السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

تحديات الهوية الإسلامية وعلاقة نظام الأسد بمشروع تدميرها

29 مايو 2021، 03:13 م
الدكتور العراقي محمد عياش الكبيسي - تحديات الهوية الإسلامية
الدكتور العراقي محمد عياش الكبيسي - تحديات الهوية الإسلامية

عائشة صبري - آرام

تحدَّث الدكتور العراقي، محمد عياش الكبيسي، في ندوة على منصة تويتر دعا إليها د. طارق شندب، عن الهوية الإسلامية، مؤكداً أنَّها تكون "واضحة"، لأنَّها تجمع عامة الناس من الطفل إلى المسنّ.

وقال "د. الكبيسي" في الندوة التي استمرّت لنحو ساعتين، بحضور شبكة "آرام": إنَّ "الهوية الإسلامية يجب أن تكون مبسّطة بكلمات محدودة، مثل: المسلم هويته شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، أو أداء الفرائض الخمس، أو الأذان هو هوية بمفردات بسيطة يفهمها الجميع، وغيرها مما يدلّ على أنَّ دينه الإسلام".

وأضاف: "بسهولة تعرف أنَّه مسلم طالما اشترك بهذه الهوية، وتأتي المكملات عبر التاريخ من خلال الرموز مثل: الخلفاء الراشدين أصبحوا جزءاً من الهوية الإسلامية لأنَّهم شكّلوا ضمير الأمة، ويُنظر لهم من جانبين: هوية الأمة وكتابة بحوث علمية عنهم".

ومن رموز الهوية الإسلامية أيضاً: "الأماكن، مثل المآذن في مدينة إسطنبول التركية حيث حافظت على هويتها من خلالها بغض النظر عن الآراء الفقهية بموضوع الإعمار، أو مثلاً ستار الكعبة هو رمز للهوية الإسلامية، كذلك خط المصحف العثماني، وغيرها من الرموز".

تحديات الهوية

أفاد "الكبيسي" بأنَّ الهوية الإسلامية تواجه تحديات، ومنها، محاولة قصر وتضييق الهوية: فهي جامعة من كافة التخصصات، فكلّ من لم نستطع إخراجه من الملة له الحقّ بالهوية الإسلامية.

وأيضاً، التعصب: الذي يخرج المخالفين لمذهب ما، أو شيخ معيَّن، وهذا يخالف الحديث النبوي "إنّما المؤمنون أخوة"، وهذا التحدّي له عواقب كبيرة من التفرق والشرذمة بين صفوف أبناء الهوية الواحدة.

وأشار إلى تحدٍّ خطير يتمثل بـ محاولة استبدال الهوية: وذكر أنَّ أكبر دليل على ذلك هو النموذج الإيراني، وعلى رأسهم "علي شريعتي" الذي يُسمونه فيلسوف وملهم الثورة الإيرانية، ومبدأ عمله هو العمل على تغيير أسس الإسلام، مثال: "تعظيم كربلاء أم الكعبة".

ويدعو "شريعتي" أتباعه إلى تعظيم شعائر بديلة عن الشعائر المعروفة، لتكون جزءاً من الهوية الإسلامية، ويقول: "علينا أن نفكر بصناعة أمة جديدة بديلة، فحينما يركز العدو على النبوة، نُركز نحن على الإمامة، وحين يعتمدون المسجد للعبادة، نتعبد في الحسينية، وعلينا تقديس يوم عاشوراء في محرم، أكثر من تعظيم ليلة القدر في رمضان".

ويطالب "الكبيسي" المسلمين بوجوب القراءة بعمق وتقصٍّ، وليس فقط الاكتفاء بتغريدة ما على موقع تويتر لأحدهم، أو مقالة ما دون البحث في خلفياتها، كي لا ننغر بعنوانين براقة تخدع القراء أو السامعين.

علاقة الأسد بإيران

أكد "الكبيسي" خلال الندوة، أنَّ ميليشيا إيران، وتنظيم "داعش"، ضربا مشروع الثورة السورية، فلا خلاف أن "داعش" صناعة إيران، لكن المشكلة أنَّ الناس تتناسى، فالنظام السوري في أيام الثمانينات هو الذي زوَّد النظام الإيراني بصواريخ سكود التي تدك بغداد.

وأردف: "لقد غُرّر بهذا النظام (حافظ الأسد) أنَّه عروبي يُدافع عن العرب (...)، لكن في الحقيقة، نظام الأسد هو جزء من مشروع أكبر، القصد منه تدمير هوية الأمة الإسلامية"، لافتاً إلى أنَّ استخدام الأدوات المتناقضة لمشروع واحد هو من السياسات القذرة في هذا العصر.

وذكر "الكبيسي" أنَّ الدول العربية قسّمت عبر اتفاقية "سايكس بيكو"، وهي نفسها تتعرض للخطر عندما تقع كمشاريع عابرة للحدود "الصفوي والإسرائيلي"، وإذا أرادوا الحفاظ على الدولة، نجد أنَّ مشروع الأمة يوفر حماية أكبر من الدولة.

وبيَّن أنَّ الأمة فضاء يحمي الدولة من تلك المشاريع، مثلاً: "عدوان إيران على السعودية هل تتعامل معه على أنَّها دولة منفصلة عن الأمة أم منها، وبالتالي تقوية الأمة تقوي دوائر الدولة، فالتشتت الذي تعاني منه عقليات معينة تنظر للدول على أنَّها عدو".

وفي هذه المرحلة (خمسين سنة الأخيرة)، ينبغي أن تقتنع كلّ دولة بأن تحترم الأمة، ولا تُشكِّل فجوة أو صراع بين الدولة والأمة، فهل تستطيع دولة البحرين الدفاع عن نفسها لوحدها؟، وليس فقط سياسياً، بل أيضاً ثقافياً وجغرافياً وغيرها من المحاور. حسب "الكبيسي".

وختم حواره بالقول: إنَّ "الهوية بسيطة وجامعة، والدفاع عنها يتطلب وجود مختصّين كحرَّاس للأمة، وهناك علماء تخصصوا بمقارعة الغزو الخارجي أو الدعوات الباطنية"، مشيراً إلى استخدام المشروع الغربي – الأمريكي، "الحركات الباطنية بشكل واضح".

والجدل الذي حصل في العراق، كان عبر تخوّف الكثير من الناس من إبعاد العراق عن الأمة، لكن فوجئنا بأنَّ الدبابة الأمريكية جلبت معها أدوات إحياء الباطنية من تحت القبور، وصار العراق أكثر تخلفاً من حكم صدام حسين.

وبالتالي "لكي تتخلص من الفوضى عليك حراسة الأرض"، ويتساءل "الكبيسي": ماذا بعد حرق الأراضي في سوريا والعراق واليمن؟ "نحن هنا نحتاج لباحثين مختصين يدرسون تلك الظواهر".

يذكر أنَّ الندوة تخللها مداخلات قيّمة من المستمعين، من بينهم الإعلامي السوري أحمد الهواس، وكان القاسم المشترك للمتداخلين أنَّ الندوة كانت غنية بالمعلومات، مع دقة شرح الدكتور الكبيسي.

اقرأ أيضاً:                     

شاهد إصداراتنا