الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

طريق الموت .. معضلة الدخول من سوريا إلى تركيا للعلاج

21 يونيو 2021، 11:25 م
حالات إسعاف في الشمال السوري
حالات إسعاف في الشمال السوري

آرام – عائشة صبري

تواجه عشرات العائلات صعوبات كبيرة خلال محاولات إدخال الحالات المرضية التي يتعذر علاجها في الشمال السوري المحرَّر إلى المستشفيات التركية، وتلعب الحملات الإعلامية دوراً مهماً في مساعدة بعض الحالات التي عُولج قسم منها بينما قسمٌ آخر قُبل متأخراً فتوفي بعد أو قبل وصوله تركيا.

بشكلٍ شبه يومي نشاهد مناشدات على وسائل التواصل الاجتماعي لإدخال حالات إسعافية خوفاً من تفاقمها أو تعرُّضها للموت بسبب فقدان العلاج أو وسائله الطبية، ودأبت مجموعة ناشطين متواجدين في الداخل وتركيا على العمل التطوعي في مساعدة تلك الحالات الإنسانية عبر النشر على وسائل التواصل الاجتماعي ومنهم الناشط الإغاثي عمار خيرا المتواجد في تركيا.

وقال "خيرا" لشبكة "آرام": إنَّ آلية عملنا تتم عبر تواصل زملائنا في الداخل السوري وإخبارنا بالحالات الإسعافية ونحن بدورنا ننشرها على صفحاتنا باللغتين العربية والتركية ونوصلها لوزارة الصحة التركية التي ساعدت عدة حالات بالدخول من بينها الطفل عبد الحميد الشبلي حديث الولادة.

وهو مصاب بكسر في الجمجمة، دخل مشافي تركيا، في 17 مايو/أيار الماضي، بعد تعذر علاجه في مشافي مدينة أعزاز شمال محافظة حلب، وأفاد والده جهاد الشبلي لـ"آرام" بأنَّ طفله أمضى أسبوعاً في تركيا ثم أعيد إلى مشافي أعزاز والراعي، وطلبوا أن يعيده إليهم كمراجعة بعد عشرين يوماً، والطفل لم ينتهِ علاجه بعد.

ودخل الطفل "محمد جميل إبراهيم الشهابي"، مع والدته إلى تركيا في 16 الشهر الجاري بعد خمس سنوات من الألم والمعاناة، كما دخلت الطفلة "جوري عبد العزيز" إلى المشافي التركية في التاسع من الشهر الجاري لتلقي العلاج إذ لديها فتحة في القلب.

ومن الحالات التي توفيت مؤخراً عند وصولها تركيا بعد عناء طويل الطفلة "رهام الشهابي"، وذلك في مدينة كلس قبل وصولها مكان العلاج في ولاية ملاطيا، والطفلة "شام قشعم" توفيت في المشافي التركية بعد انتظار دام حوالي ثلاثة أسابيع بعد ضغط إعلامي، والطفلة "براء حماد" توفيت قبل دخولها إثر حملة إعلامية.

توضيح طبي

د. أحمد جوهر، أخصائي جراحة أطفال في مستشفى باب الهوى، أوضح لـ"آرام" أنَّ هناك أكثر من مركز معتمد لتحويل الحالات غير الإسعافية، مثل: حالات الجراحة في مستشفى باب الهوى، النسائية والأطفال في مستشفى أطمة، حالات الأورام السرطانية في مستشفى المحافظة بمدينة إدلب، ومن جديد تم اعتماد مستشفى الجامعة لبعض الاختصاصات غير الجراحية، والدكتور صفوان سجنواني مختص بأمراض الدم في مستشفى أطمة الخيري، وبالتالي يتم تقسيم الحالات حسب الاختصاصات.

والإسعافية -وفق الطبيب- يتم الاتصال مع المكتب الطبي في معبر باب الهوى أو مع منظومة الإسعاف المرتبطة مع المستشفى، ويتم التنسيق لإدخال الحالة إلى المستشفيات التركية حسب الفراغات الموجودة، وغالباً في فترة "كورونا" تحتاج الحالات للموافقة من الوالي التركي لذلك يتأخر دخولها يوم واحد على الأقل.

وأشار "جوهر" إلى أنَّ الحالات حتى تدخل إلى تركيا تتضمن شروطاً، أولها أن يكون علاجه غير موجود في الداخل السوري ومتوفر في تركيا، مثال: مريض شلل دماغي لا يتوفر له علاج في تركيا، بالتالي لا يستفيد من التحويل، ونزف دماغي أو جلطة يحتاج لعلاج فيزيائي، أيضاً لا يحوّل.

وهناك حالات معيَّنة تحتاج لصور وتحاليل لتشخيص المرض فيتم تحويلها لإجراء الفحوصات، وأكثرها حالات خزعات للأورام، وحالات يمكن أن تتحوّل لكن العلاج متوفر وتقدّم لها خدمة جيدة، ولو كان الأفضل تحويلهم لكن هناك تحديداً للعدد على المعبر، لذلك نعطي الفرصة لمن يحتاج أكثر من غيره ولا يأخذ دوره، لافتاً إلى أنَّه لا يمكنه تحويل طفل لا يحتاج عملاً جراحياً إلى تركيا.

بدوره، المسؤول في المكتب الطبي لمعبر باب الهوى د. بشير إسماعيل ذكر لـ"آرام"، أنَّ الحالات الباردة لها عدد محدد للدخول، أما حالات الإسعاف فلا يوجد عدد محدد، لافتاً إلى أنَّ موعد نتائج الإحالات يصدر مساء كل يوم اثنين من الأسبوع عبر الموقع الرسمي للمعبر.

وأشار إلى أنَّ إحصاءات عمل منظومتي تتبُع الحالات الإسعافية والباردة التابعة لمكتب التنسيق الطبي في معبر باب الهوى خلال شهر أيار/مايو الفائت، بلغت 215 حالة إسعافية، و198 حالة باردة حوّلت للعلاج في تركيا، وتم تسليم 40 حالة انتهت من العلاج لذويها في الداخل، و70 حالة وفاة نقلت من تركيا للداخل.

وبيَّن "إسماعيل" أنَّه لا توجد آلية محددة وواضحة لتحويل المرضى من معابر أخرى مثل الراعي وباب السلامة، بينما في باب الهوى هناك آلية محددة، واختلف العدد بسبب إجراءات "كورونا"، حالياً 25 مريضاً (ماعدا يومي السبت والأحد) يدخل يومياً ما يعادل 70 % من الحالات، قبل فترة كورونا كان العدد 30 مريضاً يغطي نسبة 90% من الإجمالي.

ونوّه إلى أنَّ المناشدات الإعلامية يتواجد فيها حالات تكون غاية العائلة مساعدة مادية، أو لدخول الأب والأم معاً أو الجدة، ونجد مناشدات لحالات علاجها متوفر بالداخل، أو غير متوفر في تركيا، وهنا يقع الإعلامي بخطأ كون العائلة تستعطفه.

حالات تنتظر الدخول

يتواجد في الداخل السوري عشرات الحالات التي تنتظر السماح لها بالدخول إلى تركيا، ومن أخطرها حالة الشاب "يوسف عبد الحنان الحزوري" (29 سنة) من مدينة الباب شرق حلب متزوج ولديه طفلين، أصيب بأورام في جسمه وهو يرقد في مستشفى الباب منذ شهرين يعتاش على أكياس سيروم، ويقول الأطباء: إنَّه "يجب إرساله إلى تركيا من أجل إجراء فحوصات غير متوفرة في الشمال السوري".

وحسب ما روى شقيقه لـ"آرام"، فإنَّه ذهب إلى باب الهوى فكانت العيادات مغلقة فاضطر للمبيت في فندق رديء بمدينة سرمدا، وهناك تعبت حالته فعاد إلى مستشفى باب الهوى وعندما رآه الطبيب قال يجب أن يعالج في تركيا، ولكن دون إعطائه تقريراً لإدخاله، وفي اليوم الثالث حاولنا تأمين سيارة صحية لكن لم نستطع، وبعد انتظار في الشارع لساعات عند كراج سرمدا صار المريض يطلب الموت ليرتاح من آلامه، وتمت إعادته إلى مستشفى الباب على أمل إدخاله يوم الأحد القادم عبر معبر باب الهوى.
مريض.jpg
أمّا الرضيعة "بيسان عرابي" (4 أشهر) نازحة من مدينة معرة النعمان جنوب إدلب وتعيش في مخيم شمالها، ترقد حالياً في مستشفى تفتناز لأنَّ لديها فتحة بالقلب ونقص أكسجة ومشاكل أخرى، لذلك يجب إجراء عمل جراحي لها، وانتشرت قصتها على صفحات الناشطين المهتمين بتلك الحالات، مطالبين بإرسال الطفلة إلى تركيا بأسرع وقت ممكن للعلاج.

وأفاد والدها ديب عرابي لـ"آرام"، "سجلنا عن طريق الرابط يوم الاثنين الفائت، والأطباء قالوا إنَّها بحاجة لعملية جراحية في تركيا خلال مدة أقصاها شهر، وأخذنا الإحالة إلى مستشفى باب الهوى، ووصلتني رسالة تفيد بإعطائي موعد مقابلة مع المكتب الطبي في 26 / 7 / 2021، أي علينا الانتظار لأكثر من شهر حتى نتأكد من قبول حالة الطفلة أم لا".

بينما تتدهور حالة الطفلة "ديمة عليطو" من مدينة تل رفعت شمال حلب، والتي أدخلت مستشفى الهلال الأزرق في مدينة أعزاز وبعد رفض إحالتها إلى تركيا أجريت لها عملية في نقي عظام ولطاخة الدم وتبيَّن أنَّها تعاني من داء "تفعيل البالعات المناعة الذاتية" (الكريات البيضاء تهاجم الجسم)، وبدأ تأثيرها على الكلى والكبد.

وبحسب ما ذكر والدها لـ"آرام" أنَّ "الطبيب المعالج أوضح أنَّه من الضروري تحويل الطفلة إلى تركيا لتلقي العلاج الكيميائي فوراً وإنقاذ حياتها المهددة بالخطر، ورفعنا إحالة من المستشفى الوطني وبعد إخبارنا بالموافقة تم وضعها كحالة باردة بسبب الضغط في مشفى كلس، ولكن بعد مراجعتي للمستشفى أول أمس السبت، أخبرني أحدهم بأنَّ الحالة مضى عليها شهر فتم إتلاف الأوراق، فاضطررت لمعاينتها من جديد وطلبت إحالة إسعافية من المستشفى الوطني".

اقرأ أيضاً:                     

شاهد إصداراتنا