عائشة صبري - آرام

يسعى القائمون على معمل "سكاي فارما" لصناعة الأدوية البشرية الذي افتتح يوم الأربعاء الفائت، في مدينة عفرين شمال محافظة حلب، إلى الحصول على جميع الشهادات الدولية الخاصة بالصناعات الدوائية التي تؤهلهم إلى التصدير.

ويُعرب صيادلة عن أملهم في أن يكون افتتاح المعمل الذي يعدُّ الأول من نوعه في المناطق المحرَّرة شمالي سوريا، "خطوة جيّدة" لإنهاء معاناتهم في تأمين الأدوية من مناطق سيطرة نظام الأسد أو المستوردة من الخارج.

افتتاح المعمل

معمل "سكاي فارما" الذي افتتح في ناحية شران بريف عفرين، بحضور نائب والي هاتاي التركية، هو عبارة عن شراكة بين عدد من الصناعيين والكيميائيين والصيادلة المتواجدين في الشمال السوري ممن لديهم خبرات سابقة في مجال صناعة وتسويق المنتجات الطبية والدوائية.

وبيَّن الإداري في المعمل، المحامي باسل صبرة، لـ"آرام"، بأنَّ شركة "سكاي فارما" مرخصّة أصولاً في تركيا وسوريا، قائلاً: إنَّ "الترخيص في سوريا تم من خلال مديرية صحة عفرين، والمجلس المحلي في بلدة شران".

وأفاد بأنَّ الشركة لديها علاقات وبروتوكولات تعاون مع شراكات أدوية تركية، ومخابر معتمدة لدى وزارة الصحة التركية، كما أنَّها تمتلك مخبراً مجهزاً بكافة الأجهزة المخبرية والكوادر البشرية، لفحص المواد الأولية والأدوية التي تنتجها "سكاي فارما"، إضافة إلى تعاون مع مخابر تركية معتمدة لفحص المنتجات لضمان الجودة وزيادة الثقة فيها.

وأكد "صبرة" أنَّه خلال فترة قريبة جداً "سنحصل على جميع الشهادات الدولية الخاصّة بالصناعات الدوائية مثل شهادة إيزو التي تؤهلنا لتصدير الأدوية وترفع من مصداقيتنا في الأسواق".

وأردف: "وخلال شهر سوف يصل عدد الأصناف إلى 25 نوعاً، وفي الستة أشهر القادمة سنبدأ بتشغيل القسم الثاني من المعمل الخاص بإنتاج المضادات الحيوية ليصل إلى 95 صنفاً بمختلف المجالات العلاجية".

الإنتاج اليومي

معمل الأدوية الجديد بمرحلته الأولى يمتلك أربعة خطوط إنتاج يومياً، وهي: 40 ألف ظرف مضغوطات، و12 ألف زجاجة شراب، و25 ألف ظرف كبسول، و20 ألف عبوة تحاميل.

وقال الإداري في المعمل الدكتور خالد الخطيب، لـ"آرام": إنَّ فكرة إنشاء المعمل جاءت لـ"تلبية احتياجات السوق بسبب نقص الكبير في الأدوية وغلاء أسعارها، ولتأمين الدواء بجودة عالية، وأسعار تتلاءم مع دخل المواطن في الشمال السوري".

ولفت "الخطيب" إلى وجود بعض العراقيل في تأمين المواد الأساسية، فمنها غير متوفر في سوريا، لذلك يتم تأمينها من الدول المجاورة.

ونوّه إلى أنَّ لجنة مختصّة من مؤسسة صناعة الأدوية والتجهيزات الطبية الحكومية التابعة لوزارة الصحة التركية "زارت معملنا مرتين للتأكد من مطابقتنا للمواصفات والمقاييس الدولية للصناعة الأدوية".

وحول آلية توزيع الأدوية، أشار "صبرة" إلى أنَّها ستشمل جميع مناطق الشمال السوري بما فيها منطقة "نبع السلام" شمال الرقة والحسكة، عبر الترانزيت مروراً بالأراضي التركية.

وتابع: "بدأنا العمل بخمسة أصناف، كخافضات الحرارة ومضادات السعال والكريب والنفخة الخاصّة بالأطفال للاحتياج الكبير، وتلبية الأسواق التي نستهدفها".

صيادلة يثمنون

ويقول الصيدلي أحمد المصطفى، صاحب صيدلية آية الخيرية في مدينة إدلب، لشبكة "آرام": "يجب زيادة أمر افتتاح معامل الأدوية، لما فيه من تعزيز للأدوية الذاتية، ونطالب بزيادة نوعية الأدوية وأصنافها لنستطيع تأمينها للمرضى".

وتتراوح الصعوبة التي تُواجه الصيادلة في تأمين الدواء، ما بين ارتفاع الأسعار، وصعوبة إدخالها من المعامل الواقعة في مناطق سيطرة النظام لوجود الحواجز بين الطرفين، والأدوية المستوردة من تركيا بسبب دفع الجمرك. وفق "المصطفى".

ويشير إلى أنَّ الأدوية الهندية جودتها "رديئة"، لكن سعرها "مقبول" بالنسبة لغيرها من الأدوية، ودعا الصيدلي الشركة التركية التي رخصّت المعمل الجديد في عفرين إلى الاستمرار في الرقابة بالتعاون مع المعنيين في المنطقة مع أخذ الحذر بالتعامل مع الأدوية.

وتعاني سوريا عموماً من أزمة في تأمين الأدوية، وكان مدير المكتب الطبي بمنطقة "غصن الزيتون" أحمد حاجي حسن، تحدث قبل أيام، عن وجود أزمة دوائية فعلية في الشمال السوري، لافتاً إلى أنَّ افتتاح معمل لإنتاج الأدوية البشرية "سيسهم بتوفير الأدوية وانخفاض سعرها وتخفيف الأعباء عن المواطنين".

اقرأ أيضاً:

• إحباط عملية انتحارية لنساء في مدينة عفرين
• "شراء النجوم في السماء" .. وجبة دسمة للسخرية في متناول السوريين!
• نظام الأسد يضع "أردوغان" و"الحريري" وآخرين في قائمة عقوباته!
• تعهدات أوروبية بمعاقبة مرتكبي "جرائم الحرب" في سوريا

شاهد إصداراتنا