حكمت محكمة سرمدا التابعة لحكومة الإنقاذ في محافظة إدلب شمالي سوريا، على الناشط الإعلامي "عامر عاصي" الذي اعتقلته قبل شهرين على خلفية مثوله لديها بصفة شاهد على إحدى القضايا المتعلقة بخلاف حصل في إحدى المنظمات، بالسجن لمدة تسعة أشهر مع غرامة مالية مقدارها خمسة آلاف دولار.
وأفاد الصحفي أحمد عاصي شقيق عامر، بأنه قرار مبرم غير قابل للطعن أو الاستئناف، موضحاً لـ"تلفزيون سوريا" أنَّ "محكمة سرمدا استدعت عامر بقضية خلاف حاصل في منظمة (إكرام) بين الداعم أبو مصعب الشامي الموجود في ألمانيا، ومدير المنظمة المعروف بأبي الوليد.
وأضاف أنَّ ذلك ضمن قضية اختلاس أموال بين الطرفين، لكن عامر لم يُسأل عنها أبداً ولم تأت المحكمة على ذكرها وطويت القضية ولم يتوقف أي من المتورطين فيها، ليحاكم عامر بقضية أخرى ليس لها أي علاقة في المنظمة".
وأشار إلى أنَّ استدعاء شقيقه عامر جاء في سياق انتهاك أهم، حيث قام القاضي بفتح هاتف صديقه الموقوف في ذات القضية وتفتيشه ليجد على برنامج الوتساب محادثة بينهما يسأله فيها إن كان يعرف أحداً يمكن أن يحل الخلاف الحاصل في المنظمة، ويكتب له عامر أنه ربما يعرف أحد لكن الأمر قد يحتاج دفع مبالغ مالية.
وتلك المحادثة كانت كل ما تبحث عنه المحكمة لتعتبره سبباً كافياً لإدانة عامر وصديقه، علماً أن خبراء القانون والمحامين أكدوا أن المحادثة ليست دليلاً يمكن الاعتماد عليه لا بالشرع ولا بالقانون.
وأوضح "عاصي" أنَّ هيئة تحرير الشام كلفت قاضياً بملف محكمة سرمدا لم يتمكن خلال الشهرين الماضيين من معرفة اسمه الحقيقي والمعروف فقط لقبه بـ "أبو القاسم"، ويتمتع الأخير بصلاحيات مطلقة "حوّل من خلالها محكمة سرمدا إلى باب رزق يدر أموالاً طائلة على الهيئة".
وعبّر الصحفي "عاصي"، في حديثه لموقع "أوطان بوست" عن رفـضه القطعي للحكم القضائي الذي أصدر بحق أخيه، معتبراً إياه بالجائر، والغير منصف، داعياً المنظمـات والهيئات الدولية والمحلية، لإدانة محكمة سرمدا والوقوف بوجهها، وحمل الصحفي تحرير الشام، المسؤولية عن أي ضرر يلحق بأخيه.
يشار إلى أنّ عامر طالب جامعي وتسبب موضوع الاعتقال في 17 / 4 / 2021 بتوقفه عن الجامعة وربما حرمانه منها، وهو أخ لشخصين قُتلا في مواجهة النظام منذ بداية الثورة، ويعيش مع أمه وأبيه اللذين أصبحا نازحين بعد دمار منزلهم بقصف النظام وروسيا قبل ثلاثة أعوام.
وكانت "هيئة تحرير الشام"، أفرجت في 4 / 1 / 2021 عن الناشطة السورية نور الشلو، وذلك بعد اعتقال دام نحو أربعة أشهر في سجون الهيئة بمحافظة إدلب، ونتيجة حملة إعلامية طالبت بالإفراج عنها.
اقرأ أيضاً:
- الروس يبعثون رسائل دولية عبر قصف طائراتهم لمنطقة إدلب
- أمريكا تطالب روسيا بتوسيع الممرات الإنسانية في سوريا .. والكرملن يصرّح
- بعد خروج الثوار .. حمص تشهد أول صلاة جمعة في مسجد "خالد بن الوليد"
- مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان يكشف لـ"آرام" عن خطط ضد نظام الأسد
