الإثنين 15 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

عراقيتنا التي نريدها

23 مارس 2021، 01:37 م
العراق
العراق

خالد الناهي

كاتب عراقي

23 مارس 2021 . الساعة 01:37 م

خالد الناهي

يحكى أن شابا مؤمنا متدينا، كان يسخر كل إمكانياته لخدمة الأقارب والمنطقة، حتى وإن كان على حساب نفسه وعائلته! 

إهماله لأسرته وصل حد التقصير، فتفرق الأبناء ضاع مستقبلهم الدراسي، والزوجة أصبحت لا تتردد من الاستدانة من الآخرين..

في أحد الأيام ذهبت الزوجة، بعد أن عيل صبرها، فشكت زوجها إلى رجل الدين

فأرسل عليه ليتبين الحقيقة، فأخبره وهو يتفاخر، نعم أنا أساعد الجميع، وأضحي بكل شيء من أجل أقاربي، هم امتدادي وعزوتي.

أخبره رجل الدين بأنه مخطئ، وأن التوسعة على العيال وقضاء حوائجهم أفضل من الصدقة على غيرهم، ثم يأتي بعد ذلك الأقارب والأرحام وحسب الاستطاعة.

إن ما حدث مع الشاب وأسرته يشبه كثيرا ما نمر به في العراق، حيث أن بعض الأطراف وقادة البلد، على ما يبدو لا يعرفون تكليفهم مرة جهلا وغالبا عمدا، لأن هذه الشعارات تنسجم مع مصالحهم الخاصة، وتحقق غاياتهم .. فتراهم يحاولون أن يدمجوا مع هويتهم وانتمائهم توصيفاً آخرا، فيجعلون من كلمة "عراقي" غير كافية، أو أن قائلها لا يشعر بالأمان..

لذلك يسوقون مع كلمة نقص الخدمات في الجنوب، عبارة" الشروكية المظلومين، أو الجنوب الشيعي المظلوم" ومع ذكر غرب العراق، سنة العراق المسلوب حقهم، أما شمال العراق، فمسلوبي الحق والقرار والكلمة.

جميع تلك الشعارات الهدف منها، الخروج إلى خارج حدود الوطن باسم القومية أو العقيدة، والجميع يتحجج أن القومية والعقيدة مساحتها أكبر من حدود الوطن، وأن الاستعمار هو من قسمنا وفرقنا.

كلام يخاطب العواطف، ويدخل إلى الوجدان مباشرة.. لكن من أجل أن نتبنى هكذا طرح، يجب أن نطرح السؤال التالي: 

أي الدول التي نشترك معها بالعقيدة أو القومية، على استعداد لتقديم مصلحة العراق على مصلحة شعبها ودولتها؟

دعونا من هذا السؤال لأن إجابته صعبة ومعقدة، ولنسأل سؤالا غيره:

أي من الدول التي نشترك معها في القومية أو العقيدة مستعدة لمنح أي عراقي ينتمي لنفس عقيدتها جنسيتها؟

الجواب لا يوجد، بل ليس للعراقي أن يسجل عقارا باسمه، حتى وإن كانت مساحته متر واحد!

ألا يعني هذا أنه لا يمكن أن تكون الشجرة ثابتة وقوية إن لم تكن جذورها راسخة في أرضها، وأننا إن أردنا أن نكون أقوياء يجب أن نكون أقوياء بأنفسنا، لا بالاعتماد على غيرنا، حتى وإن كنا نحمل نفس العقيدة أو القومية.

يقال إن الإنسان بطبعه يتمنى أن يكون أفضل من الجميع, إلا ابنه فإنه يتمنى أن يكون أفضل منه، ونحن يجب أن نعمل أن نكون كذلك.

قطعا هذا لن يحدث ونصبح الأفضل، إلا من خلال ترك التخندقات، التي لم تجلب الخير للبلد، طوال السنوات أو العقود الماضية، أي منذ أن تكلم صدام حسين بالقومية وحتى يومنا هذا، والجلوس معا ومن خلال المشتركات تشكل الكتل والقوائم الانتخابية، التي تتجاوز البعد القومي والطائفي والديني.

فهل ساستنا مستعدون لبناء وطنهم؟