الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

لماذا حزن السوريون على السياسي ميشيل كيلو؟

20 ابريل 2021، 09:22 م
الراحل السوري ميشيل كيلو
الراحل السوري ميشيل كيلو

عائشة صبري - آرام

أثار وفاة المعارض السوري، ميشيل كيلو، حُزنَ معظم السوريين عليه، وأعرب عدد من الناشطين والسياسيين عن عزائهم، في منشورات رثاء على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم من وضع صورة الراحل "كيلو" كصورة شخصية على برامج التواصل، تعبيراً عن فقدهم "قامة ثورية مميزة".

وأكد سياسيون في تصريحات لشبكة "آرام" الثلاثاء، أنَّ السوريين الأحرار برحيله خسروا "شخصية استثنائية" هم بأمس الحاجة إلى خبراتها، فهو ناضل ما يزيد عن خمسين عاماً ضد نظام الأسد، وبقي مثابراً متأملاً بتحرير سوريا، حتى وهو على فراش موته في العاصمة الفرنسية باريس.

أسباب الحزن

شعر أغلب السوريين بمرارة الفقد لأنَّه رحل دون أن يُحقّق حلمه الذي طالما سعى إليه، ووهب عمره وفكره وضحى بكلّ ما يملك من أجل "رؤية سورية حرّة ديمقراطية"، لبناء دولة مؤسسات يحكمها القانون العادل الذي يتساوى جميع أبنائها أمامه. وفق الصحفي عقيل حسين.

وقال لـ"آرام": إنَّ السوريين، برحيل قامة بحجم ميشيل كيلو يدركون أنَّهم خسروا شخصية استثنائية هم بأمس الحاجة إلى خبراتها ومعرفتها الممتزجة بالأخلاق، والمحكومة بالمبادئ التي لم يحِدْ صاحبها عنها حتى آخر لحظة في حياته.

وغادر الحياة وهو يوصي بوحدة السوريين وبتقاربهم، مؤمناً بصدق أن هذا الوطن يتسع لجميع أبنائه، ولا يمكن أن يعود وينهض بدونهم جميعاً، وعليه كان طبيعياً وفق "حسين"، أن يحزن السوريون من مختلف العرقيات والطوائف والتيارات الفكرية والسياسية على "ميشيل كيلو".

وأفاد مدير مؤسسة "نبني" السياسية، بهاء الدين نجيب، بأنَّ الراحل كان سند الثوار الشباب أولاً، وكان يتواضع للجميع، يسمع منهم، ويُعطيهم اهتماماً أكثر من غيرهم من الفئات العمرية، فلا يشعرهم بنرجسية، ولا بقلة وعي لديهم.

وأشار "نجيب" في حديثه معنا، إلى أنَّ "كيلو" كان يُحاول دعم الجميع ولا يهمل أحداً يطلب مساعدته، قائلاً: "لدي تجربة خاصة معه، فكان مؤسساً مشاركاً معي في منظمة نبني، ولم يكن متعالياً على الفكرة، ولم يبخل بتقديم جهده ودعمه للمنظمة".

وبدوره تحدث المحامي أيمن أبو هاشم، عن أكثر من سبب وباعث لحزن السوريين على "كيلو"، فهو شخصية وطنية حفرت مكانتها في قلوب السوريين، بكفاحه المبكر والعنيد ضد نظام الأسد الأب، وبامتلاكه ثقافة مستنيرة ومتمردة على ثقافة الاستبداد.

وأضاف منسق "تجمع مصير"، أنَّ الراحل صاحب رأي وقلم وصوت شجاع، ودفع ضريبة باهظة قبل الثورة من اعتقال متكرّر وتضييق على نشاطه وتحركاته، وعانى خلال الثورة من خذلان الأصدقاء قبل الأعداء، ومن الغربة القسرية التي أبعدته عن بلده الذي عشقه بكل جوارحه.

وأردف "أبو هاشم" في حديثه مع "آرام" أنَّ "كيلو" بحسه الإنساني وتواضعه ونبل سلوكه، استطاع أن يكون من أكثر قيادات الثورة والمعارضة، "قدرة على محاكاة هموم وتطلعات السوريين"، وأن يكون قريباً منهم جميعاً، بخطابه الوطني العابر لكلّ الحساسيات الطائفية والمناطقية التي زرعها النظام الأسدي.

ولذلك جسد "أبو أيهم" في وعيه وسلوكه، الجوهر الوطني والأخلاقي للثورة السورية، ونال مكانته الكبيرة في وجدان شعبه، بتمسُّكه على طول الدرب بسردية الثورة، وأهدافها ورفض المساومة عليها، وعلى قدر محبة وتقدير السوريين لرجل الفكر والضمير، حزنوا عليه، لاسيّما أنّهم بأمس الحاجة في هذه الظروف العصيبة إلى وجوده بينهم.

بمثابة استفتاء

اعتبر الأكاديمي د. محمد الدغيم، أنَّ التفاعل والحزن العام على ميشيل كيلو هو "بمثابة استفتاء على الهوية الوطنية السورية الجامعة"، واستحضار لقيم الثورة السورية الحقيقة، ومطالبها العادلة بالحرية والديمقراطية، فهي ثورة حقّ ضد باطل، ومظلوم ضد ظالم.

وأكد أنَّها ليست ثورة دينية ولا طائفية، ولا تحمل أيّ إيديولوجيا، سوى أنَّها تهدف لإسقاط الاستبداد الجاثم على سوريا، وشعبها لأكثر من نصف قرن، ولكن قدر الثورات أن تمرّ بمراحل وتعقيدات تُعيق من حركتها، وتعمل على حرف مسارها.

وقال عضو الائتلاف الوطني "الدغيم" لـ"آرام": إنَّ هذا "طبيعي" إذا ما أخذناه بالسياق التاريخي، وهنا يأتي دور النخب السياسية، والقادة الذين يعملون على ترسيخ مفاهيم وقيم الثورة في ظروفها الصعبة.

وأضاف، لعلّ المفكر ميشيل كيلو، الذي رحل عنا البارحة واحداً من هؤلاء، فقد كان "ثائراً غيوراً يعتز بثقافة وتاريخ وقيم بلده، ونادى بالحرية دون أن يمس أو يسخر من أهله"، كما يفعل أدعياء الديمقراطية الجدد، فكان شخصاً مميزاً يستحق لقب "الأستاذ".

وسيبقى إرث "كيلو" الكبير –وفق أبو هاشم- "مُلهماً للأجيال السورية"، يسيرون على هدى وصيته، التي طالبهم من خلالها بوحدة الصف وتشبيك الجهود وتصليب المشتركات، باعتبارها شروط النصر على نظام الإجرام الأسدي، ونيل الحرية التي كان "أبو أيهم" وسيبقى من فرسانها الشجعان.

يشار إلى أنَّ السفارة الأمريكية في دمشق نعت الراحل في منشور عبر صفحتها على فيسبوك: "نُعرب عن خالص تعازينا في وفاة المعارض والمفكر السوري ميشيل كيلو الذي كرّس حياته مناديا إلى احترام الحرية وحقوق الإنسان للشعب السوري وأمضى سنوات في سجون الأسد بسبب تلك الجهود".

وأضافت أنَّه "توفي ولم يتمكن من رؤية وطنه مرة أخرى، وتقدر الولايات المتحدة عمل السيد كيلو، وستواصل جهودها الخاصة إلى جانب الشعب السوري والمجتمع الدولي للتوصل إلى حلّ سياسي للصراع في سوريا، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254".

وكتب الإعلامي فيصل القاسم: "ميشيل كيلو سيدخل التاريخ السوري من أوسع أبوابه، مفكراً وكاتباً ومنظراً وثائراً، وسيدخل طرطور الشام الذي سجنه ودفع به إلى الاغتراب، التاريخ كما تدخل الفئران بالوعة الصرف الصحي.. وداعاً ولروحك السلام أبا أيهم".

ونعاه الإعلامي محمد كريشان، بقوله: "رحيل المناضل الكبير ميشيل كيلو خسارة كبيرة لوطنه ولكل المؤمنين بسوريا جديدة لا مكان فيها للقهر والاستبداد. كان رجل حوار وقدرة على التعايش مع كل المختلفين معه. رحل قبل أن يرى سوريا التي حلم بها هو وأجيال عديدة. خالص التعازي للسوريين في هذا المصاب الكبير".

اقرأ أيضاً:

شاهد إصداراتنا