الأربعاء 06 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

تسارع الأحداث السورية تدفع "المقداد" لزيارة سلطة عمان .. وسياسيون يكشفون أهدافها

23 مارس 2021، 02:08 م
وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، في سلطنة عُمان
وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، في سلطنة عُمان

عائشة صبري - آرام

يتفق سياسيون سوريون على أنَّ زيارة وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، إلى سلطنة عُمان، تهدف إلى الحصول على الدعم المادي لوقف الانهيار الاقتصادي، ولفكِّ عزلة النظام من الناحية العربية.

ويُقلِّل سياسيون من أهمية دور سلطنة عمان في لعب "دور وساطة" لنظام الأسد لإعادته إلى مقعده في جامعة الدول العربية التي مقرها العاصمة المصرية القاهرة، أو لوساطة مع دول أخرى لها تأثير في الملف السوري، لا سيّما إسرائيل.

وعن هذا يقول مدير منظمة "نبني" السياسية، بهاء الدين نجيب، لشبكة "آرام": إنَّه "لا يُستبعد أن تأخذ سلطنة عُمان دوراً في مفاوضات غير مباشرة بين النظام وإسرائيل، وخاصة بعد جولة قام بها رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين للدول الأوربية في الأسبوع الفائت".

دور الوساطة

ويوضح أنَّ النظام يبحث عن فرصة تُعيد له شرعيته، حتى وإن كانت من خلال جلوسه على طاولة المفاوضات مقابل الطرف الإسرائيلي، وإن تطلب منه تقديم تنازلات، لافتاً إلى أنَّ النظام يستخدم هذه الورقة الأخيرة له في "محاولة لخروجه من العزلة الدولية".

ولكن يبدو أنَّه لا إسرائيل ولا حلفاء الأسد قادرون، على إخراجه من هذه "العزلة" في ظل تعقيد التدخلات الدولية في سوريا، وتشدّد الدول الأوربية وأمريكا في ما يخصّ النظام وإعادة التطبيع معه، ومطالبتهم بتنفيذ كامل للقرار 2245، والمضي في عملية الانتقال السياسي بشكل جدّي. وفق "أ. نجيب".

ويوافق المحامي عمر إدلبي، هذا الرأي، بأنَّ هناك حديث عن لعب سلطنة عُمان "دور الوساطة"، لكن غير معروف مع من، وعلى أيّ صعيد يتعلّق بالشأن السوري.

ويُبيّن في حديثه مع "آرام"، أنَّ عُمان "لا تتمتع بالثقل السياسي الكافي لتلعب دور الوساطة" مع دول خليجية أخرى مثل السعودية والكويت وقطر، كما أنَّها لا تملك علاقات قوية مع دول مؤثرة بالملف السوري مثل تركيا وأمريكا.

من جهته، الصحفي حسام محمد، يفيد بأنَّ سلطنة عمان، لعبت أدواراً هامة في الوساطة الإقليمية، لكنّها بطبيعة الحال، تُعتبر من الدول العربية المقرَّبة من إيران، فطهران ساعدت السلطان قابوس في الحرب الأهلية قبل عقود، حتى أصبحت العلاقات بين البلدين أقرب "للتحالف لا الوساطة".

لذلك طرق "المقداد" أبواب السلطنة، عساه ينجح في العودة بنتائج "مالية"، ولا يستبعد في حديثه مع "آرام" بأن تكون زيارته قد جاءت بـ"طلب إيراني مباشر"، خاصّة أنَّ موسكو وطهران تعانيان كالأسد من "عقوبات دولية"، وبطبيعة الحال هم لن يقدموا للأسد أي دعم مالي، إلا بمقابل نفطي أو غازي أو بحري.

وباعتقاد "أ. محمد"، أنَّ ما لم تُحصّله روسيا للأسد من جولة وزير خارجيتها سيرغي لافروف الأخيرة إلى الخليج العربي، "لن تنجح إيران في تحقيقه"، مشيراً إلى أنَّ القادم هو "المزيد من الأزمات لدى النظام"، خاصة على مستوى الليرة السورية والمشتقات النفطية.

هدف اقتصادي

لا يرى "أ. محمد"، أنَّ جولة وزير خارجية الأسد "المقداد" إلى مسقط هدفها المباشر هو إعادة العلاقات بين دمشق والدول العربية، فالأسد لا يحتاج اليوم لتلك العلاقات، بل يحتاج إلى "الأموال لمواجهة العقوبات الدولية".

وتأتي الزيارة ضمن مساعيه لإيقاف انهيار الاقتصاد ضمن مناطق سيطرته في سوريا، لذلك يمكن وصف زيارة المقداد إلى سلطنة عمان بأنَّ هدفها "الحصول على المال الإسعافي لتفادي الانهيار الاقتصادي الكبير".

وبرأي "أ. إدلبي" مدير مكتب الدوحة‏ لدى "‏مركز حرمون للدراسات"، أنَّ زيارة المقداد لسلطنة عمان تستهدف مسألتين أساسيتين، الأولى: "الحصول على مساعدة اقتصادية عاجلة من دولة عُمان"، ربَّما تكون على شكل مشتقات نفطية أو سيولة مالية أو طريقة أخرى.

ورغم أنَّ هذه المسألة تحول دونها عقبات كثيرة، ودون إمكانية التحقّق، وفي طليعتها العقوبات الأمريكية والأوروبية لمؤسسات النظام الرسمية والحكومية، وأبرزها "مصرف سوريا المركزي"، وهي التي لا يستطيع أيّ طرف دولي اختراقها، إلا الدول المساندة للنظام مثل، روسيا والصين وإيران. بحسب "أ. إدلبي".

مقعد الجامعة العربية

وبحسب "أ. إدلبي" فإنَّ المسألة الثانية من أهداف الزيارة هي دفع سلطنة عمان للعب دور رئيسي في فكِّ عزلة النظام من الناحية العربية، والدفع باتجاه إعادة مقعد الجامعة العربية عبر البوابة العمانية، لا سيَّما بعد الانفتاح الإماراتي والبحريني لعودة نظام الأسد.

بالتالي الزيارة هدفها إضافة للمسألتين، وفق "أ. إدلبي" إظهار نظام الأسد أنَّه "رسمي وشرعي ويتمتع بعلاقات مع الدول الأخرى"، خاصة أنَّه في حملة علاقات عامة ترويجاً للانتخابات الرئاسية مع موعد اقترابها الشهر المقبل.

وفيما يخصُّ العلاقات بين النظام السوري والجامعة العربية، فهي على شقين، وفق "أ. محمد" الأول: الموقف العربي الشامل، والثاني: الاتصالات على المستوى الثنائي بين دمشق وعواصم عربية أخرى.

وفي الإطار العام، هنالك "رفض عربي لإعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى النظام"، إذ أنَّ الدول العربية رهنت ذلك بتطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها 2254، وإحداث انتقال سياسي في البلاد، وهذا طبعاً محكوم بجملة من الظروف، أهمها الرفض الأمريكي لأيَّة خطوة تؤدي إلى تعويم النظام وفق الآلية الحالية.

ويضيف "أ. محمد" لذلك، "الصراع العربي- الإيراني، والمخاوف العربية من التغلغل الإيراني في العمق الاستراتيجي السوري، واحتلالها لمقالد السلطة في سوريا"، وفي ذات الوقت شاهدنا قبولاً عربياً مرحلياً للدور الروسي.

ولكن الحراك الروسي الأخير في الخليج العربي، فشل في تحقيق رغبات الأسد، ما عدا الموقف الإماراتي الذي خالف بقية المواقف العربية، إلا أنَّ ذلك لن يُغيّر في المعادلات أيّ شيء، رغم إعادة افتتاح الإمارات لسفارتها في سوريا.

ويتابع "أ. محمد" أنَّ الإمارات عاجزة عن انتشال الأسد من الأزمات الاقتصادية التي تعصف به، وهذا مرده للموقف الأمريكي المباشر من بشار الأسد، وحالياً مع حالة الاحتقان الأمريكية - الروسية، فهي "لن تتجاوز الخطوط الحمراء الدولية"، لأنَّ ذلك قد يُكلِّفها عقوبات مباشرة.

وبدروه، يؤكد "أ. نجيب" أنَّ عُمان حافظت على علاقاتها الدبلوماسية مع النظام، وتسعى لدعم جهود حلفاء النظام لإعادة تدويره والتطبيع معه وخاصة مع الدول العربية التي تراجعت في دعمها للثورة السورية، لذلك لا يُستبعد أن تكون الزيارة، في صدد بحث سبل المساعدة والوساطة التي تقدمها عُمان من أجل دعم النظام سواء اقتصادياً أو سياسياً.

ويوم الأحد، أشاد فيصل المقداد، بمواقف سلطنة عمان المؤيدة له، بعد توقيعه مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، اتفاقية "الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول" لحملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة والخدمة.

وعبّر "المقداد" عن تقدير نظام الأسد لمواقف السلطان قابوس الراحل والسلطان هيثم الذي يسير على النهج نفسه، مؤكداً أنَّ السلطنة قدمت مساعدات لسوريا للتغلب على ما تواجهه من صعوبات، معرباً عن أمله بأن يكون دور السلطنة خلال المرحلة القادمة دوراً فاعلاً في مساعدة سورية على تجاوز هذه الأزمة.

وكان المقداد وصل إلى العاصمة العمانية مسقط، ليل الخميس- الجمعة، في زيارة رسمية إلى سلطنة عمان تستمر لأيام، في أول وجهة عربية له، وثالث زيارة بعد إيران وروسيا على التوالي، منذ توليه منصبه في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، خلفاً لـ"وليد المعلم"، وبعد إدراجه على قائمة العقوبات الأوروبية منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

يذكر أنَّ سلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع الأسد كما فعلت باقي الدول الخليجية، وكانت أول دولة عربية وخليجية تعيد سفيرها إلى دمشق، في 4/10/2020، وأول من قدمت التعازي بوفاة وليد المعلم.

وفي 7 فبراير/شباط الفائت، اجتمع وزير الاتصالات والتقانة في حكومة الأسد، إياد الخطيب، مع وزير النقل والاتصالات في سلطنة عمان، سعيد المعولي، افتراضياً عبر منصة "Zoom".

اقرأ أيضاً: توجيه البوصلة العربية في الذكرى العاشرة للثورة السورية

اقرأ أيضاً: رسائل تضامنية مع الثورة السورية من داخل مناطق نظام الأسد

اقرأ أيضاً: "هذه هويتي" العبارة التي تعلّق بها ملايين السوريين .. أين أصبح أصحابها؟

اقرأ أيضاً: مع أعياد النيروز والأم .. غارات روسيا تشعل حرائق ضخمة في إدلب

شاهد إصداراتنا