الخميس 11 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

إطلاق مشروع لتزويج الأرامل في الشمال السوري .. تعرّف على الشروط

07 يونيو 2021، 10:02 م
صورة تعبيرية لنساء في مخيمات الشمال السوري
صورة تعبيرية لنساء في مخيمات الشمال السوري

عائشة صبري – آرام

تواجه غالبيَّة الأرامل صعوبات اجتماعية واقتصادية تُضاعف من آلامهنَّ وهمومهنَّ وأحزانهنَّ، فبعد أن دُفنت جثامين أزواجهنَّ تحت الثرى، ستمضي أيام معدودات، وتودِّع الأرامل أيام الاستقرار ليفتحنَ في حياتهنَّ صفحةً جديدةً لا تنتهي من المعاناة ليس أقلَّها فراق شريك العمر، وتحمّل مصاريف الأطفال، ومشاكل نفسية ومادية تتلخص كونها "أرملة".

وتداول ناشطون محليون على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صورة لعقد اتفاق خاص بمشروع "العفاف" الذي أطلقته جمعية "عطاء" للإغاثة الإنسانية في الشمال السوري، ويتضمن تقديم مبلغ مالي قدره 2500 دولار أمريكي، يُصرف عبر ستة أقسام.

وللحديث عن هذا المشروع أجرت شبكة "آرام" حواراً مع نائب مدير الجمعية، ومدير إدارة الخدمات الاجتماعية، عبد الرحمن جعفر الشردوب، الذي أوضح أنَّه بهدف إعادة تكوين العائلة السورية عبر تزويج عدد من الشباب العزّاب من الأرامل مع كفالة أيتامهنَّ، ومنوهاً إلى أنَّ الصورة سُرّبت للإعلام بشكل خارج عن إرادتهم.

إليكم نص الحوار التالي:

  • ما هو مشروع العفاف؟

هو عبارة عن منحة مشروطة بسداد جزء منها (قرض حسن) تُقدّم مع برنامج تأهيلي للمقبلين على الزواج، عبر برنامج زمني بشكل مدروس، وتم الأخذ بعين الاعتبار أن يشمل المشروع الفئات الأكثر هشاشة، فكان أغلبها للزواج من السيَّدات فاقدات المعيل، ولم يشمل المشروع أيضاً الرجل المتزوج.

وقد أوضحت الدراسة الأولية أنَّ هذا الزواج يُساهم في دعم ثلاث فئات اجتماعية تضررت من الحرب، وهي فئة الشاب الأعزب الفقير والأرملة التي فقدت المعيل ويتيمها الذي يحتاج إلى رعاية وكفالة، حيث أنَّ معظم المنح المقدَّمة كانت بناءً على تقييم احتياج أولي.

وجدنا فيه أنَّ تقديم المشروع بهذه الصورة مع وضع المعايير المناسبة واتخاذ كافة التدابير اللازمة، سيكون عاملاً في نجاحه وفي استقرار العائلة بعد الزواج، وقد جاءت النتائج إيجابية-بفضل الله- حيث لم يُسجّل في المنح الـ37 المقدَّمة، بعد مرور سنتين سوى حالتي طلاق، بما يعادل (5%) من الزيجات، وهي نسبة منخفضة جداً مقارنةً مع نسبة الطلاق العالية التي يشهدها المجتمع، وبهذا نكون قدَّمنا للمجتمع أسراً مستقرة بنسبة ممتازة.

  • ما سبب إطلاق المشروع؟

النقطة الأساسية في المشروع، هي السعي لإعادة لم شمل العائلة السورية -والتي هي نواة المجتمع- وتأمين الظروف الضامنة للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والنفسي، فقد أوضحت بعض الإحصاءات والتقديرات أنَّ عدد الأرامل (والسيدات اللواتي يترأسن عوائلهن في سوريا وتركيا) تتجاوز الـ 300 ألف امرأة، ويغلب على المرأة السورية والعربية عدم الاستقلالية المادية والاعتمادية على المعيل، ويتم تقسيم العمل في العائلة السورية بحيث يكون الرجل هو من عليه إدخال الإيراد (المعيل) والمرأة عليها تربية الأطفال والعناية بالمنزل.

وعلى الرغم من كون هذا الأمر كان ناجحاً بشكل ما أيام السلم (وهو ما تطالب به بعض النساء في المجتمع الغربي)، إلا أنَّه كان له تأثير سلبي على هذه الفئة بعد فقدان المعيل، فهو أمر دخل في تركيبتها الذهنية، ويحتاج إلى ثلاثة أجيال على الأقل حتى تتغير هذه الذهنية، لذلك فالمشروع هو حلّ سريع لمعالجة ثغرة في المجتمع لحين لحاق النساء بقاطرة التنمية.

والمشاريع الأخرى المتعلقة بالتمكين الاقتصادي والتدريب المهني، على الرغم من أهميتها، إلا أنَّها تأخذ وقتاً طويلاً جداً، فمن المعروف أنَّ المشاريع الريادية لا يستطيع النجاح بها إلا فئة صغيرة جداً من المجتمع برجاله ونسائه، فكيف بفئة تعدُّ الأضعف في المجتمع، وهي إحدى الفئات التي تطلق عليها الأمم المتحدة (الفئات الأكثر هشاشة) ونفس الأمر بالنسبة للتدريب المهني، فتحتاج المرأة لعدد من السنوات حتى تستطيع الاعتماد على نفسها وإعالة عائلتها بشكل كلّي دون تلقي أيّ دعم خارجي.

  • ماذا تقدّم جمعية "عطاء" لتمكين المرأة؟

تُقدّم عدّة برامج ومشاريع تستهدف تمكين المرأة، منها مشاريع مؤقتة معتمدة على المنح الدولية، أو البرامج المستدامة مثل: مشروع "صندوق حياة" الذي حصلت به (139) أرملة على تمويل صغير لمشروع متناهي الصغر، أو المراكز المجتمعية التي تقدّم تدريباً ثقافياً واجتماعياً ومهارات مساندة للدخول لسوق العمل، كلّها تصبُّ في مسعى تمكين المرأة بشكل عام، ومن يقوم بتحويل الحالات إلى دائرة الخدمات الاجتماعية هم أشخاص مختصون، ويدير الأنشطة المختلفة المنضوية في المشروع مجموعة من المختصين ممن لهم باع طويل في هذا المجال.

تدير جمعية "عطاء" دائرة خاصة بالخدمات الاجتماعية، وتعمل هذه الدائرة منذ سنوات على تقديم بعض الاستشارات الاجتماعية والنفسية والصحية، وذلك حسب حالات فردية تظهر من خلال العمل بالمشاريع الخيرية والتنموية المختلفة في الجمعية، وتقوم إدارة المشاريع ومكاتب وفروع سوريا وتركيا بتحويل هذه الحالات إلى المختصين في دائرة الخدمات الاجتماعية، فيتم الاستقرار على الرأي بأنَّ الحلّ الأفضل هو إعادة تكوين العائلة من جديد.

  • ما مميزات مشروع العفاف وفوائده الاجتماعية؟

هدف المشروع الرئيسي، هو إعادة تكوين العائلة السورية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ على السوريين في مجتمع النزوح واللجوء، وارتفاع تكاليف الزواج التي تثقل كاهل الشباب والمشروع بصورته الحالية فيه قيمة مضافة، كونه يُقدّم مساعدة لثلاث فئات اجتماعية على الاستقرار والاندماج الإيجابي في المجتمع.

وقد اجتهدنا قبل تقديم الدعم للتأكد والتحقّق من وجود توافق بين الزوجين على رعاية الأيتام، وكفالة الأيتام هو أحد الغايات الأساسية من طرح المشروع بهذه الصورة، ونكون بهذا الزواج قد أضفنا استقراراً إضافياً لليتيم، كما أنَّ هذا المشروع يتناسب مع التوجّه الدولي لرعاية الأيتام، فبعد مرور المجتمع الغربي بتجارب عديدة بعد الحربين العالميتين، تم الاتفاق على أنَّ جمع الأيتام في مركز واحد (ميتم) هو أمر خاطئ تماماً، لذلك فقد تم استبداله بفكرة "Fostering" (حرفياً التبني) وهو شكل من أشكال كفالة اليتيم أيّ إرسال اليتيم لعائلة تكفل تقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي والدراسي له.

أحد المشاريع الدولية التي تم العمل عليها بشكل واسع هي مشاريع قرى الأطفال "SOS"، وهي مشابهة جداً لفكرة مشروع العفاف، إلا أنَّ هذا المشروع له ميزة متقدمة عليه، وهي عدم جمع الأطفال بقرية واحدة مما جعله يتلافى السلبية في هذه القرى، وهي مخالطة اليتيم لأيتام فقط ولفئة تخضع لنفس المعاناة.

  • ما أهم التدابير الضامنة لنجاح المشروع؟

1-     خضوع المتقدمين للمنحة لدورات تأهيل تقدم للمقبلين على الزواج، وهذه الدورات أعدها مختصون في الجوانب الشرعية والتربوية والصحية والقانونية والاجتماعية.

2-     التأكد من أنَّ الشخص المتقدّم للمنحة لديه دخل ثابت يستطيع من خلاله النهوض بالأعباء الزوجية بالحد المقبول.

3-     حصول تزكية للشاب المتقدّم للمنحة من رجال ثقات في المجتمع، وقناعتنا خلال المقابلة وجود رضى وتوافق بين الطرفين ورغبة باستمرار الحياة الزوجية، والأمر الذي عزَّز نجاح المشروع هو تحقّق هذه الغاية، حيث أنَّ معظم المنح التي قدّمت كان فيها اتفاقاً إيجابياً بين الشاب والأرملة على الزواج وكفالة الأيتام، وغالباً ما كانت تربطهم صلة قرابة أو معرفة.

4-     المنح المقدمة من "عطاء" كانت بناءً على مخرجات لأنشطة ومشاريع اجتماعية تم تقديمها في فروع الجمعية المختلفة، وهذا ما يفسّر قلة عدد الحالات المشمولة بهذا المشروع، إذ أنَّ عدد الحالات بلغ 37 منحة مع أنّ المشروع ابتدأ عام 2018، فالمنح التي تُقدّم نتيجة بعض الترشيحات، والإحالات التي تحوّل لدائرة الخدمات الاجتماعية من المشاريع، والفروع التي تشرف على إدارتها جمعية عطاء، ونتيجة لهذا السبب لم يتم الإعلان عن المشروع في مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي ما يتعلّق بالإعلان المتداول على وسائل التواصل، فقد تم تسريبه من دون إذن الجمعية، وتقدير الجمعية في عدم نشره هو أنَّ المشاريع الاجتماعية، وخاصة مشاريع الزواج لا يمكن أن تعرض بهذه الصورة لأنَّه قد تستغل وتفهم بصورة خاطئة، ويكون فيها إساءة للفئات الاجتماعية المستهدفة بينما الهدف من المشروع، هو خدمتها وتقديم ما يناسبها بأفضل وأرقى صورة تستحقها.
جمعية عطاء.jpeg
اقرأ أيضاً:                     

شاهد إصداراتنا