الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

هل سمعت بعقد أكياس الطحين؟

04 ابريل 2021، 03:47 م
4E77E83E-34E8-413D-89AE-CE9214495655.jpg
4E77E83E-34E8-413D-89AE-CE9214495655.jpg
04 ابريل 2021 . الساعة 03:47 م

 في يوم 19-3-2021 عُرضت الحلقة 17 من برنامج البشير شو الكوميدي السياسي الساخر, وخلاله تم عرض فضيحة مدوية لو حصلت في دولة اخرى لتسببت بإقالة الحكومة, وقام الإعلامي أحمد البشير بعرض مقطع من المقابلة على قناة اي نيوز الفضائية في برنامج منحنى مفتوح، والذي يقدمه الإعلامي مثنى الغانمي, ويظهر فيها الضيف يتكلم عن احد عقود وزارة التجارة في شهر تشرين الثاني من عام 2020، المخصص لتجهيز الوزارة بأكياس طحين بمبلغ 50 مليون دولار.

نعمأايها القارئ الكريم لم يكن الرقم خاطئ، خمسون مليون دولار فقط! وبالدينار العراقي تعادل فقط  72 مليار  و500 مليون دينار عراقي، فلَك أن تتخيل معي حجم الفساد.

وهذا بعيد عن تخصيصات البطاقة التموينية, والتي بالأساس تم ابتلاعها من قبل حيتان الفساد, وهنا أضع 3 تساؤلات أتمنى أن نجد الاجابة عنها.

 

السؤال الاول: هيئة النزاهة لماذا السكوت؟

أتساءل هنا عن ما يسمى ب"هيئة النزاهة" لماذا لا تحارب الفساد؟ لماذا لا تدقق حسابات الوزارة وتراجع عقودها, ولماذا عندما تطرح هكذا قضية فساد بالإعلام لا تهتم بها هيئة النزاهة؟ هل دورها أن تصمت ولا تقوم بأي خطوة! فما فائدة هذا التشكيل وما الغرض من صرف رواتبه وهو لا يمارس دوره!

 

ولكي تثبت هيئة النزاهة نزاهتها عليها أن تتحرك وتتحرى عن هذا الموضوع وباقي مواضيع الفساد، كي تلاحق خفافيش الظلام الذين نهبوا البلاد، وتثبت للأمة العراقية جدوى بقائها.

 

السؤال الثاني: ديوان الرقابة لماذا السكوت؟

أتساءل عن دور ديوان الرقابة شبه الميت سريريا، فلماذا لا يشن حرب ضد أهل الفساد، لماذا لا يلاحق الحيتان وهو أمر متيسّر له عبر تدقيق الأعمال المالية لمؤسسات الدولة, وهل أصبح دور ديوان الرقابة فقط تنظيم الحسابات والسجلات والموازين! بحيث يعطي صك الاستمرار بتنفيذ الأعمال المالية من دون المساس بأي جهة فاسدة, وهذا حال سيء جدا, حيث مازالت الحيتان تتناكح وتنتج لنا حيتان داعرة جديدة, مع غياب صياد نزيه وشريف يخلص الوطن منها.

ننتظر أن يقوم ديوان الرقابة بدوره في كشف الفاسدين, والدفع بهم للمحاكمة, لإنقاذ البلد من مستنقع الفساد.

 

 

 

السؤال الثالث: البرلمان لماذا السكوت؟

أتساءل عن دور البرلمان وهو يسمع ويرى ملفات الفساد التي تفتح بالعشرات وعبر القنوات الفضائية، حيث يمارس طقوسه ب"التغليس" والسكوت حفاظا على مكاسبه متمسكا بالمقولة العراقية التي تنص على (اكل ووصوص), فلا يهتم البرلمان العراقي بغسيل الفساد الذي تنشره القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والصحافة, فاهتماماته منحصرة في زيادة مخصصاته وفي منح نفسه منح مالية ووووو الخ.

نتمنى أن يقوم البرلمان العراقي بدوره في منع الفساد، ومراقبة أداء الوزارات، وتدقيق العقود المالية.

 

ختاما:

ننتظر خطوات جادة من هيئة النزاهة وديوان الرقابة والبرلمان في موضع أكياس الطحين مثلا, ومعرفة أين ذهبت ال 50 مليون دولار, ومتابعة كل ملفات الفساد التي تفتح في الاعلام, كي نشعر بأن هذه الكيانات (هيئة النزاهة وديوان الرقابة والبرلمان) تعمل بضمير وشرف في مكافحة آفة الفساد، فإن أهملت عملها تكون هي السبب في استمرار الفساد، وبتركها لمسؤوليتها الرقابية فتكون شريكة بكل ما يجري في البلد من فساد.