الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

لقمة مغمسة بالدم .. تعرَّف على الوجه الآخر لمعاناة السوريين في تركيا

14 مايو 2021، 11:08 م
ورشات عمال في تركيا
ورشات عمال في تركيا

عائشة صبري - آرام

يواجه العمال السوريون في تركيا، مصاعب كبيرة ويضطرون للعمل في أيّ مجال لتأمين قوت يومهم، وسط معاناة في اللغة، وانعدام لحقوقهم عبر عدم منحهم بطاقة التأمين الصحي (سيكورتا) التي تُمنح عادةً للعمال الأتراك.

مجموعة من الشبان السوريين تحدثوا لشبكة "آرام" عن أهم النقاط الرئيسية التي تواجههم خلال عملهم في المعامل أو الورشات التركية، وجميعهم أكدوا أنَّ حرمانهم من الـ"سيكورتا" هو أكثر ما يُعيقهم، ويتركهم بلا راتب حال انقطاع العمل لفترات مُعيَّنة من العام، أو إجراءات الحظر بسبب فيروس "كورونا".

حرمانهم السيكورتا

الشاب أيمن الأحمد، يعمل في ورشة "نكلاج" لتلميع الكراسي والطاولات، في مدينة بورصة، وهو مُهجَّر من ريف حمص الشمالي، يقول لشبكة "آرام": إنَّ "العامل التركي يحمل سيكورتا، بينما نسبة السوريين الذين يملكون سيكورتا هو واحد بالمئة، بالنسبة لأعداد العمال السوريين الذين يعملون دون تأمين صحي".

ويوجد فرق بين الأجرة التي يتقاضاها التركي وبين الأجرة التي يتقاضاها السوري، لأنَّ أغلبية السوريين يعملون دون "سيكورتا" أما العامل التركي فيضمن حقوقه في حال حصل له أيَّة إصابة أو ضرر في العمل، لأنَّه يملك "سيكورتا". وفق "الأحمد".

وبدوره يؤكد الناشط أسامة البوشي، وهو يعمل في ورشة نجارة بمدينة أنقرة، أنَّ الخوف من وقوع حادث قد يؤدي إلى شلل أو عدم قدرة العامل على العمل مرة أخرى، يرافق العمال السوريين بسبب عدم وجود تأمين صحي للعامل.

ويضيف لـ"آرام"، أنَّ "العامل التركي إذا انقطع عن العمل لحادث ما، لا يتأثر ذلك على راتبه الشهري بسبب التأمين الصحي، وهذا الأمر معدوم عند السوريين، فإن وقع حادث مع أحدهم لا يتقاضى أجراً، ويعود الأمر لمزاجية صاحب العمل إذا قبل أن يعطيه أم لا".

ويشير "البوشي" إلى تعرُّضه لإصابتي عمل، الأولى كُسرت أصابع يده في معمل زجاج فترك العمل، والثانية كانت الأخطر في ورشة نجارة، حيث قُطبت يده 54 قطبة وجفن عينه أربع قطب، واضطر لإجراء أربع عمليات ليزر للعين التي تضررت من الإصابة في العام 2017.

إصابات عمل1.jpg
ويوضح "البوشي" أنَّ العامل السوري حتى ولو كان محترفاً بعمله، يأخذ الحد الأدنى من الأجور في تركيا، وعندما يحصل على "العسكري أوجريت" كما يُسمّى في تركيا يُعتبر إنجازاً بالنسبة له، وهذا الراتب لا يكفي مصروف عائلة كاملة إن لم يكن أكثر من شخص قادرين على العمل.

ويوافق ذلك الناشط عمار خيرا، المهجّر من حي برزة الدمشقي، ويعمل في ورشة خياطة بمدينة بورصة، بأنَّ الأجور لا تكفي، فالشاب المتزوج يحتاج حالياً لأن يكون راتبه 4000 ليرة تركية، فالأجور الحالية تحتاج لمصروف محدود لتكفي بقية الشهر.

كما أنَّ العمل له مواسم محدَّدة في السنة، حيث يضطر العامل للجلوس من شهرين إلى أربعة شهور حيث يكون العمل متوقفاً، وخلال هذه فترة، يطلب الأتراك من السوريين عدم المجيء للعمل، كي لا يدفعوا الأجرة، وهنا يضطر السوري للبحث عن عمل جديد. وفق الناشط.

ولا يختلف الأمر إن كان صاحب العمل تركي أو سوري، سوى أن يكون عمله قانونياً من حيث الترخيص وتسجيل كافة العمال في التأمين الصحي، وعلى سبيل المثال: هناك معمل سوري في مدينة إسطنبول لديه 130 عاملاً، ولا يتجاوز المسجلون في الـ"سيكورتا" العشرة موظفين.

ومن يحاول تقديم شكوى يضطر لدفع مبلغ يوازي أو يضاهي المبلغ المطلوب تحصيله من صاحب العمل كأجور للمحامي، وغالباً يخسر القضية وعمله مثلما حصل مع أحد السوريين عندما دفع مبلغ 4000 ليرة للمحامي، وفق ما ذكر "خيرا".

كذلك، تعرّض ثلاثة شبان سوريين مؤخراً لعملية نصب من قبل صاحب العمل، بمبالغ 900 و1200، و1600 ليرة تركية، حيث تقدم اثنان منهم لشكوى والثالث لم يقدّم شكوى، والنتيجة سواء فلم يأخذوا حقّهم وصاحب العمل أغلق محله بسبب إجراءات حظر التجول في تركيا.

ويوم وقفة العيد (الأربعاء)، ذهب العامل السوري، محمد فادي البكر، لاستلام راتبه فتعرّض لضرب وكدمات على يد صاحب العمل في مدينة بورصة، بسبب استلامه المبلغ ناقصاً ومطالبته بباقي مرتبه، وصاحب العمل تجرَّأ على ضربه لعدم حمايته بالـ"سيكورتا"، التي تضمن حقّه، ولو كانت بحوزته لاشتكى إلى الشرطة.

عامل سوري.jpg

إجراءات كورونا

في الوقت الحالي، العامل الذي بحوزته بطاقة "سيكورتا" يتقاضى راتبه خلال فترة العطلة بسبب أجواء حظر التجوال الشامل، بينما العامل السوري حالياً راتبه متوقف بما أنَّه لا يملك "سيكورتا". وفق "البوشي".

وفي ذات السياق يشير "الأحمد" إلى الصعوبة الكبيرة التي تواجه العامل السوري في الذهاب إلى العمل، لأنَّ إذن تصريح العمل خلال فترة الحظر لا يستطيع العامل الحصول عليه إلا من خلال الـ"سيكورتا"، وعندما يضطر صاحب العمل للعامل يأخذه بسيارته ويعيده إلى المنزل.

وينوّه، إلى اضطرار بعض العمال إلى ترك عملهم، وأصبحوا عاطلين عن العمل بسبب الإجراءات الاحترازية من أجل وباء "كورونا"، لافتاً إلى أنَّ الراتب الذي يحصل عليه العامل السوري يتناسب مع المعيشة وإيجار المنزل فقط، دون أيّ توفير يذكر.

اللغة والخلافات

تعدّ اللغة حاجزاً كبيراً بين السوريين والأتراك، كون العامل لا يستطيع الالتزام بأيّة مدرسة أو مركز لتعلُّم اللغة، بسبب صعوبة المعيشة، فهو مضطر للبحث عن لقمة العيش، فمن أولويات السوريين في تركيا إيجاد فرصة عمل. حسب "الأحمد".

وأضاف أنَّ ساعات العمل طويلة، ففي بعض الأعمال تفوق العشر ساعات، وهناك أعمال تتراوح ما بين الاثني عشر والأربع عشرة ساعة، وذلك لأنَّ تركيا معروفة بأنَّها دولة منتجة بالدرجة الأولى، والعمل فيها صعب جداً. وفق وصفه.

وحول الصعوبات التي تواجه العامل السوري، أفاد "البوشي"، بأنَّ المشاكل التي تواجههم بحكم عملهم اليومي في منازل مختلفة، هي السؤال المتكرر حول "سبب مجيئنا إلى تركيا، وأنا أملك لغة جيدة وأستطيع الإجابة، وأدافع عن نفسي"، لافتاً إلى أنَّ هذا الأمر تخطّى حدود السؤال العفوي، وأصبح بمثابة مهاجمة للسوري.

بدوره الناشط "خيرا"، أوضح أنَّ الفرق بانخفاض أجرة العامل السوري عن العامل التركي، يعود إلى موافقة السوريين على العمل براتب قليل، وهذا خطأ من السوريين، واستحكام من الأتراك الذين لا يرغبون بعمل "سيكورتا" وإذن عمل، كي يتهربوا من دفع ضريبة العامل.

وأشار إلى وجود فرق كبير بالمعاملة من حيث ساعات العمل، فالتركي لا يعمل إضافي فوق الـ 12 ساعة، ومنهم لا يرضى أن يعمل 12 ساعة بدون "سيكورتا"، لكن السوريين يضطرون لقبول العمل لتأمين لقمة العيش.

وأضاف "خيرا" أنَّ معظم السوريين يتمنون أن تأتي دورية تفتيش إلى مكان العمل حتى يضطر صاحب العمل لاستخراج "سيكورتا"، كي يضمنوا حقهم أولاً، وليستطيعوا التقديم على الجنسية التركية، وإرسال دعوة لعائلاتهم في سوريا لزيارتهم.

وفي نهاية الشهر الماضي، شهدت تركيا عودة عشرات اللاجئين فيها إلى مناطق الشمال السوري بشكل طوعي عبر المعابر الرسمية، وغالبيتهم كانوا في ولاية "هاتاي"، وواجهوا ظروفاً قاهرة جراء استمرار حظر التجوال وتعطل أعمالهم، فيما اتخذ عدد منهم قرارهم بعد إلغاء السلطات التركية إجازة عيد الفطر.

يذكر أنَّ بعض حوادث العمل في تركيا أودت بحياة عدد منهم، ففي 24 أبريل/نيسان الماضي توفي السوري بشار طلال أبو سويد في مدينة إسطنبول، إثر تعرضه لصعقة كهربائية داخل محل لبيع الحلويات، سبقه بيومين وفاة الشاب مازن صيداوي، إثر سقوط شجرة عليه أثناء عمله في معمل لتقطيع الأخشاب في منطقة "قوجة إيلي".

اقرأ أيضاً:

شاهد إصداراتنا