الأحد 07 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

الانحياز الطائفي للفساد

12 يونيو 2021، 10:36 ص
طائفية العراق
طائفية العراق
12 يونيو 2021 . الساعة 10:36 ص

لم يكن فساد بعض ساسة الشيعة يختلف عن فساد الآخرين، ولم يكن إجرامهم أكبر من إرهاب وإجرام الآخرين، لكن تمويل الإعلام المأجور لقلب الحقائق وتدليسها والتغطية عليه أكبر بكثير مما يتوقعه المتابع للشأن السياسي.

عندما تتابع البرامج التي تعرضها بعض القنوات، ومواقع التواصل الإجتماعي المعروفة الممولة من الخارج، تعرف حجم الدعم وإمكانيات التمويل، فلا يمكن لأي قناة شيعية حزبية أن تأتي بالإعلاميين والإعلاميات ومقدمي البرامج (البارزين) لارتفاع أجورهم قبال البرامج التي يقدمونها.

فلا نستغرب من انصياعهم الأعمى لصاحب المال، الداعم الرئيسي الذي يستأجرهم، لاستهداف طرف دون الطرف الآخر، لأن المال السياسي هو الحكم في حسم القضايا السياسية.

 لا يمكن أن ترى برنامج على قناة الشرقية أو دجلة أو غيرها أو البشير شو ومن على شاكلته، يستهدف الآخرين؟ ليس لعدم وجود الفاسدين فيما بينهم، فلديهم من الفاسدين والفساد ما يزكم الأنوف، وفيهم من القتلة والمجرمين الغارقين في أنهر من دماء الأبرياء، بل فيهم إرهابيين وقادة إرهاب شاركوا في قتل حتى أبناء جلدتهم.

هناك من يصرح عن عمالته للاستخبارات الأجنبية علناً، وآخر يتحدث في جلسات عامة عن تبرئة الإرهابيين ومسح أسمائهم من الحواسيب، ويعدهم بتعويضات بعشرات الملايين، وإسقاطها عنهم بجرة قلم، وعن سياسيين إرهابيين وقادة إرهاب أصحاب مناصب عليا في الدولة، (نائب رئيس الجمهورية) و(وزير المالية) و(محافظ) و(عضو مجلس محافظة) عرضت بعض القنوات اعترافاتهم واعترافات حماياتهم، بتلقي الأوامر والتعليمات منهم، لقيامهم بعمليات إرهابية في بغداد والمحافظات وحتى في مبنى البرلمان، ومنهم من اعترف بكونه (والي بغداد لتنظيم القاعدة) في سنة ٢٠٠٩ وليصبح في ٢٠٢١ عضو مجلس نواب، وذلك غيض من فيض مما هو موجود على أرض الواقع.

أما عن من يريدون الاستقلال بدولة، فلقد وصل بهم الحال إلى سرقة المعاشات الشهرية لموظفيهم، ولهم ١٧٪ من الميزانية العامة، ويصدرون مئات الآلاف من براميل النفط يومياً، ناهيك عن واردات المنافذ الحدودية والمطارات وغيرها.

فلم يقف الأمر عند هذا الحد، بل استغلوا الإرهاب في ٢٠١٤ وساوموا القطعات العسكرية المنسحبة من المناطق الغربية، على اسلحتهم واعتدتهم مقابل عبور حدود محافظاتهم، وكأنهم دولة داخل دولة، وأخذوا يقضمون المناطق المتنازع عليها ووضعها تحت سلطة مليشياتهم علناً، بدعوى حماية مناطقهم من الإرهاب بعد طرد السكان منها، أو نقلهم إلى مخيمات لللاجئين.

لم يجرُؤ أولئك الإعلاميون على ذكر فساد وإرهاب تلك الأطراف، ليس حباً بهم أو لطهارتهم ونزاهتهم،  بل لكثرة أموالهم وطائفية من يقف وراءهم.

فلقد صب الإعلام الأحادي جام غضبه على السياسيين الشيعة فقط، وكأنهم الطرف الوحيد الذي يحكم العراق، ولم يتذكروا أنهم شركاء معهم في المناصب العليا للدولة كرئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب ووزراء ونواب ولهم من المناصب ما لغيرهم حسب حجمهم لا بل يزيدون.

كانت المهمة استهداف الشيعة وتسقيطهم دون غيرهم، وإيصال صورة للعالم أنهم عاجزين عن إدارة الدولة، ولا يستحقون الحكم، وإنهم جاءوا من أجل النهب، والآخرين بمثابة الأولياء والصالحين.. والتغطية على فسادهم وامتداداتهم وارتباطاتهم بالإرهاب.

نعم الحقائق مرة ويصعب تقبلها، لكنها تبقى حقائق مهما تمت تغطيتها وتدليسها، ويبقى الفاسد فاسدا والإرهابي إرهابيا، وسيبقى هذا الحال إلى أن يحدث تغيير في الوعي المجتمعي، ورفع غمامة التجهيل القسري عنه، والشعور بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه أمام ما يجري في العراق.

فالاستهداف الأحادي الجانب معروفة أسبابه ودوافعه، وهو سياسة رسمت ملامحها في المعاهد الإعلامية الاستخباراتية الأجنبية، التي نجحت في استخدام الإعلام كأفضل سلاح في الحروب الجديدة، التي تعنى في استهداف الدول والطوائف والجماعات، فأحدثت نجاحات كبيرة في رسم خرائط جديدة في مناطق وبلدان الشرق الأوسط الكبير والذي أسموه بـ "الشرق الاوسط الجديد"، حسب ما تم رسمه من سياسات جديدة في المنطقة، وكان العراق التجربة الأولى الناجحة في تلك الحرب، ليكون تحت وطأة الإكراه من أجل الخضوع لإرادات القوة الخارجية، أو يبقى ساحة للصراع الداخلي وتصفية الحسابات.