عائشة صبري – آرام
أطلقت مجموعة من الحقوقيين السوريين، حملة إعلامية تحت وسم "مجبرون لا خائنون"، وذلك بهدف فضح ممارسات نظام الأسد حول إجبار الأهالي على انتخابه في مناطق سيطرته في سوريا، تحت طائلة التهديد والمسؤولية.
وقال أحد القائمين على الحملة، الحقوقي علي رجب، في حديث لشبكة "آرام": إنَّ "العديد من الرسائل التي وردت إلينا، تثبت بأخذ مسؤولي النظام في الدوائر الحكومية والمدارس والجامعات والقطع العسكرية تفقدات للأشخاص كي ينتخبوا".
وأضاف أنَّ "النظام يستغل مؤسسات الدولة من أجل حملته الانتخابية، وهذا يُعد خرقاً للقانون، فكيف لأحد الناخبين أن يحتكر مؤسسات الدولة لصالحه دون غيره من المرشحين".
والرسائل التي وردت حول أسماء من ينتخب ومن لا ينتخب تحت طائلة التهديد، منها قطع مادة الخبز عن أهالي مدينة الرستن، إضافة إلى قيام مشرفة أحد المساكن الجامعية بالصراخ على الطالبات عند الساعة السادسة صباحاً كي يذهبوا لإجراء الانتخاب.
ومن البيانات الرسمية ما صدر عن وزارة الإدارة المحلية والبيئة في محافظة درعا، حول قرار الالتزام بالدوام الرسمي يوم إجراء الانتخابات (26 أيار) مع عدم منح إجازات أو مغادرة للدوام تحت طائلة المسؤولية مع الطلب بالإبلاغ عن أسماء الغائبين، كما وردت رسالة من وزارة الأوقاف بأخذ التفقد لحضور الانتخابات.
مهزلة الانتخابات
وأكد "رجب" أنَّ السوريين يدركون حقيقة مهزلة الانتخابات، ويعلمون كامل الإجراءات وفقاً للدورات الانتخابية السابقة 2000/2007/2014، وهي ذاتها تتكرر اليوم في محاولة لخداع المواليين له بممارسة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية.
وأوضح الحقوقي أنَّ هذه الحملة ستستمر بعد انتهاء عملية الانتخاب، لكي يتم رصد أكبر عدد ممكن من الوثائق والدلائل التي تثبت إجبار الأهالي على الانتخابات، وبأنَّ ما يجري هو ابتزاز للسكان في مناطق سيطرته عبر التهديد بملاحقات أمنية أو بعرقلة أمورهم ومعاملاتهم اليومية التي تحتاج لموافقات أمنية ستكون مشروطة بأنَّه انتخب أم لا.
وأردف: "نحن نريد فضح تلك الممارسات، وتبيان أنَّ السوريين ليس كلّهم خائنين لوطنهم أو لأولادهم الشهداء أو المعتقلين أو ممتلكاتهم المسروقة أو المدمَّرة، بالتالي هي فرصة للجميع بفضح بشار الأسد الذي يشرعن نفسه، ولو كذباً، لسبع سنوات جديدة".
صورهم لنعرفهم
وسبق هذا، حملة للحقوقيين تحت وسم "صورهم لنعرفهم" التي استهدفت اللاجئين السوريين الذين ينتخبون بشار الأسد عبر سفاراته في الدول المقيمين فيها يوم العشرين من الشهر الجاري.
وأفاد "رجب" بأنَّ الحملة حققت هدفها بخلق رعب داخل السوريين المؤيدين للنظام بأنَّهم ليسوا في مأمن من الملاحقة، ولا يحقُّ لهم تأييد الأسد في بلاد اللجوء، وبعد توثيقهم، سنتواصل مع منظمات حقوقية حتى يتم رفع الصور والأسماء للجهات القضائية الموجودة في أوروبا ودول اللجوء ليتم إعادة ملفات لجوئهم، فهم لا يحتاجون للجوء طالما بلدهم آمنة لهم وينتخبون رئيسها.
ولاقت الحملة تفاعلاً جيداً، وانتشرت على العديد من الوسائل الإعلامية وغرف تواصل السوريين في بلاد اللجوء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تصل رسالة واضحة لهم، مفادها: "متابعة كل من يشارك في الانتخابات، إضافة إلى كشف محاولة النظام ابتزاز السوريين عبر عرقلة معاملاتهم".
وبحسب "رجب"، فإنَّ الحملة في سياق الوفاء للمعتقلين الذين ينتظرون منَّا أن نخرجهم من السجون ونحاسب مرتكبي الجرائم ضدهم، وليس أن ننتخب من اعتقلهم وعذَّبهم، وفي سياق الوفاء لدماء الشهداء ودمار المناطق الثائرة في البلاد، قائلاً: "تواصلنا مع المشرفين على قانون قيصر لمتابعة الأمر مع المنظمات الدولية التي ساهمت بسوق الشبيحة إلى المحاكم".
وتمت حملة "صورهم لنعرفهم" بالتعاون مع عدد من الحقوقيين والإعلاميين وبالتنسيق مع مجالس وتنسيقيات سورية، ومنها اتحاد نشطاء الثورة ومجلس السوريين الأحرار، إضافة إلى حملة "للمحاكمة لا الحكم" التي أطلقها الائتلاف الوطني السوري.
وسبق أن صرّح عضو "تجمع أحرار حوران" الإعلامي محمد عساكرة لـ"آرام"، أنَّ هناك رفض شعبي قاطع لإقامة الانتخابات في مناطق درعا، ووصلت تهديدات للقائمين عليها بأنَّه سيتم استهداف بعض المراكز حال تم تفعيلها، ومنها تعليق منشورات ورقية على جدران بلدة السهوة (شرق)، تحذّر الأهالي من المشاركة فيها.
اقرأ أيضاً:
- لماذا اختار بشار الأسد دوما دون غيرها من المناطق الثائرة؟
- مجلس القبائل والعشائر السورية يؤكد على أهمية "قوتنا في وحدتنا"
- سياسيون: انتخابات نظام الأسد .. ساقطة قانونياً ومدعومة أمريكياً
- نقلة نوعية في علاج الخدج وإنقاذ حياتهم في إدلب