الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

مقربون أضروا بالكاظمي

22 مارس 2021، 10:43 ص
مقربون أضروا بالكاظمي

واثق الجابري

كاتب عراقي

22 مارس 2021 . الساعة 10:43 ص

واثق الجابري

يُستغرب طرح أحد المقربين من رئيس وزرائنا، واقتراحه في جلسات مجموعة إلكترونية، استبدال رئيس لجنة التشريفات بعنصر نسوي، معتقدا بأنها الأنسب للمرحلة، متناسياً المهنية والأمانة كمعيار، وهي صفات توفرت بالرجل..

هذا الطرح جوبه بالرفض من شخصيات كثيرة ناقشته، بينما أيده المقربون من الكاظمي، أو الذين يعترضون على مجمل الطبقة السياسية.. وهكذا طرح لم يجعلنا نستغرب تبديل الكادر الإعلامي للكاظمي، الذي رافق رئاسات الوزراء السابقة، وتميز أحدهم بالمهنية رغم تغير رئاسة الوزراء.

هكذا أفكار باتت تتماشى مع أصوات أصبحت أكثر علوا في هذه المرحلة، بينما كانت في كل الدورات تعيب كل ما موجود في النظام السياسي،  ومطالبتها باختيار عنصر نسوي يتماشى مع ما يتحدثون من انفتاح، في حين أن الكاميرات تراقب أخطاء من يحيط بالسلطة، ويصور خطأ موظف وإن كان غير متعمد بأنه خطأ حكومي، مثلما حدث عندما أخطأ ضابطٌ بارتداء ربطة عنقه، وتعرضت الرئاسة للاانتقادات، فما بالك في امرأة سيصور جلوسها وقيامها وحركاتها وتسريحة شعرها وألوان ملابسها!

ستتعرض للاتهامات الباطلة والمفبركة، وينشغل الرأي العام  بجمالها أو قبحها، وسيراقبون نظرات عيونها إلى من يحيط بها، وسيقال إن المشروع رفض أو قُبل  تودداً أو كرها لها، وهكذا الاتفاقيات الدولية سيقال بفضلها.

لم يتوقف كلام المقربين من الكاظمي بالأطروحات، التي في جملتها إستبعاد شخصيات مهنية، والمجيء بشخصيات موالية، بل تعدى ذلك الى تصوير أن كل ما يقوم به رئيس مجلس الوزراء من خطوات، هي لاستهداف قوى  أو شخصيات سياسية، وإن نجاح الحكومة يكون بإسقاط بعض القوى، وأنه  يعمل بتوجهات الدولة الفلانية، وبالضد من الدولة الأخرى، وبنفس الوقت سربوا بعض الأفعال الحكومية على أنها مقترحاتهم، وفي بعضها لضرورة حكومية وبااتفاق رئيس مجلس الوزراء مع بقية القوى السياسية، وبذات الوقت هاجموا قوى أخرى بأنها رافضة لتلك الإجراءات، في حين لم يصدر منها أية تصريحات رسمية.

 الأضرار التي حققها المقربون من الكاظمي، أكثر من تلك التي تسعى بعض القوى السياسية لتحقيقها فعلا، حينما شخصنوا الدولة بالحكومة وبرئيس الوزراء فقط، وعندما تحدثوا بأقاويل لا يصدقها عاقل أو مواطن بسيط، ويتحدثون عن إنجازات لاوجود لها، أو عن جهود منها  للقوات الأمنية أو الجهات السياسية أو البرلمان،  وينسبوها لوجوده الشخصي فقط.

  يبالغ المقربون بأساليب المدح، التي تجعل منه كذم المادح لنفسه.. ولأن الكلام جاء من مقرب، ويقال أنه مستفيد ويريد الحفاظ على منصبه أو أكل عيشه، وأحد المقربين أشار في أحد الأحاديث التلفزيونية، أنه يرفض العمل مع القوى السياسية، وهذا مناقض لما يحصل، ورئيس الوزراء لا يتصرف لوحده دون العودة للبرلمان والقوى السياسية، وهذا يلوح أيضا بأن رئيس الوزراء دكتاتور وسيضرب الفاسدين وبتلميح من قوى سياسية محددة.

 يعتقد الشارع العراقي، أن كل ما يطرحه مقربو الكاظمي هو تعبير عن رأيه، وفي كثير من الأطروحات استهداف لقوى سياسية أو شعبية بل حتى قيمية.. وهذا ما أدى إلى تشويه صورته في رأي الشارع العراقي، وصوروا أن بيده كل شيء وهو لا سواه الدولة،  في حين يشهد العراق تراجعا اقتصاديا وأزمات متلاحقة، منها ما يتعلق بالعمل الحكومي  وآخر بطبيعة الأزمة الاقتصادية العالمية والعراقية تحديداً، والأخيرة لا توجد لها علاجات استراتيجية، وتتحمل بعض من القوى السياسية المسؤولية فيها، ولكن بوصفهم أن فعله غير منسجم مع تلك القوى، يعطي انطباع أنه المسؤول الوحيد عن كل الأزمات الحالية، وبذلك أضرت حاشية الكاظمي به أكثر من غير، من خلال  الإصرار على الظهور الإعلامي بصفة الدفاع المستميت والمبالغ والمحرف عن أفعاله، ومحاولتهم منع غيرهم من المنافسة الإعلامية،  ونشرهم ما يقولون بوسائل وصفحات إلكترونية متعددة.

الغريب أن من طرح تبديل رئيس لجنة التشريفات، عاد مرة أخرى يؤكد مهنيته الرجل في ترتيب زيارة البابا، ولا ندري ما الذي تغير.. ولكن المواقف عرضة للمراجعة والمقارنة، وتجدها هي من تضر الكاظمي، أكثر من انتقاد القوى السياسية له.