السبت 13 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

هل سينهار النظام لانهيار الليرة السورية؟

يتباين الرأي حول تأثير انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام باقي العملات، بين من يرى أنها ستفضي إلى انهيار نظام الأسد، ومن يرى أنها لن تؤثر على استمراره بدعوى أنه ممسك أمنياً بجميع المفاصل.

ولن يؤدي ذلك إلى أية احتجاجات شعبية أو مفاجآت غير متوقعة إذ أثبتت التجارب أن النظام معتاد على التكيف مع هذه الحالة، بل هو من يصطنعها كل مدة للتلاعب بسعر الصرف لتغطية نفقاته ودفع رواتب شبيحته.

ويرون بأن الهدف الأمريكي من حصار النظام اقتصادياً يقتصر على مجرَّد تغيير سلوكه في الملف السياسي دون أن يؤدي ذلك إلى إسقاطه وستتدخل بعض الدول العربية لإنقاذه في الوقت المناسب بإيحاء أمريكي عندما يقدم التنازلات المطلوبة.

وعليه من غير الواقعي التعويل على انهيار النظام نتيجة لانهيار قيمة العملة السورية، وأن ذلك مجرد تمنيات، وفي الواقع كل ما يساق من حجج تؤيد هذا الرأي لها ما يدعمها.

ولكن علينا أن نلاحظ أنه لم يحدث انخفاض متوالي لسعر صرف العملة مثلما نشهده اليوم حيث فقدت الليرة أكثر من ثلث قيمتها خلال بضعة أيام  فقط، ويتوالى الهبوط بشكل حاد كما نرى، هذا أولاً.

وثانياً: علينا أن نتذكر أن النظام كان قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الاقتصادي والسياسي والعسكري معاً في العام ٢٠١٣ عندما تدخلت إيران عسكرياً واقتصادياً لإنقاذه بالتزامن مع الإفراج عن ١١٠ مليار دولار من الأموال الإيرانية المودعة في البنوك الغربية بموجب الاتفاق النووي الشهير (1+5) في عهد الرئيس أوباما.

والآن الوضع مختلف تماماً (...) فمن جهة أمريكا، قال ترامب: "انسحبت من الاتفاق النووي وحاصرت إيران اقتصادياً"، والأخيرة منشغلة بلملمة وضعها الداخلي ومعالجة تداعيات التحركات الشعبية في لبنان والعراق واتسع الخرق على الراقع بالنسبة لها.

ومن جهة أخرى ليس لدى روسيا ما تُقدِّمه في هذا المجال لإنقاذه بعد أن أنقذته من سقوط آخر محتوم في ٢٠١٥ بدعمها العسكري، ومن ثم السياسي اللامتناهي، لاسيّما وأن خيوط لعبة الضغط أو الخنق الاقتصادي ليست بيد روسيا وإنما بيد أمريكا. 

وما دامت إدارة الرئيس ترامب مصرة على محاصرة إيران والنظام السوري معاً، فإننا سنشهد تداعياً وسقوطاً دراماتيكيا للنظام الأسدي ولن يجدِ مجرد تعديل سلوكه في الملف السياسي إذ أنه من غير المتوقع منه تقديم تنازلات حقيقية فيه.

لأن الأنظمة الاستبدادية الشمولية بطبيعتها عصية على الإصلاح، ولا يمكنها قبول الحلول الوسط، فإمَّا الهزيمة الكاملة أو الانتصار الكامل، وهو ما أعلنه رأس النظام بشار الأسد منذ خطابه الأول عقب اندلاع ثورة الحرية والكرامة.