنَّ التغيير قادم، وهو "تغيير حتمي"، لن تستطيع الأنظمة الدكتاتورية فهمه بعد.

وفي هذا السياق، تحدث "حمود" لـ"آرام" عن إيمانه بأنَّ الأسد "قد سقط منذ أولى الهتافات التي نادت بإسقاطه في ساحات الحرية"، حيث كسرت حاجز الخوف لدى السوريين، مستدركاً: "لكن لمعرفتي بواقع وبنيه الجيش السوري إضافة إلى الواقع الدولي، كنت أدرك أنَّ طريق الثورة طويل".

وأضاف أنَّ "التضحيات كانت كبيرة، وهذه الرؤية تعزّزت بعد السنوات الأولى وما جرى خلالها من أحداث أدت إلى انحراف السلاح عن هدفه الأساسي، مع إدراكي لمستوى الخدمات التي كانت منوطه بالنظام يقدمها للمجتمع الدولي وتعززت هذه النظرة بما جرى من تفاهمات دولية تلت استخدام الأسد للسلاح الكيماوي ضد الشعب".

الالتحاق بالجيش الوطني

الرائد "حمود" المنحدر من جبل الزاوية جنوب إدلب عام 1975، توجه بعد انشقاقه إلى ريف حلب الشمالي، حيث شارك في غرفة عمليات حصار مطار الكلية الجوية (كويرس)، وتنقل في العديد من فصائل الجيش الحر، وعلى العديد من جبهات القتال.

وحاول العمل على نقل ما يملك من معلومات تُفيد مقاتلي الجيش الحر، وتساهم في رفع كفاءتهم العسكرية، وأهمَّها الروح المعنوية للمقاتل، وبعد معركة "درع الفرات" عام 2017، شارك باجتماعات تأسيس الجيش الوطني باعتباره "مظلة عسكرية تجمع كافة الفصائل ضمن هيكلية عسكرية".

ويؤكد "حمود" على العمل للارتقاء بواقع المنطقة المحرّرة نحو الأفضل، لتكون إلى جانب المؤسسات الأخرى، نحو الاستقرار والأمان، إضافة إلى تمسُّكها بوحدة الهدف الثوري، المتمثل بالعمل على إسقاط كافة "أشكال الإرهاب" وعلى رأسها "إرهاب نظام الأسد".

بدوره النقيب "قدور"، من مواليد منطقة الحولة شمال حمص عام 1988، بعد انشقاقه عن الجيش عام 2012 وعمله في المجلس العسكري لثوار الحولة خلال فترة حصار النظام لأكثر من خمس سنوات، التحق بالجيش الوطني بعد وصوله لشمال حلب عام 2018.

وبيّن رئيس قسم الترجمة والنشر في إدارة "التوجيه المعنوي"، أنَّ ذلك لكونه يُشكّل "بارقة أمل لتأسيس جيش وطني"، يشمل كافة مكونات الشعب السوري دون تمييز، وتكون مهامه الأساسية تتركز على حماية حدود الوطن وأبنائه، لا قمعهم وقتلهم وتشريدهم كما يفعل "جيش الإجرام الأسدي".

منشقون مستقلون

كان لانشقاق النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنحدر من بلدة عقربات شمال إدلب عام 1978، عن إدارة الحرب الكيميائية في 1/ 2/ 2012، أهمية كبيرة لما له من "كشف نية النظام استخدامه للسلاح الكيماوي لقمع الثورة".

ويقول لـ"آرام": "كنا ننتظر ثورة السوريين منذ انطلاقة الربيع العربي من داخل ثكناتنا في الجيش حتى انطلقت ثورتنا العظيمة، وكانت الحقيقة مفاجئة لنا، سرعة إدخال الجيش في المواجهة مع الشعب، لذلك كان تفكيرنا في اتخاذ موقف للتاريخ مع الحقِّ منذ البداية".

ويردف: "نحن في إدارة الحرب الكيميائية، كان لنا حافز أكبر، فقبل بدء تسليح الثورة المتعمد والمدروس، كان هناك نية وتجهيز للنظام بإدخال السلاح الكيميائي واستخدامه ضد الشعب، فكان انشقاقي كموقف طبيعي لأيّ ضابط أدى القسم لحماية وطنه وشعبه وأرضه".

وكانت شهادة النقيب "عبد السلام" للإعلام ولجهات دولية "مبكرة" عن نية النظام استخدام "أسلحة الدمار الشامل"، مضيفاً: "عملت في اختصاصي لسنوات في التدريب والوقاية وفرق الطوارئ، وفي مختلف الكتائب في الشمال المحرّر، وآخرها كمتحدث لحركة نور الدين الزنكي".

ويستدرك: "لكن تغيّر الظروف الإقليمية والدولية، ودخول قوى لسلب القرار الثوري الوطني، والعشوائية المدروسة في التعاطي مع فصائل الثورة ومنهجية إبعاد الكوادر، اضطرتنا نحن أغلب الضباط للابتعاد مؤخراً"، لافتاً إلى ما أفرزته الثورة على مستوى الثقافة والتعليم العالي.

ويخصّ "عبد السلام" بالذكر "جامعة الشام العالمية" ذات المستوى المتطوّر الذي يحاول اللحاق بأفضل طرق وأساليب التعليم واختصاصاته، قائلاً: "أتاحت لنا استغلال الوقت ومواصلة تحصيلنا العلمي في كلية العلوم السياسية كاختصاص مميّز في دراسات الحرب، لنكون فاعلين في سوريا الحرة التي ننشدها حتى تحقيق النصر".

ومن الضباط من اختار الابتعاد عن الساحة العسكرية، ومنهم العقيد أحمد الشيخ، المنشق في 18 / 11 / 2011، وأوضح لـ"آرام" أنَّه عمل مع الأركان الأولى بقيادة اللواء سليم إدريس، والأركان الثانية بقيادة العميد الركن عبد الإله البشير، إلا أنَّه استقال منها.

ويقول لـ"آرام": "عملت كقائد عسكري في لواء أحفاد الرسول لمدة 48 يوماً، واستقلت لاكتشافي أنَّ تركيبتها شبيهة بتركيبة النظام بطريقة أو بأخرى من حيث المحسوبيات واللحاق بالأموال، ثم عملت بعدها بطلب من الشيخ توفيق شهاب الدين، كقائد عسكري وبرفقتي أربعين ضابطاً في عام 2017".

ويردف أنّه استقال أيضاً بعد مُضي ستة أشهر حاول خلالها بشتى الوسائل التنظيم، ولكن لم يستطع، حيث أخبرهم عند انسحابه بأنّه "فشل في الإصلاح"، مشيراً إلى أنَّه أقسم حينها بالله بألّا يعمل إلا إذا تم "تشكيل وطني حقيقي"، كما تواجد في مخيم الضباط لمدة سبعة أشهر، ليلجأ بعدها إلى العمل المدني عبر مكتب عقاري.

وبالنسبة للثورة، فبرأي "الشيخ" المنحدر من بلدة عقربات شمال إدلب عام 1967، بأنَّها لن تنتصر، ولن يحصل أيّ تغيير في سوريا، "إلا بتدخل إلهي"، وحول عدم لجوؤه لخارج سوريا، أكد أنَّه رفض الفرص التي أتيحت له ولعائلته، بسبب تعلّقه في وطنه ورغبته في العيش بكرامة، رغم سوء الظروف المحيطة.

وبدوره العقيد "طويل" تحدث لـ"آرام" عن حصوله على فيزا لعائلته للانتقال إلى فرنسا في نهاية عام 2014، للحاجة بأن يستمر أولاده بتحصيلهم العلمي، وبعد مُضي شهرين من تأمين عائلته، عاد إلى تركيا، لمحاولة إيجاد وسيلة أخرى لمتابعة العمل في الجيش السوري الحر.

وأفاد بمواجهته "صعوبة باستمرار العمل مثل السابق"، لتدخل غرفة عمليات "الموم" ومقرها تركيا في دعم فصائل الشمال السوري، وكانت تقابلها غرفة عمليات "الموك" ومقرها الأردن لدعم فصائل الجنوب السوري.

ويشير إلى أنَّه قضى ما يقارب الـ27 عاماً في القوات الخاصة، تنقل خلالها من بيروت إلى دمشق وأخيراً مدينة المالكية شمال الحسكة، وكان حينها قائد الكتيبة "579 قوّات خاصة"، التي انشق منها عن النظام وانضم إلى صفوف الثورة في 18 /6 /2012.

وقام "طويل" المنحدر من قرية كفرعروق شمال إدلب 1967، مع ثُلة من الضباط بالتخطيط لعملية اقتحام كتيبة "الدويلي" في مدينة كفرتخاريم شمال إدلب، وعملية اقتحام الفوج "46" غرب حلب في نهاية العام 2012.

ليتم انتخابه قائداً لـ"الجبهة الشمالية" عبر مؤتمر بمدينة أنطاليا التركية نهاية العام 2012، واستمر بعمله حتى منتصف العام 2014 عندما تم إنهاء الأركان من قبل "الجبهة الإسلامية" آنذاك.

يشار إلى أنَّ أول ضابط انشق عن نظام الأسد في 07 / 06 / 2011 الملازم أول عبد الرزاق طلاس (مواليد مدينة الرستن في حمص 1987) عبر تسجيل مصوّر أعلن خلاله انشقاقه عن صفوف الجيش السوري وانضمامه لصفوف الثورة السورية ثم تشكيله لـ"كتائب الفاروق" في حمص.

وبعدها في 09 / 06/ 2011، انشق المقدم "حسين مصطفى هرموش" (مواليد قرية أبلين في جبل الزاوية 1972)، حيث أسس "حركة الضباط الأحرار" التي تحولت إلى الجيش الحر، وخطف في 29 / 8 / 2011، من مكان إقامته داخل مخيم الضباط في تركيا، وظهر بعدها على قناة الفضائية السورية التابعة لنظام الأسد ليتبيّن أنَّه معتقل لديه منذ ذلك الحين.

ومن أوائل الشهداء، الملازم أول "أحمد مصطفى الخلف" المنشق في 24/ 06 / 2011، وهو صاحب المقولة الشهيرة في الثورة السورية "إذا رأيتم الدبَّابات في الرستن، فاعلموا أنّي قد استُشهدت"، عندما توغّلت الدبابات في 28/ 09 /2011، إلى داخل المدينة من المحور الشرقي شمال حمص.

ومن الشهداء صاحب المقولة الشهيرة "والله العظيم كلما أشوف إنسان مقتول منا أو منهم بزعل"، قالها العقيد "يوسف الجادر" أبو فرات، مواليد مدينة جرابلس شرق حلب 1970 قبل استشهاده في 15 /12 /2012 فخلدها التاريخ.

اقرأ أيضاً: بالعيد العاشر لانطلاقها .. علم الثورة يزيّن مناطق الشمال السوري

يذكر أنّ مطلع 2014 ذكر تقرير أعدته ونشرته القيادة المشتركة للجيش الحر وقوى الحراك الثوري أنَّه خلال 1000 يوم من عمر الثورة، رفع النظام "مذكرات بحث" بحقّ 189.000 عسكري، وتوزعت بين 6000 ضابط و7500 صف ضابط وناهز عدد المجندين والأفراد الـ 175.500 عنصر.

شاهد إصداراتنا