السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

رؤية سياسية حول انعكاس تحسُّن العلاقات التركية – المصرية على سوريا

24 مارس 2021، 01:01 م
الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي
الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي

عائشة صبري - آرام

يرى سياسيون سوريون أنَّ أيّ توافق تركي - مصري مُقبل سيكون له "انعكاسات إيجابية" على صعيد الشرق الأوسط وخاصة في الملف السوري، وذلك مع ظهور بوادر تحسُّن العلاقات التركية – المصرية.

وفي 12 الشهر الجاري، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بدء اتصالات دبلوماسية بين بلاده والقاهرة من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، مشيراً إلى أنَّ أيّاً من البلدين لم يطرح شروطاً مسبقة من أجل ذلك.

وبدوره أشاد وزير الإعلام المصري أسامة هيكل، بقرارات وتوجهات الحكومة التركية الأخيرة، بشأن العلاقات مع القاهرة، واصفاً إيَّاها بـ"بادرة طيبة"، كما أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مسألة استعادة الاتصالات الدبلوماسية بين بلاده وتركيا مؤخراً.

وتأتي بوادر عودة العلاقات بين مصر وتركيا خلال الأيام الماضية، بعد انخفاض حدّة التوترات بين السعودية وتركيا، والتي سبقها إرهاصات لتصعيد تقارب بين البلدين في الأشهر الأخيرة، وهذا ما يطفو على السطح بين القاهرة وأنقرة.

وبحسب عضو الائتلاف الوطني السوري، د. زكريا ملاحفجي، فإنَّ هذا التصالح له "علاقات إقليمية كثيرة" في المنطقة مثل، اليمن وليبيا، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية وغيرها، في ظلّ بوتقة التحالف الأمريكي - التركي مع هذه الدول.

وهذا ما يؤدي إلى "تبريد الكثير من الجبهات في المنطقة الإقليمية"، وتعاون ربّما يُشكّل "نواة تحالف" بين "السعودية وتركيا ومصر"، وهي خطوة مهمة للمنطقة، وحدوث هكذا تحالف يكون حسب الظروف والإرهاصات الحالية، والمعطيات الماضية. وفق د. "ملاحفجي".

العلاقة التركية - المصرية

رئيس مجلس الجالية السورية في قطر، محمد ياسين نجار، يقول: "نحن أمام مرحلة مختلفة على صعيد التحالفات وإعادة التموضع الدولي، مع مجيء الرئيس الأمريكي جو بايدن، ابتدأت بالمصالحة الخليجية، والتركيز على ملف النووي الإيراني، والتهدئة في الملف اليمني، وانتهاء صفقة القرن".

وفيما يخصُّ العلاقة التركية – المصرية، فأفاد "أ. نجار" لـ"آرام" بأنَّ كلتا الدولتين لديها أولويات، فتركيا بثقلها الجيوستراتيجي، وبعد ترتيب الأوضاع لصالحها في أذربيجان، تُحاول في هذه المرحلة ترتيب منطقة شرق المتوسط خاصة أنَّها منحت مصر قرابة ٢٤ ألف كم مربع إضافية.

ويتزامن مع ذلك، حالة استنفار مصرية لحماية حصتها المائية في نهر النيل من إثيوبيا التي على وشك السيطرة على شريان الحياة لمصر، فيما إذا نفذت "سدّ النهضة" دون إبرام اتفاقية دولية تُحدّد حصص الدول الثلاثة "إثيوبيا والسودان ومصر" مع فترات التخزين.

انعكاسات إيجابية

وأوضح "أ. نجار" وهو وزير سابق في الحكومة السورية المؤقتة، أنَّ تركيا أصبحت دولة مؤثرة في الصومال المجاورة لإثيوبيا ذات الموقع الاستراتيجي في القرن الأفريقي، ومع بوادر نجاح تجربة التهدئة في ليبيا التي إن نجحت يُمكن أن يكون لها "انعكاسات إيجابية" على صعيد الملف السوري.

وأردف أنَّ الانعكاسات تكون من خلال ممارسة الضغط على نظام الأسد، بكافة الطرق الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، للانخراط بدفع العملية السياسية وفق بيان جنيف والقرار "٢٢٥٤"، فانخفاض حالة الاستقطاب تجعل الدولتين في حالة "نقاش إيجابي بالملف السوري"، بعيداً عن البيانات والبيانات المضادة.

وأضاف "أ. نجار"، أنَّ العلاقة التركية - المصرية تنعكس إيجاباً على دعم المعارضة السورية، في حال عدم امتثال نظام الأسد، وإمكانية إصباغ بعض الشرعية القانونية على المعارضة من خلال الجامعة العربية، والمنصات الدولية الأخرى.

وبالتالي، فأيّ توافق تركي - مصري له انعكاسه على صعيد الشرق الأوسط، فهما الأكبر سكاناً على الصعيد العربي والإسلامي، مع امتلاك تاريخ مشترك مؤثر في المنطقة.

ويذكر "أ. نجار" أنّهما دولتان قادرتان على إيجاد "تفاهمات معقولة" تُحقِّق مصالحهما، وتمنع التدخلات الخارجية وعلى رأسها إيران وروسيا، مع ترشيد الخلافات في بعض الملفات، وإدارتها بطرق عقلانية تمنع التوتر والاصطدام.

المياه تعود لمجاريها

التجاذبات والتوترات التركية - المصرية طفت على السطح منذ عزل الرئيس محمد مرسي ذو الجذور الإخوانية، بالإضافة إلى احتضان تركيا الشخصيات المعارضة المصرية، وبعض القنوات الإعلامية المعارضة وأهمها "قناة الشرق" لصاحبها أيمن نور.

ويُبيّن رئيس الهيئة السياسية السابق في محافظة إدلب، رضوان الأطرش، لـ"آرام"، أنَّ الخلاف زاد بين تركيا ومصر، بعد التوتر القطري – السعودي، واصطفاف تركيا مع قطر، ومصر مع السعودية مع تراشق بالاتهامات المتبادلة بين الطرفين.

وأضاف أنَّ المياه السياسية تعود اليوم إلى مجاريها، وبداية العودة كانت بتوجيه تركي للقنوات المعارضة بالتخفيف من النقد أو التوقف عنه ضد نظام مصر الحالي، وهذه العودة تعود لاعتبارات اقتصادية وسياسية.

وأشار "أ. الأطرش" إلى أنَّ أهمهما اقتصادياً "الاستفادة من غاز المتوسط"، وسياسياً عودة تركيا إلى المحيط العربي كونها ترتبط معه بعدة روابط أهمها "الرابط الديني"، وباعتقاده أنَّ هذه الخطوة ستكون سبباً في "ردم الهوة بين النظام المصري ومعارضته"، وبذلك تُشكّل فرصة للاستقرار السياسي في مصر.

وعلى الصعيد السوري، أعرب "أ. الأطرش" عن أمله، بأن تكون هذه المصالحة "فرصة" لتخلي النظام المصري عن دعمه لبشار الأسد أو على أقل تقدير الضغط عليه للقبول بالحل السياسي وفق القرارات الدولية ذات الصلة، علماً أن مصر لها ثقلاً عربياً في الوطن العربي مع كونها مقراً للجامعة العربية التي تحاول بطريقة غير مباشرة عودة النظام لمقعدها الشاغر منذ أعوام.

يذكر أنَّ موقف تركيا الرافض للانقلابات، دفعها عام 2013 لمعارضة الإطاحة بالراحل محمد مرسي أول رئيس مصري مدني منتخب، ومنذ ذلك الحين، توترت العلاقات السياسية بين مصر وتركيا، لكن العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما استمرت بشكل طبيعي.

وأعلن تشاووش أوغلو في ديسمبر/كانون أول الماضي، أن أنقرة والقاهرة "تسعيان لتحديد خريطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية"، وذكر متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أنَّه يمكن فتح صفحة جديدة في علاقات بلاده مع مصر ودول الخليج الأخرى من أجل استقرار المنطقة، واصفاً مصر بـ"قلب وعقل العالم العربي، ولديها دور مهم في المنطقة".

اقرأ أيضاً: سياسيون يكشفون أهداف زيارة "المقداد" لسلطة عمان

اقرأ أيضاً: رسائل تضامنية مع الثورة السورية من داخل مناطق نظام الأسد

اقرأ أيضاً: "هذه هويتي" العبارة التي تعلّق بها ملايين السوريين .. أين أصبح أصحابها؟

اقرأ أيضاً: مع أعياد النيروز والأم .. غارات روسيا تشعل حرائق ضخمة في إدلب

اقرأ أيضاً: توجيه البوصلة العربية في الذكرى العاشرة للثورة السورية

شاهد إصداراتنا