الإثنين 15 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

فزاعة طحنون بن زايد

24 مارس 2021، 01:44 م
فزاعة طحنون بن زايد

ثامر الحجامي

كاتب عراقي

24 مارس 2021 . الساعة 01:44 م

ثامر الحجامي

   تعتبر حشرة "سرعوف الأوركيد" من أجمل الحشرات في غابات جنوب آسيا، ولها القدرة على التخفي على شكل زهرة الأوركيد كي تجذب الذباب والنحل والحشرات لتتغذى عليها، وهي صفة مشابهة لما يفعله كثير من السياسيين في تغيير جلودهم وتنكرهم بأشكال متعددة، ليتمكنوا من خداع فرائسهم واستغفال عامة الناس مدعومين بإعلام مؤدلج.

   هذه الميزة رافقت كثيرا من الأحزاب والحركات السياسية العراقية، وجندت لها الجيوش الإلكترونية للترويج لها والتفاعل معها، على طريقة رمي حجر في بركة ماء فتتحرك بعدها الأمواج تباعا وتتسع حتى تملأ البركة، وما إن تهدأ الأمواج حتى يكون كثير من البسطاء قد صدقوا تلك الكذبة فيرمى حجرا آخر، وهكذا دواليك تستمر الإشاعات والأكاذيب في إشغال الناس لتغطي على الفساد والفشل، أو لتحقيق أهداف وغايات سياسية وحزبية.

   على ذلك جرت العادة لدى كثير من الجهات السياسية وأصبحت شغلهم الشاغل، حتى بتنا نصبح في واحدة ونمسي في أخرى، وآخرها ما تم الترويج له من إشراف إماراتي على جهاز المخابرات العراقي بقيادة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد، ونقل 300 منتسب من هذا الجهاز وتحويلهم إلى شرطة حماية الحدود! وضج الإعلام في كلام غير منطقي لا أساس له من الصحة وانشغل الجميع في بعبع اسمه طحنون بن زايد.

اقرأ:

  استمر رمي الحجر في البركة وتسويق إعلامي كبير من أجل خلق أمة مفتعلة ليس لها أساس من الحقيقة، ولو افترضنا جدلا حقيقة التدخل الإماراتي في العراق، فهل يختلف عن التدخل التركي أو الإيراني والأمريكي بل وحتى التدخل الإسرائيلي في الساحة العراقية، وإذا كان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لديه علاقات وثيقة مع طحنون بن زايد، فهل هذه العلاقات أقوى من علاقته بإسماعيل قاآني؟ ولماذا تفتعل الأكاذيب عن هذه ويتم التغاضي عن تلك؟.

   حينما اجتمع رئيس الوزراء مع بعض من أطلق تلك الإشاعات من الرسميين منهم وطالبهم بالدليل على صدق ما يقولون وإلا سيحيلهم للقضاء صمتوا جميعا.. ولكن يبدو أنها ردة فعل منهم على رفضه إرسال كتاب للبرلمان يطلب فيه جلاء القوات الأمريكية، فكانت الماكنة الإعلامية حاضرة لمهاجمته من زاوية أخرى.

    حينما نكون صادقين مع أنفسنا يجب أن لا نكيل بمكيالين، ومثلما نرفض التدخل الإمارتي في الشأن العراقي، يجب أن نرفض التدخلات الأخرى التي استباحت العراق وجعلته ساحة للصراع.

شاهد إصداراتنا: